- ١١ -

44.3K 2K 121
                                    

تم النشر بتاريخ ٧ مايو ٢٠٢٠

- الفصل الحادي عشر - 

جال بغرفته ذهاباً وإياباً ومنها إلي الشرفة ثم يحاول الجلوس على سريره جرب أن يجلس على كرسي أمام السرير، جرب النهوض، عقد الذراعان، خلل شعره مُفكراً لأكثر من عشرات المرات.. حاول فعل أي شيء ممكن ولكنه لا يستطيع أبداً أن يجد إجابة على كل ما حدث سوى أنه معجب بها!

لن يكذب على نفسه بإيجاد مبررات شتى؛ هو يعلم نفسه جيداً.. لطالما حاول أن يرى الفتاة التي ستجذبه من أول نظرة، لطالما ذهب بعدة مواعيد غرامية كي يتبين ما إذا كانت الفتاة التي سيلتقي بها ستجذبه أم لا.. لم يكن هذا عبثاً منه أبداً.. هو واعي ومدرك تماماً لما يفعله! لم ينظر بحياته بأكملها لفتاة إلا ليرى هل يشعر بتلاقي فكري وإنجذاب بينهما أم لا.. ولكنه يعي الآن أن لينا تجذبه كما لم تفعل أية فتاة من قبل!

أمامه سمر كل يوم بالعمل وفتيات أخرى، أمامه العديد من تلك الفتيات من صديقات خطيبة أكرم صديقه اللاتي يجبره لملاقتهن.. ليست هناك من لفتت نظره بمثل تلك الطريقة التي تفعلها لينا! ولكن هل معنى إنجذابه لها أن تغضبه وتستفزه هكذا ثم يأتي بغضون قضاء عدة جدالات معها ليقبلها!

لم يقبل فتاة قبلها أبداً، كانت هذه قُبلته الأولى التي يتشاركها مع فتاة، لم يشعر بتلك الحاجة الشديدة ولا حتى الإنجذاب ليُقبل فتاة مثل ما شعر وهي أمامه تصرخ بتلك الشفتان وتلك الملامح الطفولية وتحرك وجنتيها الممتلئتان بتلك الطريقة التي سلبت عقله وجعلته يفعلها وكأنما ألقت عليه تعويذة سحرية ليفعلها وجذبته إليها في ثوانٍ لتُجبره على عدم التحرك ولا تركها دون أن يُقبلها!

منذ متى ويقع صهيب في مثل تلك الحالة الغريبة التي آتت له؛ يكاد يقسم أنه كان مُنَوماً مغناطيسياً عندما فعل ما فعله.. لا هو بحياته بأكملها لم يتجادل مع فتاة بتلك الشراسة حتى يقبض على يديها! هو لا يكترث لأي فتاة تتحدث عن رجل أو تهاتفه أو حتى تفعل أي لعنة فهو يدرك أن هذا ليس شأنه وليس من حقه أن يعرف ولكن لماذا كل شيء مختلف معها؟!

ما الذي فعلته به هذه الفتاة في غضون يومٍ وليلة؟! تجعله يُفكر! تجعله يشعر بالغيرة! تؤرقه للساعات الأولى من الصباح! تُشعل غضبه في ثوانٍ وكأنما بيدها عصا سحرية! تُخمد نفس الغضب الذي أشعلته في جزء من الثانية! ها هو تجعله يُجن الآن من كُثرة التفكير.. 

أعليه الإعتذار؟ هل ستتقبل؟ هل سيصل الأمر لوالده؟ ماذا سيظن عنه بعد تلك السنوات من محاولات إقناعه أنه شخصاً مهذباً مع الفتيات ولا يبالغ ولا يتمادى بأية أفعال معهن؟ماذا لو قصت على والدتها ما حدث، كيف ستنظر له حينئذٍ؟ هذا بإعتبار أنها لن تملك الجرأة لتحدث والده.. عن من يتحدث لنفسه.. لينا؟! تلك الفتاة هي من أجرأ الفتيات التي عاملهن بحياته.. ليس لجرأتها بالمظهر ولكن كلماتها ومواجهتها لطالما أتسمت بالجرأة وعدم الخوف.. لن يستبعد إذن أن تُخبر والده بحقيقة ما فعل معها! 

عشق ناضج وعشق مجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن