خاتمة جزء أول❤

Start from the beginning
                                    

-ريم أنا خايفة يجرالي حاجة بجد واللعبة تبقى حقيقة.

-يا رب صبرني، أنتي متشائمة ليه كده، متقلقيش يا ستي ان شاء الله هتقوم بالسلامة وانتي جعبيزة مرات أبني.

ضحكت ليان التي ردت في استنكار:

-بنتي بقى اسمها جعبيزة وكمان عايزة تجوزيها لابنك عايزة جوزك يخلص عليها وعلى أبوها.

-يبقى انتي متعرفيش أخوكي كويس ده لو سمع الخطة دي مش بعيد يعمل فرح ويخطفها عشان ينتقم منكم ويقولكم مرات ابني يا شوية غجر.

ضحكت ريم لتوازي علو ضحكات ليان الغير منتبهه لزوجها أحمد الذي يستند على جانب الباب يستمع في هيام لرنة السعادة في نبرتها:

-أنا حاسة ان الخطة هتنجح يا ريم.

حركت ريم رأسها في يأس بأن تستطيع ملاحقة تنقلات ليان المزاجية الشبيهة لتقلبات كلًا من أشقائها... فلا امل لها مع تلك العائلة من المخابيل... فكرت ريم في شقاوة متخيلة رد فعل زوجها ان علم باعتقادها ذاك ولكنها عادت للواقع في سرعة لتسأل:

-المهم كلمتي بييجاد وقولتيله انك هتولدي انهارده؟

-لا طبعا هقوله ازاي واحنا عايزين نخدع ريان، أنا استنيت مكالمته ليا أول الاسبوع زي كل يوم بتتجمعوا فيه وقولتله أني احتمال أولد الأسبوع ده.

-جدعة، أنا هسيبك دلوقتي تجهزي وهقوم أخلص اللي ورايا قبل اللعبة ما تبدأ عشان أبقى جاهزة.

ودعتها ريم بدعواتها البشوشة قبل أن تغلق الهاتف ثم انتقلت لتلقي نظرات خاطفة بالأسفل متابعة في فضول طفيف المارة المنشغلين بهمومهم فجذبتها طفلة صغيرة بجدائل متطايرة متبعة خطوات غلام متذمر يبدو انه شقيقها الذي يكبرها بسنوات قليلة وكلاهما مرتسم على محياه الغضب والوجوم، لكن ما أقار تعجبها هو وقوف الصغيرة لحظة بعد عدة خطوات مجبرة عيناها على الانغلاق وكأنها تستجمع شجاعتها قبل أن تقفز بركبتيها فوق الطريق الوعر ثم بدئت في البكاء لينتبه لها الغلام الذي ركض عائدًا نحوها في خطوتين مخدوع بنظراتها البريئة الباكية وهي تشير إلى ركبتها المخدوشة قليلًا.
راقبت ملامح الخوف والحزن غير قادرة على سماع همسات الاثنان لكنها لا تحتاج فالجذع والمحبة في عيونه يخبراها بكل شيء.
مالت تستند على السور بمرفقيها منغمسة في صدق عواطف المشهد أمامها سعيدة بالشقيق الذي راعى شقيقته وأوقفها ينفض الأتربة عن ركبتها قبل أن يجثو يقبل خدشها كأنه يرضيها ويسرق آلامها بفعلته متناسيًا تمامًا غضبه منذ لحظات.
تابعت الفتاة التي نظرت لأسفل في خجل وعيون دامعة قبل أن تتحرك شفتيها وكأنها تعتذر عن فعلة سابقة فأكتفى الغلام بمسح وجنتها المتسخة وهو يجيبها بما سرق ابتسامة منها ابتسامة لمعت بها أسنانها الصغير، متقبلة فعلته حين جذب إحدى جدائلها في مشاكسة وسمحت له باحتضان كفها ليغادرا بخطوات صغيرة من أمامها، ظلت تتابعهم حتى اختفيا ولا تجد مبرر للسعادة والأمل الذي تولد داخلها ولكنها ستعتبرها رسالة من القدر بأن حيلتها ستكون في الصميم فلا مقدرة لخطيئة مهما كانت بشاعتها على تحويل الدم الذي يتشارك فيه أخوين إلى ماء، ويؤكد معتقدها ذلك رد فعل ريان الغاضب منذ عامين والذي تعيده ذاكرتها أمام عيناها وكأنه حدث بالأمس.

فرطِ الحب Where stories live. Discover now