part:11 علق في الشباك

124 2 0
                                    

في الحياة هناك حقائق مطلقة لا ريب فيها لكن الرجل يتعلمها في عمر مبكر. و هذى الحقائق لا تتغير ابدآ.
واحدة من تلك الحقائق هي: نيويورك في شهر آب.
في تلك الايام الحارة و الرطبة من فصل الصيف تتحول المدينة الى مكان مختلف كليآ.
وصل الى المدينة في الصباح الباكر. و التقى بمستثمر و صاحب مصرف يحتاج الى تطمينات بان اموالة لن تصر هدرآ و فكر بما يمكنة ان يفعلة ان بعد ذلك.
فانتهى بة الامر في القدوم الى نادي ايست سايد.
مسح العرق المتصبب على وجهة من دون ان يتوقف لحظة عن متابعة السير.
كل ما في الامر هو انة في الولايات المتحدة لأول مرة بعد عدة شهور.
اتى من اجل اجتماع عمل و بعد ذلك اللقاء الطويل بدا لة ان بعض التمارين في هذا النادي الانيق الهادئ فكرة جيدة جدآ.
ظهر الضيق على وجة لوكاس. من تراة يحاول ان يخدع؟ بأمكانة ان يرسل مساعدة الشخصي ثلاثة مرات الى الولايات المتحدة بدلآ من يأتي بنفسة.
حاول اقناع نفسة انة فعل ذلك فقط بسبب العمل لكن ذلك كلة مجرد هراء.
انها اليسا!
لقد تحلت عنة منذ شهرين و لولا شعورة بكبريائة المجروح لنسي كل ما يتعلق بها.
هو لن يفكر بها مطلقآ بعد اليوم.
بعد مرور ساعة استحم و ارتدى سروالآ من قماش التشينو و قميصآ زرقاء اللون. رفع كميها الى الاعلى و فتح ازرار الياقة و انتعل حذاء من القماش بدون كعبين. جلس في مكان هادئ مريح في مقهى محلي بة الهواء البارد المنعش و حمل كوبآ من عصير التفاح المثلج بين يدية.
شعر انة بحال افضل. لم لم يخطر بالة منذ البداية؟ ليس فقط التوجة الى هنا بل الاتصال بينيكولو و داميان ليرى ان كانا في المدينة ايضآ.
هذا ما حدث بالفعل و.....
-رييز! ماذا تفعل بحق السماء في هذا الجيحم في شهر آب؟
نهض لوكاس على قدمية. ابتسم و مد يدة ليصافح نيكولو. الامير نيكولو باربيري هو احد من افضل صديقين يمكن لرجل ان يحظى بهما.
-نيكولو!
ابتسم الرجلان لبعضهما و احتضنا بعضهما بقوة.
قال لوكاس:
-ما زلت بشعآ كالعادة.
اجاب نيكولو:
-هذا تمامآ ما كنت افكر بة عنك يا رجل! يسعدني ان اراك. لم اراك منذ فترة طويلة ربما.....ستة اشهر.
سمع صوت رجل اخر يقول:
-بل ثمانية لكن من يعد الايام؟
انة الامير داميان ارستيدس. ابتسم لهما الرجل و ضم الية صديقة في عناق جماعي.
-نيكولو لوكاس كيف احوالكما بحق السماء؟
قال الرجلان بصوت واحد:
-بخير.
جلس الاصدقاء الثلاثة الى مائدة خشبية بين مقعدين طويلتين مرتفعي الظهرين. اقترب النادل و هو يعرفهم منذ زمن بعيد حاملآ زجاجتين من عصير الفاكهة المثلجة. هز لوكاس رأسة ممتنا ثم استدار نحو صديقية.
-اليس مذهلآ ان نكون نحن الثلاثة هنا في نيويورك في الوقت عينة؟
قال داميان:
-و في هذا الوقت من السنة. من كان ليصدق ذلك؟
علق نيكولو:
-الاعمال لا تتوقف بغض النظر عن احوال الطقس.....
علق داميان بنعومة:
-الاولويات تغيرت بالنسبة لنا نحن الاثنين.
هز نيكولو راسة و اجاب:
-و دائمآ نحن الافضل.
ابتسم الرجلان لبعضهما. ثم استدار داميان نحو لوكاس.
-ليس بالنسبة الى صديقنا العزيز الصامد.
رفع لوكاس حاجبية و قال:
-الصامد؟
-لوكاس رييز. العازب الوحيد بيننا. الم تجد بعد المرأة المناسبة لك؟
-انت تقصد انة لم يتم الايقاع بي بعد. لا اقصد الاساءة لكما.....
اضافت بسرعة:
-.....قصدت فقط ان الزواج ليس الحل الافضل لكل رجل.
ابتسم داميان و علق:
-هذا ما كنت اقولة لكنني ادركت انني كنت مخطئآ.
رشف رشفة كبيرة من كوبة و تابع:
-و الان لوكاس ما الذي دعاك للقدوم الى المدينة؟
-العمل.
-اة! اعتقدت انة.....ربما هناك امرأة ما.
-ما من امرأة في العالم تجعلني اقطع كل هذة المسافة لأراها.
تبادل نيكولو و داميان نظرات سريعة. هل تبدو نبرة لوكاس حزينة قليلآ؟
رفع نيكولو كتفية و قال:
-بالبطع. و كما قال داميان انت العازب الوحيد بين.....
-لن اتعلق بامرأة مطلقآ الى هذا الحد.
نظر اصايقاءة الى بعضهما من جديد.
قال داميان:
-بالطبع نحن نفهم ذلك جيدآ.
-جئت لنهي اتفاقآ مع صاحب مصرف و هو اتفاق دقيق جدآ. اراد الرجل بعض التطمينات الشفهية. اقترح ان يسافر الى اسبانيا.....
امسك لوكاس بكوبة و عندما راى ان فارغ اشار الى النادل ليحضر لة كوبى آخر. ثم تابع:
-.....لكنني قلت لة لماذا تزعج نفسك ساكون في نيويورك في غضون ساعات قليلة.
قال نيكولو بحذر:
-بالتأكيد من الافضل لك ان تعقد اجتماعك هنا حيث بامكانك ان تقلي بيضة على الارض بدلآ من تجلس على الشرفة في ماربيلا مستمتعآ بالهواء المنعش القادم من البحر.
رفع لوكاس عينية و نظر الية بتحد:
-ماذا تعني بكلامك هذا؟
-انة مجرد رأي.
-حسنآ رايك بعيد عن الموضوع.
قال نيكولو بطريقة مسرحة:
-يا الهي! انت تقصد انة لم يعد هناك هواء منعش في ماربيلا؟
بدأ داميان بالضحك لكن عندما رأى الغضب على وجة لوكاس تحول ضحكة الى سعال.
-امر مسل حقآ لكما معآ.
انتظر لوكاس حتى وضع النادل زجاجة اخرى من العصير امامة و غادر حاملآ الزجاجة الفارغة ثم تابع:
-و اذا كنت تريد ان تقلي البيضة على الرصيف فالمكان المناسب لتفعل ذلك هو في جنوب من هذة البلاد.
-فلوريدا! قرات مرة مقالة عنها و قال الكاتب.....
قالطعة لوكاس:
-الطقس حار جدآ في تكساس. من المؤكد انك تستطيع ان تقلي بيضة على الرصيف هناك.
رمش صديقاة عيونهما و قال نيكولو:
-تكساس؟
-هذا ان كانت هناك اية ارصفة في تكساس في الواقع.
-اسمع! سكان اوستين دالاس و اماكن اخرى سينزعجون حقآ ان سمعوا انك تقول.....
قال لوكاس ببرودة:
-ليست تكساس الا منطقة مليئة بالاشواك و الثعابين التي يتحترق تحت الشمس.
ابتلع رشفة كبيرة من العصير و تابع:
-ان لم ارها ثانية في عمري كلة فلن يكون ذلك كافيآ لأنسى ذلك.
هذة المرة النظرة التي تبادلها نيكولو و داميان بدأت بالتساؤل عما يتحدث عنة لوكاس و انتهت بتفاهم صامت بينهما يقول انة من الافضل ان تكتشف الامر.
سأل نيكولو بحذر:
-الديك شكوى شخصية ضد تكساس؟
-ولم يجب ان يكون لدي شكوى بحق السماء؟
-حسنآ! لا اعلم. كل ما في الامر.....تبدو كأنك.....
-قابلت امرأة في تكساس.
هذا فعلآ ما حصل بكل بساطة. فما يزعجة و يحفر في اعماقة طوال النهار تبآ! بل في كل ساعة من كل يوم منذ اللحظة التي تركتة فيها اليسا اصبح واضحآ للعلن.
نظر نيكولو الى داميان و نظرتة تقول: جاء دورك. تنهد داميان و قال بصوت هادئ:
-و ماذا بعد؟
-ماذا بعد.....لا شئ. فقط قابلت امرأة منذ عدة اشهر في تكساس و هذا كل شئ.
عقد داميان ذراعية و حدق بتعجب بنيكولو الذي هز رأسة كأنة لا يفهم ما الذي يجري امامة.
-اهذا كل شئ؟ قابلتها منذ عدة اشهر و الان تتمنى الا ترى تكساس مرة ثانية.
