.
.

حَتیٰ إنّي كُنتُ مُلهِّفاً لِإخبارِه بأنَّني رأَيتُ عَربةً غَريبة ٬ لا تُقادُ بالخَيل و لَها أربع عَجلات .. !

.
.

إفتَرقنا بَعد مُحادثاتٍ و ضَحِكات .. ٬ هُو ذهَبَ يَميناً و أنا الیٰ الشَمال .. أخَذنا نبتعِدُ خُطوةٍ بِخطوة

.
.

أستَذكِرُ حَديثَنا مُتبَسّماً مِن دونِ قصد ٬ وَصلتُ سالِماً لِمَنزِلي بعدَ تلبُّدِ السَّماء غيماً ثَقيلاً ..

.
.

أرحتُ جَسدي مُستلقياً علیٰ السَرير .. ثُمَّ ذهبتُ بِنومٍ عَميق ...

.
.

لَم أشعُر بشيءٍ بعدَها .. لا وَقعَ المَطر ٬ و لا عصفَ الرياح ..! كُلُّ ما شعرتُ بِه هوَ التحليقُ بالفَراغ .. بعيداً عَن كُل ما حولي

.
.

شعرتُ بأنَّ جَسدي يرتَفعُ عَن الفِراش عالياً .. خِلالَ فَجوةٍ سوداء كَبيرة

.
.

أصبَحتُ لا أریٰ غَيرَ السَّواد .. لكِن أسمعُ أصواتاً برَنينٍ مُرتَفِع .. اشعُرُ بأنَّها تُناديني لكِن لا اكُفَّ عن الإرتِفاعِ حَتیٰ تَغلغلتُ وَسطَ الظَلام ..

.
.

صدیٰ الاصواتِ و نِدائِها المُرتَفِع قَد أيقَظني مُنتَفِضاً ٬ وقعتُ علیٰ الأرضِ مُمسِكاً أيسَر صدري و مُغلِقاً مُقلَتاي

.
.

ذلِكَ اليوم لَم يتوقف قَلبي عَن التَسارُع و لَم يُفارِقني ذلِكَ الصوتْ ٬

.
.

يَرتعِشُ جَسدي كُلَّما أتیٰ إلیٰ مَسمعي ...

.
.

إنقَضیٰ ذلِكَ اليوم بعدَ عَناء .. ففي الّليل أسمَع أصواتاً غَريبة ٬ أریٰ أُناساً بِجانِب نافِذَتي ٬ ذَهب النُعاس مِنّي ..

.
.

لا أكادُ أقویٰ علیٰ شيء غيرَ الدُّعاء بألّا يَحدُث شيء ..

.
.

أفَقتُ عَلیٰ نَفسي مُتكوِّراً أسفَلَ السَرير .. و بِجانِبي الغِطاءُ مُبعثَراً

.
.

شعَرتُ بإرتياحٍ عِندما رأيتُ نورَ الصباحِ يتَسلّل داخِل نافِذَتي .. خِلالَ أنسِجةِ الستائِر القُطنية .. لِتُشِّع بضوءاً خافِتاً يُبهِجُ زوايا غُرفَتي  ..

𝑱𝒂𝒔𝒎𝒊𝒏𝒆 𝑻𝒓𝒆𝒆 .𝑵.𝑱.Where stories live. Discover now