البارت_الثاني

103 1 0
                                    


‎و قمت من على الأرض و خرجت من الحمام ..و كان رأسي يؤلمني جداً بسبب قوة السقطة ..
فوضعت يدي على مكان الألم , فإذّ بي احسّ بشيءٍ لزج و كثيف يغطي شعري .. ..فنظرت ليدي ,
لأرى انها اصطبغت بلونٍ اسود !
فحاولت شمّه , و اذّ به رائحة قوية لا استطيع حقاً وصفها ! فتساءلت بقلق : ما هذا الشيء ؟!
‎لم اتخيّل ابداً ولوّ للحظة واحدة ، بأنّني سأسمع الردّ :
‎- إنه دمّ !!
______
‎و على الفور !! تجمّد الدمّ في عروقي ! و نسيت صداعي تماماً .. بل و نسيت امر اصابتي ! كل ما شغل تفكيري هو ذلك الصوت , الذي يبدو انه صدر من داخل الحمام ! ..
فهل كنت اتخيل ؟! ام كان هذا من تأثير الضربة ؟!
‎ابتلعت ريقي ..
و صرت احاول ان انظر من نصف باب الحمام المفتوح .. لكني لم ارى شيئاً ..فكان لابد ان افتح الباب كلّه ,
لأتأكد من جديد .. و كنت حينها ادعو و انا كلّي امل , ان لا اجد احداً هناك !
‎يا إلهي ! ليكن ما سمعته مجرّد تهيؤات , فأنت وحدك تعلم كم انا جبان..
___________
‎كنت اقترب ببطء من الباب .. و جسدي يرتعش , بل ينتفض رعباً ! ثم فتحت باب الحمام بسرعة ,
فوجدته خالٍ تماماً .. فقلت في نفسي :
‎الحمدلله !! لا توجد اشباح , يبدو انها لم تلاحظ سقوطي !
‎و صرت اقنع نفسي بأنني تخيلت ذلك الصوت , بسبب كثرة مشاهدتي لأفلام الرعب ..
________

‎فحاولت تجاهل الأمر , و اسرعت الى غرفتي .. و ما ان وصلت , حتى وجدت كل شيء كما تركته تماماً ..
رائع !! لم يعبث احد بغرفتي ...
‎لكن فجأة !! احسست بشيءٍ دافىء يسيل من رأسي وصولاً لرقبتي ... فوضعت يدي عليه ,
ثم نظرت إليه : و كان شيئاً مألوفاً بالنسبة لي ..اجل انه دم .. دمٌ احمر .. و اخيراً !! شيءٌ طبيعي .. لكن عليّ تنظيفه حالاً ..
‎اخرجت عدّة الإسعافات من الدولاب ،
و وقفت امام المرآة و بدأت بتنظيف الجرح الحمد لله !! يبدو سطحياً , لكن يجب ان اوقف النزيف..

‎و بعد انتهائي.. توجهت إلى سريري .. قفزت عليه و احتضنته بكل شوق , و كأنني لم ارى سريراً في حياتي ..
‎و همست له قائلاً : لن اتركك بعد الآن !!

أمي!!😖Where stories live. Discover now