في الداخل كبير و واسع بأرضية سيراميكية تلمع و اضواء في كل مكان تنيره، رجال و نساء يمشون مُسرعين يحملون اوراق مُكَدسة فوق بعضها أو قهوة نصف ممتلئة يشربونها على عجلة، على اليمين يوجد السكرتير يتحدث على الهاتف و على اليسار مصاعد مُتعددة منها الخاص و منها العام لِلجميع.

شعرت دايانا كأنها بِداخل احد افلام الأكشِن البوليسية و هي عميلة سَتقضي يومها في مكتبها مع باقي العُملاء.

في الواقع هي عميلة حقيقية/مزيفة لديها شهادة تخرج من الاكاديمية قد عملت في هذا المجال بِعمر صغير لكونها من الطلاب الأذكياء و الأقوياء النادرين أو هذا ما تقوله اوراقها فَحسب لكي تصدق الأعين و العقول فَهذا هو التزوير.......اليس كذلك؟

" هل بأمكاني مساعدتك؟ " فجأة اوقفها صوت انثوي من خلفها لتستدير بِمكانها تُعَدِل حقيبتها على كتفها.

رأت امرأة تبدو أكبر منها بِعشر سنوات ترتدي تنورة رمادية تصل لفوق الركبة مع جوارب شفافة سوداء طويلة، قميص أبيض مَحشو في تنورتها و فوقه معطف رسمي مُطابق لِلتنورة الرمادية و شعرها مرفوع على شكل كعكة بنية.

انها امرأة بِبشرة سمراء و عيون مدورة جميلة.

" امممممم، مرحباً، انا في الحقيقة احتاج بعض المساعدة. " ردت دايانا عليها تَدّعي التوتر.

" و انا الشخص المناسب لِلمساعدة. "

ابتسمت لها المرأة اللطيفة لتُعيد دايانا نفسها وهي تمسك بِنظارتها لكي تُعلقها على ياقة الكنزة قبل أن تقول
" انا عميلة جديدة هنا اتيتُ من العاصمة واشنطن بِأمر من رئيس قسم المخابرات من اجل عمل مهم جداً. "

توَسعت عيون المرأة بِأدراك لتُصَفِق بيديها مرة تُرعِب مَن مَرّ من جنبهم.

" آوه صحيح صحيح! انتِ العميلة الجديدة لهذا القسم، و قد تم طلبكِ خصيصاً الى نيويورك لكي تعملي على قضية مهمة. "

اومأت لها دايانا مرة لا تُزَحزِح بسمتها عن شفتيها مع انها تُجبرها على البقاء حتى تبدو اقل شبوهاً امام مَن يراها.

" انتِ تبدين يافِعة بِحق كما وصفكِ رئيسنا في هذا القسم، لم اكُن لأخمن انكِ يافعة لهذه الدرجة و جميلة إن لم تمانعي قولي. " قالت المرأة بِصوتها العميق و الناعم بنفس الوقت.

" شكراً لكِ يا انسة؟ "

" مارين وينسون أو ماري كما يُناديني الجميع و انتِ؟ "

مَدَت السيدة ماري يدها لكي تُصافح و دايانا اخذتها بِسرعة تجيب على سؤالها
" ادعى جيني مانويل، سررتُ بِمقابلتك انسة ماري. "

" اسم بسيط ولكن يليق بكِ. "

" شكراً لكِ انسة. "

هَزَت السيدة ماري بِرأسها لتُخبرها تُحرك يدها في الهواء
" ارجوكِ ناديني ماري فأنا لا احب الرسميات. "

ذات الوجهَين - The Two-Faced ✔Where stories live. Discover now