• الفصل الاول •

Start from the beginning
                                    

هزت رأسها بالنفي بين احضانه مازالت غير قادرة علي استيعاب الفكرة ولكنها غير قادرة علي الرفض أيضا تقف في منطقة شائكة وكلا الطريقين الواجب عليها السير في احدهما اصعب من الاخر عائلتها واختها، فما عساها أن تفعل تشعر بالاختناق الشديد
ضمها له اكثر .... استكانت بين احضانه تدعو الله بأن يلهما الخير ويكتب لضى كل الخير فهي لا تستحق غيره

كانت في الخارج ..… تتجه لغرفة اختها ووصلت للباب مرورا بالحوائط التي تقابلها رفعت يديها لطرقه ولكن جائها صوت زوج اختها من الداخل شعرت بالحرج واتجهت لتغادر المكان ولكن تحجرت قدماها عند سماعها تلك الكلمات التي وصلتها كسهم بل كرمح رشق في قلبها فلم يجرحه فقط بل فتته وتناثرت اجزاء منه بخروجه للجهة الاخري شعرت بالدوار كادت تسقط لولا تمسكت بالجدار المجاور لها، غير قادرة علي التنفس تشعر بالاختناق روحها تسحب ببطئ، لم تتوقع في يوما ان تستمع منه لتلك الكلمات تشعر الان بالتيه، الضياع ، الالم كل هذا فوق الظلام  .... كانت تريد الهروب بعيدا عن كلماته التي فجعتها بل قتلتها لكنها غير قادرة علي الحراك ولو انش واحد جسدها غير مطاوع لها والدموع كبحر هائج كثيرة ترتطم بجفونها المغلقة تنهدت وهي تفتح عينيها لفيض جارف واخيرًا تحركت ارجلها في خطوات وئيدة لغرفتها كادت تتعثر أكثر من مرة في طريقها حتي وصلت اغلقت الغرفة بعد دخولها واتكأت علي الباب بظهرها تبكي بنحيب عالي ها قد سمحت لنفسها بالتفريغ عن ما تشعر به من ألم ووجع ،نزلت لاسفل جالسه خلفه تضم ركبتيها لصدرها وتهز رأسها بهسترية شديدة كيف .. ايعقل ... ما ..…ماذا .... اسئلة كثيرة تقتلها كيف يفعل بها ذلك؟ .... ايعقل هذا اخي ممدوح الذي طالما حسبته ذلك؟! ... ما ذنبي في كوني اصبحت عمياء؟!  هل اصبحت شئ سئ لتلك الدرجة؟ اصبحت حمل علي الجميع!!  .... ماذا سأفعل وما هو مصيري القادم ....؟!
بكاء وبكاء بلا انقطاع حتي جفت الدموع من عينيها أكثر من ساعتان في غرفتها علي تلك الصورة حتي نهضت بوهن شديد لفراشها ارتمت عليه تشعر بان كل خليه في جسدها تئن ضمت نفسها بقوة تتمني لو يكون كل هذا كابوس ... كل ماحدث وتستيقظ منه تفتح عينيها صباحا تري نفسها في المرآة من جديد تبصر كل شئ من حولها تعود حياتها لرتمها السابق بكل ما فيه ..… تعود كما كانت تلتئم جراح قلبها وروحها.... لقد تخلي عنها الجميـــع ....كلهم ! حتي اقرب قريب آه من ذلك الألم الذي تشعر به الآن ،أنها في اسواء أيام حياتها تمنت آخر شئ قبل أن تغفو لو تصعد روحها لخالقها حتي تتخلص من ذلك الالم ومن تلك الحياة كاملة فما عاد فيها شئ يستحق البقاء

كان وجهها عابس بشدة تتذكر هذه الاوقات وكأنها مازالت تحياها لم تفق من شرودها إلا علي كلمة الممرض في الخارج سيبـــوه دلوقتي هتيعود علي وضعه الجديد اخرجوا كلكم وخليك أنت هنا علي باب الاوضه عشان لو عاز حاجة

سيبووووه انتشلتها من الالم لالم أكبر ..… الوحدة التي تحياها … اخذت نفس طويل وفتحت الباب مرة اخري متجهة للغرفة المجاورة لها طرقت الباب ثلاث طرقات كعادتها
جائها الصوت من الداخل :ادخلي يا ضي

#############

كان في غرفته المطلة علي الحديقة وتلك النافذة الواقف أمامها مكتوف الايدي يتأمل المكان في النهار طالما عشقه ليلاً وعشق تلك الصورة التي لن ينسها مهما حاول اخراجها من عقله بل من قلبه فهي اصبحت وشم ابدي نورها في الظلام وهي تقف في هذا الجزء من الحديقة البعيد عن الاعين مازال مسحوراً به ، ابتسم متذكرا أن كل من هنا كفيف لا يري سوى من يعمل فقط ولن يتواجد أحد هناك من العمال في ذلك التوقيت ، تذكر صوت المطر وصوتها وهي تتنفس عاليا وتضحك ابتسم وكأنه يسمعه الان وصداه يداعب كيانه بقوة وما دمر كل ذرة فيه هو رؤيتها وهي تخلع معطفها السميك جانبا وتظل بذلك الثوب الخفيف القصير الذي لا يتناسب مع برودة الجو تطلع لها بعينان سودويتان من فرط الإثارة نعم فقطرات الماء جعلت الثوب يُفصل جسدها كأنها تمثال منحوت ايه من الجمال كادت عينيه تغادر محلها مع دورانها حول نفسها ارتفعت انفاسه بقوة يهز رأسه محاولا الثبات والابتعاد عن النافذة لكنه غير قادر وما تعجب له اكثر هو سقوطها ارضا ظن انها تعرقلت فتصلب كل عرق في جسده لكن صوت بكائها المكتوم الذي وصل له وشهقاتها المنفلته زادت من عبوسه تمني لو ينزل لها يحتضنها يأخذها لعالمه الوحيد تنتمي له هو فقط فوق سريره عرشه الدائم الذي لا يعرف غيره مع جنس حواء لكن و لاول مرة تتحرك مشاعره لكائن حي انثي بطريقة مختلفة وكانت هي من حركت الكامن في داخله «مشاعره» تعجب مما شعر به وقتها ومما يشعر به الان مازالت تلك الذكري تحمل له نفس المشاعر بل أكثر منها

################

ادارت المقبض متجه للداخل في خطوات اكثر حذرا .... جائها صوتها المرح: ايه النور ده ضي هانم في الاوضه عندي مش مصدقة نفسي والله .... اتفضلي اتفضلي والله النهاردة يوم تاريخي في الدار كلها
ابتسمت ضي من قلبها وهتفت في بشاشة رغم أنها لم تراها ولكنها احستها: طول عمرها منورة بصاحبتها
ميسون: اكيد جايه تسألي عن حاجة مهمة
ضى بخجل: دايما كده كسفاني ،ايه عرفك اني جاية لحاجة مهمة

ميسون وهي تضع الكتاب من يدها وبضحكة رائعة: هو انا مش عارفاكي انتِ خلاص بقيتي عشرة شهور وجيران وعارفه انك مبتشرفيش اوضتي الا إذا كان في حاجة مهمة مش زي أنا كل دقيقة عندك
شعرت ضى بالحرج اكثر كعادتها ولكنها ضحكت متحدثه: ماشي مقبولة منك، وفعلا كنت عاوزه اسأل عن حاجة هو ايه حكاية الجديد اللي كان صوته عالي ده هو مين وليه اهله عملوا معاه كده ؟!

نهضت من مقعدها متحدثه: لا الموضوع طويل هعمل شاى بقي ونحكي
ضى بتعجب :يعني انتِ عارفه الموضوع
ميسون  وهي تجهز الاكواب: ايوه طبعا مفيش حاجة هنا بتستخبي عليا وانتِ عارفة كده كويس وإلا ما كنتيش سألتيني
ضي وهي تجلس: انا قلت كده بردة طب اعملي الشاى يالا واحكيلي الحكاية كلها
ميسون وهي تجلس: الحكاية بقي ………

تفاعل حلو ورأيكم في الفصل
دمتم بخير

عيون لا تنام «مكتملة»Where stories live. Discover now