الفصل الرابع والعشرون

Start from the beginning
                                    

جلست ريم مشيرة لعمر بالجلوس قريبًا منهما ثم تحدثت في صراحة دون تطويل:

-أنا هدخل في الموضوع على طول،
انتي حقيقي اتجوزتي أحمد بمزاجك ولا هو اللي غصب عليكي؟

انهت جملتها ثم مدت ريم اصابعها تلامس كف ليان المتوترة لتؤكد في ثقة:

-صدقيني انا هقدر أساعدك مش عايزاكي تخافي من أي حاجة!

ابتسمت ليان في حزن لكنها هزت رأسها في رفض مؤكدة:

-ريم يا حبيبتي أنا اتجوزت أحمد بمزاجي، هو مالوش ذنب بالعكس أنا اللي اصريت.

ظهرت ملامح الذهول على وجه ريم التي سارعت في السؤال:

-ليه؟

-عشان بحبه ده اولًا وعشان ابعده عنك ده ثانيًا.

-أنا.

-أيوة كان لازم أعمل كده عشان أحس اني صلحت غلطتي.

ازدردت لعابها في ارتباك وحزن مستكملة في خيبة أمل على الذات:

-ريم أنتي ممكن متكونيش قادرة تسامحيني من قلبك،
بس تأكدي اني ندمت ندم شديد وان ربنا عاقبني باني ما شوفت يوم سعادة أو رضا بعد اللي عملته فيكي.

اوقفتها ريم عن حديثها المرتبك في خجل، فهي ذاتها كادت تموت من الذنب بعد ان ظهر لها جانب مظلم من شخصية أحمد حتى صارت تخشى من تحوله لوحش بشكل كامل مصدقة احتمالية اجباره لها، مسحت وجهها لتردف في نبرة جدية صادقة وملامحها تعكس تأثرها النابع من القلب:

-ليان يا حبيبتي انا سامحتك من زمان اوي، انتي عارفة انا مش بحب افتكر اي حاجة وحشة اتعرضتلها،
اللي حصل حصل بلاش نفتح في القديم...

تساقطت دموع ليان الخجلة فاندفعت تعانق ريم في قوة مستمرة في بكاءها هامسة:

-وحشتوني أوي، ريان مش هيسامحني مش كده؟

ربتت ريم على ظهرها وخصلاتها في شفقة هامسة:

-أخوكي عنيد انتي عارفة، بس اكيد مع الوقت هيلين.

صمتت ثوان لتسألها مرة أخيرة من باب زيادة التأكيد:

-يعني احمد بيعاملك كويس؟

-أحمد طيب أوي هو يكاد يكون مش بيعاملني اصلًا، هو مستسلم لوجودي في حياته بس انتي أكيد اكتر حد عارف طبعه...

ناظرتها ريم في صمت لأنها كانت تظن بأنها تعرفه حتى اظهر وجهه القبيح، لكنها استمعت في هدوء لليان المستكملة وكأنها تشكوها في الخفاء:

فرطِ الحب Where stories live. Discover now