الفصل الأول (البداية)

9.5K 124 37
                                    

"يقولون إنّ رب صدفة خير مِن ألف ميعاد."

دخل إلى جناحه بعد أن أخبر الجميع أنَّه لا يريد مِن أحد إزعاجه، أغلق الباب جيدًا ثم أضاء الأنوار، ولكن رغم ضوئها الساطع الذي يُنير الغرفة بدت له وكأنها مُظلمة ظلامًا دامسًا؛ فشمسها قد غربت، وقمرها قد دُفن في التراب.

وقف داخل الجناح وهو يتذكر زوجته التي أنهى مراسم جنازتها منذ قليل، ثم سمح لتلك الدموع المحبوسة بالتحرر؛ فنزلت لتغرق وجنتيه؛ فبالرغم مِن أنَّها خانته إلَّا أنَّه لم يستطع أن يكرهها أبدًا.

ظلَّ يستعيد ذكرياته معها حتى وصلتْ به ذاكرته إلى ذلك اليوم المشئوم الذي بدأ فيه كل شيء، جلس على فراشه وهو يملؤه الغضب، وأخذ يسترجع كل أحداث ذلك اليوم.
-------------------------------------------------------------
وبهذا سنبدأ قصتنا، الفلاش باك سيظلُّ لأكثر مِن حلقة، هيَّا نكمل …  نبدأ الفلاش باك:
-------------------------------------------------------------
في ذلك القصر الكبير الذي يظن الجميع أنّه مليء بالراحة والأمان والسعادة، ولكن ما يظنه هؤلاء ليس إلَّا خداع بالمظاهر.

سقطتْ أشعة الشمس على بطلنا؛ فوضع الوسادة على وجهه، ثم قال بنعاس:
- حبيبتي، أرجوكِ أغلقي الستائر.

نظرت إليه بعدم رضا، ثم اقتربت منه ملتقطة تلك الوسادة التي يحتمي بها مِن أشعة الشمس وهي تهتف بضيق:
- ألا تخجل مِن قول هذا؟! فأنتَ مَن يجب أن توقظني وليس أنا؛ يجب على الملك أن يكون نشيطًا.

فتح عيناه بلحظة، وبالتالية كانت مُمددة بجانبه بفعل يده التي سحبتها نحوه؛ ليثبت يدها بجانبها وهو يرمقها بابتسامة قائلًا بمرح:
- كل يوم تقولين نفس الكلام، لا أعلم متى ستكُفين عن توبيخي.

ابتسمت بحب وهي تقول بمرح مماثل:
- سوف أظلُّ أوبخكَ حتى يأتي اليوم الذي ستوقظني أنتَ فيه.

ضحك بصوته كله؛ فبادلته الضحك، ثم اقترب وطبع قبلة رقيقة على شفتيها قبل أن يتحدث بابتسامة:
- صباح الخير حبيبتي.

رمقته بنظرات عاشقة وهي تقول:
- صباح الخير يا ملك قلبي، هيَّا اذهب لتستحم؛ يجب أن تُفيق جيدًا اليوم.

نظر إليها باستغراب، ثم قال بتعجب:
- لمَ اليوم؟! هل توجد مناسبة؟

نظرت إليه بتعجب، ثم تساءلت:
- ويليام، هل نسيتَ؟!
- ماذا نسيتُ؟

صمت قليلًا، ثم عاود الابتسامة وهو يقول:
-  أجل تذكرتُ، اليوم لديَّ اجتماع مهم.

نظرت إليه بغضب، ثم أبعدته عنها وهي تتحرك مبتعدة عنه وتهتف بضيق:
- حسنًا، اهتم باجتماعكَ، لا أريد رؤيتكَ اليوم أساسًا.

رحلت وهي تشعر بالغيظ والغضب، فابتسم وهو يحادث نفسه قائلًا:
- تلك المجنونة ظنَّت أنني قد نسيتُ عيد زواجنا.

عـشـق الـمـلـوك الجزء الأول تحت مسمي الحب ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن