حرب داخلية

442 61 84
                                    

«اتركوني، سأذبحها، سأقطِّع لحمها وأشويه، ثم أُطعمه لحيواناتنا الأليفة، اتركوني!»

العريف ڤلوري تصرخ بغضبٍ يتفجّر من عروقها محاولةً الخلاص من تلك القيود السحريّة اللامعة المُلتفة حول جسدها، والتي قيّدتها بها العريف دال بسرعةٍ؛ قبل أن تصل لـفيليسا وتذبحها كما تقول، والسبب؟ لا يعلمُ أحدٌ من الواقفين حتى الآن.

«استخدمي نار حِمَمي البُركانية لشوي فيليسا، تخيلتُ المشهد وفيليسا كالخروف المُعلَّق على حديدةٍ فوق نار الشواء، ممتعٌ جدًا.»

هتفت باء من خلف العريف ڤلوري فجأةً فور وصولها لمكان الشِجار الجديد ببهو القلعة، تفرُك كفيها ببعضهما بحماسٍ، وابتسامةٌ على شفتيها أثارت فزع فيليسا أكثر، حيث كانت تقف خلف هِر ودال تحتمي بهما من غضب العريف ڤلوري، لتهتف فيليسا بعدم تصديقٍ:

«باء! من المفترض أن تحميني منها وليس مساعدتها على شويِ لحمي، أنا صديقتكِ.»

«آسفة فيلي، أنا ضعيفة أمام كل ما يتعلّق بالنار.»

ردّت باء رامشةً ببراءةٍ، حتى انتفض الجميع مع صراخ فَن وهي تركض تجاههم بوجهٍ مُحمَّرٍ:

«هل هذا شِجار جديد؟ اذبحوا بعضكم خارج القلعة؛ لم تعد لديّ طاقةّ لترميمها، الرحمة!»

«ماذا؟ ماذا يحدث هنا؟ لمَ تصرخون؟ أين الحريق؟»

ظهرت الچنرال إل من خلف فَن تهرول تجاههم بساقيها القصيرتين بملامح مفزوعةٍ من صراخهم، إلّا أنها ما إن وصلت للتجمُّع حتى تبدَّلت ملامحها للضيق تصيح بانفعالٍ:

«لقد تركتُكم عشر دقائق فقط وذهبتُ لمقرِّ الإبداع، عشر دقائق فقط وأعود لأجدكم بهذه الحالة؟»

«لا تصرخي وإلّا ذبحتُكِ مع فيليسا وأصبح حفل الشواء أكبر!»

صدرت بعض الشهقات من الجنود المتجمِّعين ما إن صرخت العريف ڤلوري في الچنرال إل بنفس النبرة الغاضبة، فسعلت تينا الواقفة بجوار فَن تتحدّث من بين سعالها:

«لا أريد أن أقاطع موجة غضبكِ ڤلوري، ولكنها الچنرال إل مَن تقف أمامكِ.»

حوّلت تينا نظراتها سريعًا عن العريف ڤلوري وابتسمت بتوترٍ ما إن رمقتها الأخرى بنظرةٍ مميتةٍ.
تجاهلت الچنرال إل وجود ڤلوري وأشارت بسبّابتها بتحذيرٍ تجاه دال تسألها:

«دال أيتها الواشية، أخبريني بسبب الشِجار الآن.»

«حسنًا، لقد بدَّلت فيليسا طلبًا سيّئا من طلباتها بآخر جيدًا من طلبات ڤلوري، ورآها لارفيس حيوان چيچي الأليف وهي تحاول تبديل الطلب، ثم أخبر چيچي بذلك، وچيچي بدورها أخبرت ڤلوري، وأنا علمتُ بالصدفة فقط.»

أجابت العريف دال ترمش بلطفٍ بالأخيرة، فتدخلت فيليسا من خلف دال وهِر هاتفةً فجأةً تتحاشى التقاء عينيها بعينيّ العريف ڤلوري الغاضبتين:

البؤساءWhere stories live. Discover now