الفصل الخامس والعشرون "غاليتي ج2 "

Start from the beginning
                                    

-عاوزاني أعملك أيه يارنيم .. الممرضه فعلا على وصول مش ذنبها إن حضرتك صحيتي بدري يعني ... والفطار الشغالين هيحضروه دلوقت .. !!

أدمعت عيناها من أسلوبه الذي اعتبرته هجومي ساخر منها .. ثم أعطته ظهرها بصمت تام وبدأت دموعها بالهبوط تباعا ... شعر بتلك النيران تتأجج بصدره فور أن تحولت حالتها هكذا ... ليتنهد بهدوء هاتفا باسمها برفق ... وبالطبع لم تجبه !!!!

ابتسم بمكر رافعا أحد حاجبيه ثم بلمح البصر وضع أحد ذراعيه أسفل خصرها والآخر أسفل ركبتيها حاملا إياها ثم استقام بوقفته وهو يستمع إلى صرخاتها الغاضبة المتمردة على فعلته .... متجها بها ناحية الشرفة المطلة على حديقة المرسم .. باعدا إياها قليلا عن أحضانه محتفظا بملامحه الباردة !!!

اتسعت لبنيتاها بهلع ثم بدأت بالركل خوفا من إلقائه لها ... بالطبع لقد مل ... يريد أن يتخلص منها ... لا يريد طفل منها !! كان يغشها بحديثه المعسول ليقتلها الآن صاحت بخوف حين وصل عقلها إلى تلك التحليلات !!

-أيهم آسفة مش هعمل كده تاني !!! بلاش ترمينييي!!!

لحظاات أرعبتها لتجد نفسها فوق تلك الأريكة الصغيرة المميزة بشرفتهم .... أجلسها وضحكاته الرجولية لاتنقطع شردت بتلك البهجة التي ارتسمت على جميع ملامحه متناسية تماما ما كانت تفكر به منذ لحظات أثنى إحدى ركبتيه ليجلس أرضا مقابلا لها ...

لم تشعر بيدها وهي تتحرك إلى إحدى وجنتيه تتمتم بخفوت عاشق :

-ضحكتك حلوه أوي ... ياريت تبقي كده على طول !!!

أمسك يدها وهو يستعيد أنفاسه ثم وضه قبلة هادئة بباطنها يهمس لها :

- مبقتش كده غير علي إيدك يارنيم !!! إنتي رجعتيلي حياتي .. عشان كده بتضايق لما ثقتك فيا بتروح !!

تنهد ثم أغمض عينيه بحزن يتابع:

-عارفة يارنيم إحنا مشكلتنا أيه !! ثقة !!!

عقدت حاجبيها وكادت أن تعارضه لكنه وضع إصبعه أعلى فمها وتابع بحزن :

-أنا عارف إنك مريتي بظروف صعبة !! محدش يستحملها .. عارف عيلتك كانت عندك أيه !! بس إنتي اللي متعرفيش حاجات كتير يارنيم .... ومش هقدر أشرح دلوقت ... خليكي واثقة فيا وأنا أوعدك إني لو مجبتش حقك وحق عيلتك ... هختفي من حياتك مش هتشوفيني تاني !!!

تعالت خفقات قلبها برعب حين نطق تلك الكلمات الأخيرة ماذا !!!! لن تراه !!!! عن أي ترهات يتحدث !!! حسنا هي أصبحت ثقتها مهزوزة بعض الشيء لكن ذلك لا يمنع أنها تحبه !! بل تعشقه !!! بل تموت بدونه !!!! نكست رأسها بحزن ثم أجابته :

-هتعاقبني يعني !!

عقد حاجبيه مضيقا عينيه يحاول استيعاب ماقالت ... لبجيب باندهاش !

- أعاقبك !!

رفعت لبنيتيها التي أصبحت تموج بالغضب من حديثه ومن تهديده بالترك !! ومن كل الأشياء ... نظر داخل عينيها باندهاش من تلك المشاعر التي قرأها بها !!!! لتصيح بوجهه غاضبة من عدم فهمه لها :

لهيب الهوىWhere stories live. Discover now