اومأت الأخرى مرة واحد بِتفهم تحفظ اسمها و وجهها جيداً لأن هذا جزء كبير من عملها السري في هذا المكان الذي ليس حرفياً سوف تعيش فيه لمدة لا تعرف متى تنتهي.

في الواقع دايانا تعرف مَن هي ماري و كل ما يدور عن حياتها تقريباً لكون كاي و تمارة اعطوها معلومات عن العُملاء الكبار هنا و عن مكانتهم في هذا القسم الكبير.

لديها معلومات كثيرة و بسيطة عن عُملاء غيرها هي متأكدة انها سوف تقابلهم لاحقاً.

اشارت لها ماري بِيدها لكي تتبعها و هي بالفعل فعلت، تمشي ورائها و عينيها الحادة و الساكِنة تَحوم من حولها تحفظ كل زاوية، كل جدار و كل كاميرة مراقبة موجودة بطريقة لا تبدو فيها غريبة الأطوار.

" اممم إن لم تُمانعي، ماري ......هل انتِ مسؤولة هنا ام شيء من هذا القبيل؟ " تساءلت دايانا تحُدق بِظهر ماري و هي تمشي بِخطوات لائقة و ثابتة و صوت كعبها يَطرُق على الأرضية الصُلبة.

انها امرأة طويلة يصل طولها من طول دايانا تقريباً، و هذا ما ظنته هي الى أن تذكرت انها ترتدي كَعب، ليس عالي جداً لكنه سبب رئيسي.

" انا احد المسؤولين عزيزتي جيني، عميلة فدرالية قد عملتُ و مازلت اعمل في هذا البناء لأحدَ عشر سنة إن لم تخونني ذاكرتي. "

أحدَ عشر سنة؟ كم عمر هذه المرأة بِجدية؟

شكلها يقول انها في اواخر العشرينيات و الرياضيات اللعينة تقول انها في اواخر الثلاثينيات.......

لماذا انتِ فضولية بِعمر هذه الغريبة؟! ركزي على عملك
ايتها الحمقاء!
 صاح عليها صوت في داخلها يُعيدها لِلواقع لتنتبه أنَ ماري مازالت تتحدث و هي لم تسمع حرف واحد.

"-- هذا لأنني احِب عملي و احِب شركائي و العُملاء الذين ساعدونا دوماً، فَنحنُ كالعائلة لبضعنا البعض و أكثر من ذلك و اتمنى أن تكوني جزءاً منها ايضاً. " قالت ماري تقف فجأة امام مصعد لتَستدير لِلوراء حتى تواجه التي سمعت هذا الجزء من كلامها فقط.

" هل انتِ مستعدة لمقابلة شركائك؟ "

رمشت دايانا عليها عدة مرات لا تدري بِماذا تُجيب، لأنها إن وافقت فَسوف تشعُر بِتأنيب الضمير النادر الذي لا يحدث لها قَط لكونها تخدعهم بِوجودها في هذا المكان لكي تُدَمِر ما يعملون عليه كل يوم ليلاً و نهاراً و إن لم توافق، فَسيكون رداً وقح.

مع انها لا تهتم للأمر بتاتاً، إلا انها و من دون المزيد من التفكير اومأت لماري بالموافقة تجعلها تبتسم أكثر، الأضواء من حولهم تبرق في عينيها البنية كالقهوة مع الحليب.

" ممتاز! " بنفس اللحظة فُتِحَت ابواب المصعد ثم بدأوا عُملاء بالخروج منه بعدها دخلوا هُم و معهم عُملاء اخرين احدهم يتحدث على الهاتف بِصوت مرتفع زيادة عن اللزوم.

ذات الوجهَين - The Two-Faced ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن