الفصل الثالث

21 4 0
                                    

الفصل الثالث
بدأ يوم جديد و معه شمس كل يوم لتعلن عن نهاية لكل حزن و فرج لكل هم و بداية للسعادة و ايضا بداية للحزن و فى منزل قريب من بيت شمس تستيقظ فتاة جميلة لتفتح عيناها الزرقاء اللون و تنهض من فراشها بضيق على صراخ والدتها و أخيها و تتجه لخارج غرفتها
سارة متمتمة بضيق : هو انا كل يوم هصحى على صوت خناقكم بقى
حسن بعصبية : بتبرطمى تقولى ايه يا اختى
سارة بعصبية مماثلة من اخيها الذى لم تسامحه بعد : ملكش دعوة بيا فى ايه يا ماما
الام (هدى) : حسن اتخانق مع فؤاد و غذاد نزل غضبان جدا
حسن بغضب : أمك ساكتة على الى بيعمله و انا مش هسكت ده كل شوية ياخد مصروف البيت و يروح يشرب شيشة على القهوة و احنا نموت من الجوع بقى
سارة بغضب مماثل مشجعة لأخيها : و ياريته بيصرف او يجيب حاجة للبيت مهو مخليكى تبيعى الى وراكى و الى قدامك و كل يوم تطلبى من اخواتك و مصغرانا قدام الناس بسببه يا ماما
هدي بعصبية : اسكتوا انتو الاتنين ايه بتقوا بعض عليا عايزنى اعمل ايه يعنى
حسن و بداخله ذرة من الامل : اتطلقى منه و ارتاحى و ريحينا و انا اوعدك انى هبذل كل جهدى عشان اريحكم و اتكفل بمصاريفكم
سارة و هي تبتسم بسخرية : يا عم متعلاش اوى كده هي تقدر تسيب حبيب القلب
نهضت هدى بغضب و صفعت سارة على وجهها بشدة فوضعت سارة يدها علىىخدها و نظرت لوالدتها بصدمة يصاحبها دموع الالم و لكن ليس الم الصفعة و لكن الم قلبها الذى تسببت فيه والدتها و ظل حسن يتابع ما حدث بصمت ينتظر رد فعل سارة
قالت سارة ببكاء و مازالت واضعة بيدها على خدها : انت بتضربينى يا ماما عشانه ؟ انت بتمدى إيدك عليا عشانه ؟ للدرجة دي هو خلاكى مش شايفة الحق للدرجة دي ؟
هدى بغضب : ده الى عندى يا اختى انت و هو و انا مسمحلكيش ابدا تتطاولى على امك او جوزها و بعدين بقى طلاق مش هطلق انا بحبه على الاقل هو بيظهرلى حبه مش زي ابوكى ما كان بيعمل كان بيبخل عليا بكلمة حلوة .. ثم صمتت قليلا و كأنها تفكر و تشاور نفسها حتى قالت : و الى مش عاجبه الباب يفوت جمل
و تركتهم هدى و حسن و سارة مازالوا مصدومين و يقولون فى أنفسهم : هل تلك هي امنا ؟ هل هي لتلك الدرجة اصبحت عمياء على ان ترى السوء الذى يتسبب به زوجها معهم ؟ هل لتلك الدرجة تكره والدنا ؟
اقترب حسن من سارة و عانقها ربما يحاولان مساندة بعضهما البعض فابلرغم من كل شيء فهى ابنته قبل ان تكون اخته و بادلته سارة العناق بشدة و هي تبكى بحرقة لا تصدق ان تلك هي والدتها و انها قبل قليل كانت و مازالت مستعدة بأن تضحى بأولادها من احل ذلك الفؤاد
حسن بحزن : اهدى يا سارة اهدى
سارة من بين شهاقاتها : حسن انا مش عايزه افضل هنا مش عايزه
ثم ابتعدت عنه سارة لتذهب الى غرفتها فلحقها حسن ليرى ما الذى سيفعلانه فهو ايضا يريد الذهاب و بشدة و لكن ما باليد حيلة
حسن : طيب هنعمل ايه يا سارة
سارة و هي تحاول ان تهدأ : بص انا ممكن اشوف شمس و ما أظنش انها هتقول حاجة و هقعد معاها يومين لحد ما أشوف عمتو رحمة لو وافقت اروحلها و انت شوف حد من صحابك لحد ما أشوف عمتو
حسن بضيق : طب و الاخ سليمان
سارة : حسن انا و انت عارفين سليمان كويس اد ايه و محترم جدا
حسن : طيب بس عمتو رحمة فى القاهرة يا سارة انا مش مستعد اسيب حياتى هنا و امشى و لا انت كمان
سارة بعينين مليئة بالدموع : طيب فى حل تانى يا حسن
نظرت له و عندما وجدت صمته هو الاجابة قالت : كنت عارفة انا هكلمها و احكلها الى حصل و هي اكيد مش هتسبنى محتاسة كده و اكيد برضه هتشوفلى حل فى موضوع المدرسة
حسن : طيب يا سارة كلمي شمس الاول قوللها و بعدين كلمى عمتو
هاتفت سارة شمس و هى خجلانة بشدة و مترددة فى ذات الوقت حتى اجابت شمس بصوتها المرح كالعادة
شمس : الو يا سو
سارة و هي تجاهد ان تتماسك امام صديقتها : ازيك يا شمس عاملة ايه
