الفَـصِـل الرَابِع

868 68 9
                                    

 لَـحضات تدرِك انكَ لم تعُد طفلاََ كما لو انكَ تنام فتصحو بشعرِِِ ابيضَ وتجاعيد الايام خُطت في وجهِك .

 أسندُ رأسي الى كتف ماما بينما تقرأ هي بصوتِها الدافئ اياتِِ مِن سورةِ الكهف ( ولا تقولنَ لشيءِِ إنِي فاعلٌ ذلك غداََ إلا أن يشاء الله ) احب سماع القران حينما تقراه ماما هل لان ماما صوتها دافئ أم لان في القران هدوء وسكينة تدخل لأرواحِنا أم كلا الامرين تغلقُ ماما الكتاب بعد ان تنهي قراءة السورة كاملة فتُقبلُ الكِتاب ثلاثاََ ثم تسندُه إلا جبينها مُتمتِمة بكلمات بصوتِِ خفيض غير مسموعِِ تنظرُ لي وتربِتُ على شعري " هل نعستِ  صغيرتي ؟ " اهز راسي موافقة فتضحك وتقول  "هدات روحُكِ المشاكسة فالقران فيه سكينة لكل شيء " فادلف اليها بسؤالِِ يكاد يقتلني الفضول مِن اجله " منهم ياجوج ومأجوج ماما ؟ " 

تبتسم وتضع القران على جنبِها وتبدأ حديثها " يقال بانهم اقوامٌ كثيرةٌ جداََ متوحشون ياكلون ويشربون اي شيءِِ يصادفوه قامَ ذي القرنين ( وهو يقال عنه نبياََ او ولي لهُ قدرة ومعجزة مِن الله ) بحبسِهم خلف سدِِ منيعِِ ليحمِ البشرَ من شرهم  وهم يحاولون الخروج ولكن كلما قرأ مسلمٌ سورة الكهفِ عاد السد منيعاََ قوياََ كما كان فأذا اتى يوم القيامة ياصغيرتي فإن القران سيحمل ويذهب وننسى كُل الايات فلا يعود احداََ حافظاََ للكتابِ فيخرُج هؤلاءِ القوم فيأكلوا كل شيءِِ يصادفوه ! " ارتعدتُ خوفاََ فقلتُ لها بحزمِِ " علميني ! علميني ان اقرا نطقاََ صحيحاََ للقران وسوف اقراها كل يوم حتى لايخرجوا ابداََ ابداََ " ضحكت ماما وقالت " لاتخافي فهم لايأتون إلا بعد ان تكبري وتشيخي ورُبما نكونُ جميعاََ قد مُتنا "

اتسللُ مِن خلفِ الباب انظر لماما وهي ترتِب سريرها تنهي ماعندها فاخبرها بما في جعبتي مِن كلام " هل يمكنني ان اتأخر قليلا في العودة مِن المدرسة اليوم ماما ؟ " تنظر لي بتعجب وتقول " لماذا ؟ ماذا لديكِ لتفعليه ؟ " احرك اصابعي بشكل دوائروقول " اريد ان اتمشى قليلا مع اصدقائي فانا ممنوعة من اللعب معهم تعلمين صح ؟ " تأخذ نفساََ عميقاََ ثم تقول " فقط  نصف ساعة لا اكثر إن تأخرتِ اكثر سيعود اخوكِ وابوكِ وان لم يجداكِ سيسألان وحينها سيعلم أحمد وتحصلي عَلى عِقابكِ ! "  ثم اكملت وهي تنهض "الساعة 12 ونصف إياكِ والتأخر ! " ذهبت مسرعة وانا اعدها بما اتفقنا عليه . انتهى اليوم المدرسي واتجهت مع انهار الى المكان الذي اتفقتُ ان التقي بموسى به كنت خائفة ان يراني مهند فقد اتفقت معه انني سأعود مع انهار وصلنا عند المكان لكن لم اجد موسى صدمتُ به يخرج مِن خلفي ضحك لانه راني فزعت اشار لأنوار بان تذهب ضحكت وقلتُ  " شلونك ابو سنون ؟ " نقر جبيني باصبعه وقال  "بخير وانتِ كيف حالكِ واخفض عيناه لساقي " بخير انا انها اقوى من ذي قبل " مال براسه كمن يتاكد ان لا احد يرانا ثم سحب يدي ووضع ضرف صغير بلون اصفر وسط كفي ابتسم لي وقال " سنغادِر بعد اسبوعين أريدك ان لاتنسينا ابداََ وهذا الضرف افتحيه حينما تدخلين المتوسطة وتصبحين اطول قامة وترتدين حجاباََ " واكمل وهو يضحك " وتغطين كفشتكِ " احسستُ بالدمعِ ينساب من عينيّ  سحبتُ يدي وانا اضم الضرف لصدري 

الضُحَّىٰ Donde viven las historias. Descúbrelo ahora