الخاتمة ... جزء ثاني ...

Start from the beginning
                                    

-ايه اللي جر يا مدام ليان ليه العياط ده، قولتلك الموضوع ابسط من كده ومش مستاهل خليكي مؤمنة بربنا.

مسحت ليان عبراتها قائلة بصوت مبحوح:

-متأسفة يا دكتور، أنا عارفة انه بسيط وان حضرتك ربنا  يباركلك هتقوم باللازم،
بس أنا محرجة من حضرتك لأني مش هقدر أدخل العمليات أبدًا قبل ما اخواتي يوصلوا.

تدخل أحمد الذي أخبر الطبيب بلهجة متنقله بين الحزن والتوسل:

-لو مفيش ضرر عليها ممكن نستنى شويه؟

-بس يا استاذ أحمد دي غرفة عمليات وليها توقيت وفي حالات تانية مستنية، الموضوع هيبقى صعب وخارج إردتي!

-حضرتك أنا واقعة في مشكلة كبيرة مع اخواتي ومش هدخل غير لما اشوفهم افرض مُوت ولا جرالي حاجة!

-يا مدام بعد الشر عليكي، انتي ليه متشائمة؟

انهمرت الدموع من عيون ليان مرة أخرى وهي تتوسل في صدق:

-انا اسفة يا دكتور، بس أنا عملت المستحيل عشان يرجعوا يكلموني، ومجوش غير لما قولت اني تعبانة وان الولادة فيها مشاكل.

-طيب أهدي يا مدام، وانا هشوف هقدر أعمل ايه، لكن حقيقي الضغط النفسي ده مش كويس عليكي حاولي تهدي شويه لأن  ضغطك لو مش مستقر هيسبب مشاكل اثناء الولادة!

اخبرها الطبيب بلهجة جدية مهنية بينما ينقل نظراته بين ليان واحمد، فردت ليان امله:

-حاضر هحاول، بس ارجوك يا دكتور لما يوصلوا بلاش تقول اني كويسة وفهمهم اني حالة صعبة أرجوك يا دكتور.

استمع لها الطبيب بشكل تام قبل ان يحرك رأسه في خجل يخبرها بنبرة مُحرجة:

-والله يا مدام الموضوع صعب، أنا هبوظ الدنيا لاني فاشل في الكدب،
بس أنا هكون في طابق العمليات والتمريض هيوصلك لعندي تحت وبكده مش هضطر اقابل حد منهم.

-متشكر أوي يا دكتور، حقيقي احنا متأسفين على اللخبطة دي.

قال احمد في امتنان وهو يجاور ليان مربتً في خفة فوق ساقها المتربعة المغطاة بشرشف المشفى الخفيف، فرد الطبيب بابتسامه بسيطة:

-لا مفيش داعي، ان شاء الله خير، عن إذنكم.

نظرت ليان إلى أحمد المجاور لها ما أن خرج الطبي، تشعر بالذنب لأنها السبب الرئيسي في انسحاب اللون من وجهه وشحوبه، فمالت تستند برأسها فوق كتفه هامسة:

فرطِ الحب Where stories live. Discover now