-هذا صحيح تمامآ.
-و هل لهذة المرأة اسم؟
-اليسا.....اليسا ماكدونوف. اسمعا انسيا انني قلت اي شئ اصبحت السيدة من الماضي و هي لا تعني اي شئ بالنسبة لي.
-اة! حسنآ! في هذة الحالة.....
-التقينا لأن جدي قال لي انة يريدني ان اذهب الى هناك لأشتري فرسآ لكن تبين لي انة ارادني ان اشتري عروسآ.
فتح داميان فمة فرفسة نيكولو على كاحل قدمة.
-حسنآ! بالطبع انا لست غبيآ. ما كنت لأسمح ان يوقع بي اي شخص في فخ الزواج. قلت ذلك لأليسا. و استمريت في قول ذلك لها حتى بعد ان اخذتها معي الى اسبانيا.
هذة المرة قام داميان برفس نيكولو.
-انتهى الامر بالقيام بتصرفات حمقاء....حمقاء لا تصدق.....
تابع لوكاس بصوت اجش و الحزن واضح على وجهة:
-بعد ذلك اقدم فليكس على قبول شئ ما كان علية قولة فأظهرت السيدة التي نتحدث عنها صفاتها الحقيقة و غادرت.
انتظر صديقاة ان يتابع لكن لوكاس انشغل بشرب المزيد من العصير. تنهد نيكولو ثم قدف الكلمات بهدوء.
-هل عادت الى تكساس؟
هز لوكاس راسة.
-و انت قلت الحمد اللة على خلاصك منها.
-بالبطع!
تجهم وجة لوكاس و اضاف:
-حسنآ! فكرت في الامر.
-لكنك لم تقل لها ذلك بوجهها.
-لا!
ساد صمت من جديد. و علم داميان ان دورة حان للسير بخطى بالغة الدقة على الثلج الرقيق.
-اذآ اهذا هي المشكلة؟ اقصد الهذا السبب انت في هذا المزاج؟
-اي مزاج؟
سالة لوكاس لكنة رفع كتفية ثم تابع:
-نعم. ربما.....و من المحتمل..... تصرفت بحماقة و تركتها تتخلى عني لكنني لم اقل لها مطلقآ.....
-لم تواجهها مطلقآ.
-اجل.
قال نيكولو ببطء:
-اتعلم مع ان الامر لا يعنيني مطلقآ لكن....
تابع داميان:
-هذا صحيح. اقصد.....انني متأكد من ان نيكولو سيعطيك ذات النصحية التي ساقولها لك.
قالنيكولو:
-اذهب لرؤيتها و حدد موقفك امامها.
نظر لوكاس اليهما و قال: ااذهب لمقابلتها؟
-بالبطع! اذهب الى تكساس. واجة السيدة و قل لها ما كان عليك قولة لها عندما تخلت عنك و رحلت.
لم يقل لوكاس اي شئ بل رفع كوبة و حركة بين يدية كأنة يرسم دوائر على سطح الطاولة.
قال داميان:
-بالطبع! سافر الى تكساس و قل للسيدة ما يدور في راسك اليس كذلك ياريبري؟
هز لوكاس رأسة و قال:
-بشكل مطلق.
تحركت عضلة في وجة لوكاس و قال:
-انتما على حق. كان علي التفكير بذلك بنفسي. انا بحاجة الى مواجهتها. يجب ان اقول لليسا.....
قال داميان:
-اعتقدت ان اسمها اليسا.
و انتظر ان يشعر برفسة على كاحلة لكن ذلك لم يحدث.
تحركت العضلة في فك لوكاس مرة ثانية و قال:
-ناديتها ليسا عندما اعتقدت.....هذا امر لا اهمية لة. شكرآ لكما على النصحية.
-حسنآ من اجل ذلك وجد الاصدقاء.
وقف الرجال الثلاثة معآ نصافحوا ثم امسكوا باكتاف بعضهم البعض و هم يضغطون على عضلاتهم بقوة؟ بعدئذ مد لوكاس يدة الى محفظة فلوحا لة ليرحل.
قال داميان:
-فقط ارحل.
راقباة و هو يسير بخطى واسعة ليخرج من باب المقهى. بعد ذلك ابتسم نيكولو و قال بنعومة:
-ذلك المسكين الاحمق انة واقع في الحب حتى اذنية!
ابتسم داميان لصديقة و قال:
-هذا شخص آخر ينضم الى المجموعة.
ثم لوح الى النادل ليحضر لهما شرابآ ليحتفلا بمناسبة وقوع صديقهما الوسيم في شباك الحب.


نهاية الفصل الحادي عشر......................

امرأه للپيعWhere stories live. Discover now