part:7 عدو ام حبيب

147 3 0
                                    

غادر تكساس طائرة صغيرة استأجرها لوكاس فيما ابقى يدة بحزم على مرفق اليسا و هما في المطار كأنة يخشى ان تهرب منة في اللحظة الاخيرة.
في نيويورك استقلا طائرتة الخاصة. توقعت اليسا ان ترى طائرة تشبة تلك التي غادرا فيها الى تكساس طائرة صغيرة مع فريق عمل لطيف و عدد كاف من المقاعد. لكن تبين لها ان طائرة لوكاس ضخمة و هي سريعة كعصفور فضي املس تحتوي على مقاعد مغطاة بجلد ناعم من اللونين الاسود و التبني.
مع ان اليسا عاشت في نيويورك لفترة كافية لتعلم ان الرجال الذين يرأسون شركات عالمية يسافرون في طائرات خاصة بهم و ينظرون اليها ببساطة على انها حاجة ضرورية و ليست وسيلة رفاهية لكنها رفضت ان تفكر ان لوكاس مثلهم.
فطريقتة في التعامل معها و افتراضة انة يستطيع اقتحام حياتها و تولي زمام الامور فيها و امتلاكة هذة الطائرة الفخمة مع وجود مضيف فيها هي براهين واضحة تدل على ان الامير الاسباني يظن نفسة افضل من كل رجال الاعمال في العالم. فكرت اليسا انها غير معجبة على الاطلاق بهذا الرجل و هي لا تثق بة ايضآ. اما سرعة تأثرها لعناقة فلا تشعرها بالاحراج فقط بل بالغضب كذلك.
لا بد انة ادرك انها ساذجة و تفتقد الى الخبرة في التعاطي مع الرجال فاستغل وضعها بشكل مطلق.
ليس بعد الان! هذا ما فكرت بة بينما كان المضيف يقدم العشاء في اطباق صينية رائعة اجمال يحمل منها رسم تاج ملكي. في هذا الاثناء وضعت اليسا خطة لتسير عليها.
ما ان يصلا الى اسبانيا حتى تقول لة ان لدية ثلاثة ايام فقط ليتولى زمام الامور. و هذا الوقت اكثر من كاف لأقناع رجل عجوز ان عرض نفسة للخسارة بدل الربح في تدخلة بحياة شخصين آخرين.
ثلاثة ايام و بعدها ستعود الى بلادها.
ستذهب الى نيويورك لترى اساتذتها و من المؤكد ان احدهم سيقدم لها النصيحة التي تحتاجها. و هي منذ الان ترى امامها الخطوط العريضة التي ستسير عليها من اجل ابطال بيع المزرعة.
خفت قوة لوسيوس في سنوات الاخيرة و ضعف جسمة الى حد كبير. في النهاية هذا ما حصل لعقلة ايضآ. و اللة وحدة يعلم منذ متى بدأ يعاني من تلك الاعراض؟ هل كان يتمتع بقواة العقلية عندما باع المزرعة و وافق ذلك الشرط الملزم في العقد؟
فحوى الموضوع ان العقد غير قابل للتفيذ. تساءلت لماذا يريد فليكس رييز امتلاك ارض قاحلة لا جدوى منها؟ و لماذا يريدها هي لحفيدة؟ انهت اليسا فنجان القهوة و وضعت الفنجان و الصحن جانبآ و نظرت الية. جلس لوكاس على مقعد جلدي عبر الممر و بدا وضحآ ان لم يلمس الطعام الذي وضع امامة على الطاولة بينما التفت يداة حول كوب من الكريستال حيث راح يحتسي شراب منعشآ و هو ينظر من النافذة الى الخارج. و على الرغم مما تعرفة عنة و ما تفكر بة شعرت بدقات قلبها تتسارع و لم يعجبها ذلك مطلقآ. ان شديد الوسامة و الجاذبية.
في الواقع تجاهل لوكاس وجودها تمامآ اثناء الرحلة. امضى معظم الوقت في الطائرة و هو يتحدث عبر الهاتف. تحدث احيانآ باللغة الانكليزية و احيانآ بالاسبانية. لم يكن صوتة عاليآ بما يكفي لتلتقط اكثر من بضع كلمات لكنها كانت كافية لتعلم ان كل احاديثة دارت حول حالة جدة الصحية و وجدت اليسا نفسها تشعر بالاسى علية.
