الخاتمة ... جزء ثاني ...

75.3K 3.6K 250
                                    

الخاتمة .... جزء ثاني ....

-ريان ألحقني يا اخويا.

ظلت جملة ليان تتردد على مسامع ريان الذي كان يركض في غرفته يرتدي ملابسه تاركًا لريم الرد على بيجاد الذي كان يحاول التواصل معه طوال فترة مكالمته مع ليان لكنه تجاهله حتى أغلق معها.
دقائق قليلة لكنها مرت كذوبان الجليد في القطب الشمالي، وكان ريان مع ريم وأطفاله في السيارة متجهين إلى المشفى، بعد أن طلب من بيجاد الذهاب مباشرة إلى المشفى.

-عيني عليكي يا ليان يارتني كنت معاكي من أول الحمل.

قالت ريم في لهجه حزينة متعمدة استفزاز مشاعر ريان الذي هتف مستنكرًا:

-بطلي اسلوبك المستفز ده، ليان هتبقى كويسة ان شاء الله.

-انا اللي مستفزة واللي أنت كنت فيه طول السنتين اللي فاتوا ده عادي،
كده مبسوط انت لما البنت تروح مننا واخر ذكري لينا معاها اننا كنا بنبعدها عننا.

ضرب ريان قبضته في المقود صارخًا في غضب حارق دون اعتناء بوجود اطفاله تلك المرة:

-كفاية يا ريم أنا على أخري، متخلتيش أنزل وأسيبلكم العربية واروح في تاكسي لوحدي،
ما تتكلميش معايا لحد ما نوصل المستشفى احسن لك!

ابعدت ريم وجهها عنه قبل أن تخفيه بكفيها مستحضرة أصوات بكائها وأنينها المنخفض كي تشعل وتر الذنب وتأنيب الضمير داخله بالقدر الكافي الذي يجعله يرضخ للطيبة في قلبه ويصفح عن ليان.
شعر ريان  بالاختناق وكأن مشاعره تتكتل أسفل عنقه بينما الذنب يجثم فوق صدره يداهم ويشوه أسبابه ومعتقداته التي تعلق بها عندما نصب نفسه القاضي الذي يحاكم خيانة شقيقته والجلاد الذي عاقبها باستنزاف مشاعرها والحكم عليها باليُتم والوحدة.

*****

جلست ليان بين أحضان أحمد الذي يحاول تهدئه فيضان المشاعر الذي أصابها ما أن أجابها ريان فمنذ اخبرها ريان المذعور بسرعة قدومه وهي لا تستطيع التوقف عن البكاء بين حزن وسعادة بينما أصابعها المتشبثة في قميص أحمد ترفض إفلاته وتقربه إليها كي يحتويها بحنانه الغامر.
كما ان توالي اتصالات ريان بها خمس مرات في أقل من ثلاثون دقيقة ليطمئن قلبها بانه آتي إليها ويطمئن قلبه هو بأنها لازالت بخير قد لاقى صداه في نفسها وكان عامل أساسي في تهدئة روعها وجعلها تستعيد رشدها لتستكمل ما بدئت به مع ريم.

-ربع ساعة ان شاء الله و....

دخل الطبيب مقاطع لحظتهم الشبة حميمية فأبتعد أحمد مكتفي بضم كفها بين أصابعه وسمح باقتراب للطبيب الذي اوقف جملته السابقة متعجبًا من عيون ليان المنتفخة وحالتها التي لا ترثى لها وكأنها مقبله على هستيريا من نوع ما لكنه ابتسم يخبرها في نبرة مشجعة:

فرطِ الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن