مرَ هذا اليوم كالمعتاد ايضاً، دافِء ولطيف ،
لحسن حظِي لم يُزعجني اولاد القرية ، بل
وقد لعبت مع بعضهِم لعبة المطاردة لانني رغبت
بالركض، كي لا اشعر بقلبي ينقبض ويضيقُ دون سبب، احببت ان اعطيه سبباً ليؤلمني.

هذه الليلة، حدث مثل الأمس، لم استطع النوم،
اجهشت باكياً لفرط الألم في صدري، كان لايحتمل
اكثر بكثير من الامس، امي ذهبت بي ركضاً الى
الطبيب الخاص بالقرية، وحتى هو لم يفهم خطبي،
تركني متعرقاً في فراشي اتقلبُّ متألماً.

مابِك ياقلب؟ مَن يجعلُك حزيناً الى هذا الحدِ ؟
الى حد انك تستطيع ان تسقِي مدينة عظيمة بالاسى،
ويبقى فيض منه بداخلك؟.

السلامُ حولَك، السلامُ يُنادِيك ويغني لك ، لماذا
انت منزعج منه؟ لقدَ تمنيته دوماً ، الدفءُ والطمأنينة.
لماذا لم تعد تُغريك؟.

'انا لَم اقُم بسؤالِك '
صوتُ من العدمِ اتى الى ذهني، يجعلني اصرخُ
لان قلبي اُعتصِر اكثر.

'هل تنتظر دعوة؟'
'لازال الوقت مبكراً لتشكُرني'
'اطرحني ارضاً وسأقبلُك في التدريب'

'لاتقلقَ بشأن شيء حين تأكل
الطعام ، هذا قانونُ يجبُ ان تُقدسه لاجل نفسك'
الصوت تحدثَ وتحدث ، لم يتوقف..
ليُوقفه احدكم، انه يؤلم قلبي!.

'لن تعتذِر تلك الايام لك، لذا انا اسف بدلاً عنها،
انت لم تستحق هذا'.
'لديك ضحكة جميلة '
'سأقتُل من يحاوِل ايذاءك '
'انت حُلوٌ حين تضحك بعد البكاء'.

انهُ انت..هذا صوتُك ، يالهي..
لم اتخيل ان صوت الحياة سيُسعدني لهذا الحد يوماً.

صوتُ نبضة لقلب ، تصدر من جهازِ ما، هي
وحدها ماشعرت به في ظِل الظلام الذي سقطت
به، اختفى السرير، اختفت والدتي، اختفى كوخنا،
وبقيت العتمَة والرجفة في داخلي.

"يُونقِي ؟ اتسمعُني؟" وصاحب الصوت، قد
نادانِي، نبرتهُ هادِئة ، تدخل لمسمعي كالموسيقَى.
لم اعلم ان اسمي جميل هكذا.

لم اعلم ان البقاء حياً جميلُ هكذا..

"ا-اسمعُك رئِيس" ارتجفت نبرتي بفعلِ الدمُوع،
انا حَي، انني في غرفة بيضاء تُحيط بي الاجهزة .
اعيُني لم ترى بوضوح وجههِ، لقد كنت ابكي،
كالطفل المُكابِر الذِي انتهى من تمثيل انَ إمساك
الجمرة يطابق امساك الثلج.

صليب الحب| Yoonseok Where stories live. Discover now