بعد قليل استدار لوكاس و نظر اليها. بدت عيناة داكنتي السواد و عظام خدية بارزة اكثر من المعتاد. رأت اليسا ان يتألم فابعدت نظراتها عنة.
في منتصف فترة بعد الظهر بدأت الطائر بالهبوط بنعومة عبر السماء زرقاء صافية فلامست بانسياب طريقآ طويلآ من الاسمنت لتتوقف اخيرآ بمهارة مثيرة للاعجاب. رأت اليسا مروجآ خضراء تحيط بمدرج الهبوط و على بعد مسافة من هناك رأت تلة صغيرة تسرح فيها قطعان من الخيول يقف بعضها تحت اشجار وارفة الظلال. اطلت سيارة رولس عبر الطريق المقابل و توقفت فيما بدأ رجلان يرتديان زيآ خاصآ بدفع الدرج المتحرك نحو الطائرة. في تلك الاثناء دخل المضيف الى الحجرة و فتخ الباب الخارجي.
قال بابتهج:
-اهلا وسهلا بك سمو الامير.
نهضت اليسا على قدميها و هذا ما فعلة لوكاس ايضآ. امسك بكتفيها ما ان بدأت بالسير لتتقدمة.
-انتظري!
اهذا امر ملكي؟ هل يعتقد انها واحدة من اشيائة؟ ابعدت يدة عن كتفيها بسرعة و مرت امام المضيف. و ما هي الا لحظة حتى كادت تسقط في الفجوة الفارغة ما بين الطائرة و الدرج المتحرك. سرعان ما التفت ذراع قوية حول خصرها شدتها الى الوراء. قال لوكاس بصوت حاد:
-ما الذي تفعلينة بحق السماء؟
-اعتقدت.....الباب.....اعتقدت.....
راحت ترتجف كورقة في مهب الريح و كذلك فعل لوكاس. خطوة اخرى و.....
اطلق شتيمة غاضبة و ادار اليسا الية ليضمها بقوة بين ذراعية. توقع ان تقاومة و تبتعد عنة لكنها انهارت فوق صدرة فيما راح قلبها يدق بعنف فوق صدرة اما انفاسها فبدت متسارعة و ضعيفة.
اغمض لوكاس عينية و دفن وجهة في شعرها:
-اليسا انها غلطتي.....الدرج.....
قاطعتة بصوت مرتجف:
-لم يكن هناك اي درج.
-صحيح. اعلم ذلك.
قال المضيف بصوت مضطرب:
-انها غلطتي بالكامل سيدي. لو لم افتح الباب.....
-لا هذة ليست غلطتك اميليو.
امسك لوكاس يوجة اليسا و رفعة قليلآ كي يتمكن من النظر الى عينيها ثم تابع قائلآ:
-يعلم اميليو انني ارغب بأن يفتح الباب فأنا احب رائحة الارض.....العشب.....و السحر.....احب رائحة التلال و الخيول.....
يا الهي! كم يبدو وجهها شاحبآ! استطر قائلآ:
-.....و الآن ستعتقدين انني رجل مجنون لانني اعترف اني احب رائحة الخيول.
نجحت محاولتة في تهدئتها اذ عاد بعض اللون الوردي الى خديها ثم ضحكت ضحكة مخنوقة.
-الشخص الوحيد المجنون هنا هو انا فقد حاولت ان امشي في الهواء.
و في هذة الاثناء كان الدرج قد ثبت في مكانة و اصبح بأمكانها الخروج من الطائرة.
غابت ابتسامتة و هو ينظر الى وجهها و سألها:
-هل انت بخير عزيزتي؟
-نعم انا بخير.
هذا ليس صحيحآ فهو ما زال يشعر بتسارع دقات قلبها كما انها لا تزال ترتجف. لن يدعها تمشي وحدها لذلك رفعها بين ذراعية من دون تردد.
-لوكاس! حقآ يمكنني ان اسير.
-بالطبع و انا ايضآ. لذا اسعديني عزيزتي و ضعي ذراعيك حول رقبتي و دعيني احملك الى السيارة.
لم ينتظر اجابتها بل سار بخطوت واثقة فوق العشب الاخضر ما بين مهبط الطائرة و سيارة الرولس السوداء اللماعة المنتظرة على الطريق الآخر.
حياة السائق على الفور:
-اهلآ بك في ديارك سمو الامير.
-شكرآ لك باولو.
باولو هو اكثر الاشخاص رصانة لكن لا بد ان يعاني الآن من وضع صعب جدآ بمحاولتة عدم التحديق بهما فرؤية رئيسة حاملآ امرأة بين ذراعية امر يحدث كل يوم.
هذا الامر برمتة لم يحدث مطلقآ في هذا المكان في مطلق الاحوال. لم يحضر لوكاس من قبل امرأة معة الى منزل اجدادة. انة منزلة بالطبع لكنة ما زال منزل فليكس ايضآ و لوكاس يتعمد دائمآ التحفظ و التصرف برصانة عندما يتعلق الامر بجدة.....
يا الهي! هذة مشكلة اخرى لم يفكر بها البتة. لن يكون باولو الوحيد الذي يصاب بالدهشة من رؤية اليسا. و بدون اي شك ان جميع افراد العاملين في منزلة سيقفزون الى الاستنتاج نفسة: اخيرآ قرر ان يحضر عشيقة معة الى المنزل. لن يسمح بحدوث ذلك مطلقآ!
هذة اسبانيا ما زال الامراء فيها يتعمدون عدم تفسير افعالهم لأي كان.
لكن هذة القاعدة لا تنطبق على النساء اليافعات. ليس في عالم ما زالت التقاليد البالية و العقول المغلقة تتحكم بة.
قال بلطف:
-باولو.
رمش السائق بعينية و قال على الفور:
-آسف سيدي انا انا.....
فتح باولو الباب الخلفي للسيارة الضخمة فانزلق لوكاس الى داخلها و هو لا يزال يحمل اليسا بين ذراعية. حاولت ان تتملص منة قليلآ فضغط بذراعية عليها و وضع شفتية على صدغها هامسآ:
-ابقي هادئة عزيزتي.
ثم وجة الكلام لباولو:
-هذة السنيوريتا ماكدونوف.
قال باولو و هو يبتسم لها في المرأة:
-اهلآ سنيوريتا.
-سوف تزورنا لفترة.
-نعم سيدي.
تجهم وجة لوكاس. علية ان يقول شيئآ افضل من ذاك لكن هذا يكفي حتى الآن. فالآن تدور افكارة كلها حول المسألة الاكثر اهمية: فليكس.
-هل طرأ اي تغيير على صحة جدي باولو؟
-لم اسمع عن ذلك سيدي.
لم يطرأ اي جديد و ما زال فليكس فاقد الوعي.
-هل ترغب بالذهاب الى المستشفى سيدي؟
-خذنا الى المنزل اولآ. سأوصل السنيوريتا لكي ترتاح و بعد ذلك ساذهب الى المستشفى.
همست اليسا:
-لست بحاجة كي ارتاح كما اتمنا ان تبعد ذراعيك عني! ما الذي سيظنة السائق.
نظر لوكاس الى كتلة النار بين ذراعية. بدا وجهها احمر كالورد وشعرها الطويل متدليآ على كتفيها بعد ان تفلت من عقدتة اما احمر الشفاة الذي كان على شفيتها فقد زال منذ ساعات طويلة.
-لا يمكنك ان تسير كما تشاء و انت تحملني كأنني.....كأنني.....
احنى لوكاس رأسة و عانقها من جديد و شعر بمقاومتها تضعف لتصبح رقيقة.
عندما رفع نظرة لمح باولو ينظر اليهما من خلال المرأة و قد فتح فمة من الدهشة.
قال بهدوء:
-باولو نسيت ان اذكر.....
-سيدي!
-شرفتني السنيوريتا ماكدونوف بموافقتها على ان تصبح زوجتي.

امرأه للپيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن