الفصل الثامن عشر من الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

مال الرجل الأول الذي يقبض على ذراعيها قائلاً بخبث :
_مفيش، إحنا بنفذ الأوامر إللي جتلنا، واضح إني هستمتع أوي.

فهمت مقصده الدنئ فأشتعلت عيناها بحمرة غضب وبدون تفكير صفعته بقوة على صدغه وهي تهدر بصوتها الخائف :
_إنت واحد حيوان وسافــل!!..

أشتعلت عينيه كجمرات من النار، بادلها صفعة أشد قوة جعلتها تترنح في مكانها، حاولت التماسك، من أجل ذاتها.. من أجل الهروب، هروب من براثــن الذئــــاب!!..

وجدت نفسها تركض، ركضت بقوة غريبة، ليركض الثلاثة خلفها، تسارعت أنفاسها من فرط المجهود، وبدأ جبينها يتصبب العرق من كثرة الرعب الذي تعيشه في تلك اللحظة، وفجأة.. توقفت سيارتين فارهتين ذات اللون الأسود، ترجل منها خمسة رجال أشداء البنية ضخام الجسد، جسد الواحد منهم بمثابة عشرة، ملامحهم مريبة تبعث القلق وعدم الراحة، جذبها قائدهم من ذراعها بحذر ليجعلها تحتمي خلفه، أخرج الأربعة أسلحتهم ثم صوب كُلاً منهم فوهه سلاحه على شخص، ظهر الأرتباك والقلق عليهم تسائل أحد الرجال التابعة لـ "طارق الصياد" بحدة :
_إنتوا مين؟؟!!..

أجابه طرف الأخر بنبرة عالية :
_إنت أتعديت حدودك لما قربت من ياسمين هانم، ومش هتفلت من العقاب أبداً من الباشا.

تفاجأت "ياسمين" بمعرفة إسمها ولكن تعمدت أن لا تتحدث نظراً لما يحدث حولها، سأله ذات الشخص مردداً :
_ومين الباشا ده؟؟..

أجابه القائد بغلظة :
_لما تشوفه هتعرفه على طول، ومفيش حد هيمشي من هنا إلا..

تعمد الصمت ليبث لهم الريبة فتابع بتأكيد :
_إلا عل جُثتـه!!..

قهقه الرجل بقوة ضاحكاً على كلماته، صمت بعد لحظات مردداً بثقة وبسُخرية :
_محدش يقدر يقرب مننا، إنت شكلك عبيط؟!..

ظهرت إبتسامة ظالمة على وجهه، وبدون سابق إنذار أخرج سلاحه من خلف ظهره وصوبه نحوه قبل إطلاق النار عليه، هتف قائلاً بصوت أجتاحه الغلظة :
_إنت إللي جبته لنفسك.

أطلق بعدها رصاصته الهادرة صوب ساقه فسقط الرجل وهو يصرخ بألم، أطلقت "ياسمين" صرخة عالية ثم أغمضت عينيها بقوة لكي تمنع ذاتها من النظر إلى تلك المشاهد، أضاف القائد بعيون غاضبة :
_مفيش حد هيمشي إلا لما كل واحد ياخد حسابه من الباشا، وإللي هيفكر يهرب هيلاقي الرصاصة جت فدماغه.

ثم أشار بعينيه لأربعة الرجال الواقفين بجواره هادرًا بنبرة آمرة :
_هاتوا الحبل وأربطوهم يالا.

هزوا راءوسهم ثم بدأوا في تنفيذ آمره، في حين صاحت "ياسمين" متسائلة برعب :
_إنتوا مين؟؟..

عَلَى ذِمّـة ذِئَبٌ ج1 + بَراثِنُ الذَّئِابُ ج2Where stories live. Discover now