شمس بقلق : ماله صوتك يا سارة فى ايه
سارة : شمس انا عايزه اطلب منك طلب و صدقينى انا مكسوفة جدا من الى هقوله ده
شمس و بدأت تقلق اكثر : اطلبى طبعا يا سو اطلبى
اخبرت سارة شمس بما حدث و هي تبكى تارة و تصمت تارة اخرى فحزنت شمس بشدة على حال صديقتها فقالت و هي تحاول إدخال السرور على قلبها : بقى انت مكسوفة كل ده علشان كده ؟ يا عبيطة بيتى هو بيتك بلاش هبل بقى و بعدين اجهزى و ألبسى إن كنا هنروح المدرسة و انا هستناكى فى البيت و انت هاتيلى شنطتك
سترة بامتنان كبير لصديقتها : ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى يا رب
اغلقت سارة الخط و نظرت الى اخيها بارتياح و قالت : هتروح فين انت ؟
حسن : هروح عند شهاب مامته و اخته فى البلد و هو قاعد مع باباه لوحدهم فهروحله شهاب جدع مش هيقول حاحة و انت خلى بالك من نفسك بس
سارة : و انت كمان
و قامت سارة لتحضر حقيبتها و تستعد للرحيل
-----------------------------------------
فى منزل شمس
لم تعرف شمس كيف تقول لعائلتها على امر سارة و لكنها حسمت امرها و ذهبت اليهم و قالت بتوتر : بقولكم ايه كنت عايزاكم فى حاجة كده
انتبه الجميع إليها و قال سليمان : فى ايه
شمس بتوتر : سارة اتخانقت مع مامتها و هتسيب البيت هي و اخوها و هتيجى تقعد معانا شوية كده لحد ما يلاقوا حل
محمد و على وجهها علامات الضيق : يعنى ايه يعنى حتة طفلة فى اولى ثانوي تسيب البيت و تروح لصاحبتها
شمس و هي تحاول تبرير موقف صديقتها : يا بابا مامتها طردتها يعتبر و هي البنت جاية يومين كده يعنى
علياء بغضب : ازاى يعنى مامتها تطردها ايه ده
شمس بحزن : اهو الى حصل يا امى بقى
محمد : و اخوكى الى فى ثانوية عامة ده هيرتاح ازاى كده
سليمان : مش مشكلة يا بابا انا هقعد فى اوضتى مع نفسى و لو فيه اي إزعاح هيحصل منهم انا مش هسكتلهم يعنى
محمد بعدم اقتناع : طيب يا ختى و متاخديش قرارات تانى من دماغك من غير لما ترجعى لينا الاول
سارة بابتسامة : حبيبى يا حمادة اما اقوم بقى اظبط الاوضة كده على الشريع قبل ما سو تيحى
علياء بضحك : اهو لو هتنضفى مكانك يبقى سارة خليها عايشة معانا بقى
شمس و هي ذاهبة : هي سو تيجى بس و هخليها هي الى تنضف الاوضة
رن جرس الباب و قام سليمان ليفتح الباب فوجد سارة امامه و كانت ذابلة العين و عيناها متورمة من كثرة البكاء و كانت بجانبها حقيبة صغيرة فأشفق عليها سليمان و مال بجسده كي يأخذ الحقيبة و لكن يدها سبقته و عادت خطوتين الى الوراء قائلة : شكرا يا سليمان مفيش داعى هي خفيفة اصلا
قال سليمان بعدما اعتدل فى وقفته : ادخلى يا سارة شمس فى الاوضة
دخلت سارة و القت التحية على علياء و محمد و ردوا هم ايضا التحية لها و اتجهت لغرفة شمس و طرقت الباب و قالت : ادخل
دخلت سارة و وجدت شمس تعد شيئا مثل الفراش الصغير على ارضية الحجرة فأقتربت منها سارة بأعين دامعة قائلة : انت بتعملى ايه
شمس و لم تنظر اليها فكانت منشغلة بإعداد الفراش الصغير : بجهز سرير ليا عشان مش هتنامى جمبى يا اختى
التفت إليها شمس وجدتها تبكى فركضت ناحيتها و عانقتها و قالت بحزن : اهدى يا سو ارجوكى
سارة : تعبانة اوى يا شمس تعبانة اوى
شمس و قد ابتعدت عنها و ازالت دموع صديقتها و قالت : اهدى كده و لمي نفسك عشان عندنا اول حصة مس إيمان
سارة بضحك : فكرتينى ليه يا ست ما كنت بعيط الله
شمس و هي تضحك على تقلب مزاج صديقتها السريع : والله انت هبلة يله تعالى عشان ننزل
ذهبت الفتاتان الى مدرستهما و قضا يومهما الدراسى و لكن على العادة لكل يوم دراسى لهما كانت سارة حزينة للغاية و لكن كانت شمس لها دورا كبيرا فى إضحاكها و الترفيه عنها
و سؤالا واحدا كان يراود سارة و هو : ما الذى سأعيشه ؟ كيف ستكون حياتى بعد الان ؟

لا تستسلم أبداًWhere stories live. Discover now