الفصل السادس من الجزء الثاني

12.7K 380 5
                                    

رواية "بَراثِنُ الذَّئِابُ"
الجُزء الثاني من رواية "عَلَى ذِمَّة ذِئَبٌ"

"الفَصْلُ السَّادِسُ"

وقف "عزّ الدين" بشموخ وهيبة يتطَّلع بـ نظراته القاسية لـ "رأفت" الذي تصلب جسده من هول المُفاجأة، أرتسمت إبتسامة خبيثة ماكرة على ثغره بعد أن أستوعب الأمر، ضيق عينيهِ ناظرًا إليهِ بـ شرٍ دفين، دس "عزّ الدين" يديهِ بـ داخل جيب بنطاله وهو يتمعن في قسمات وجهه، نطق بتهكم :
_شكلك زي ما إنت.

هتف الأخير بجمود :
_جاي ليه يا إبن السيوفي؟؟..

ردَّ "عزّ الدين" بقسوة :
_إنت فاكر إني هعدي إللي عملته يا رأفت؟؟..

أضطرب بداخله وهو يتساءل :
_عملت إيه؟؟..

هدر بهِ "عزّ الدين" بعينين ظالمتين :
_إنت هتستعبط؟؟.. إنت فاهم قصدي كويس!!..

في تلك اللحظة كان "طائف" يدخل القصر وهو يشعر بالإرهاق، تخشب جسده حينما وجد عدوه يقف أمام والده، تهجمت ملامحه بشدّة وهو يُسير نحوهما بخُطوات سريعة للغاية، وقف قبالة عدوه وهو يتسائل بغلظة :
_إيه إللي جابك هنا؟؟..

أجابه بإبتسامة باردة وكأنه يمليهِ طقس اليوم :
_جاي أسألكوا فاكرين إني هعدي إللي عملتوه وإللي ناوي تعمله إنت وأبوك؟!..

أرتبك "طائف" مُتسائلاً بصوتٍ أجشَّ:
_عاملنا إيه؟؟..

تقوس فمه للجانب بإبتسامة قاسية :
_إنت فاهم كويس يا إبن رأفت.

أنتهى من إجابته على سؤال الأخير لـ ينظر لـ "رأفت" الذي ظل واقفاً بجمود لـ يُردف بـ قوة :
_إنت بذات، عايزك تعرف إني هوريك أيام سودة لأني يستحيل أعدي إللي عملته.

قهقه" رأفت" بضحك موضحاً تهكمه الكبير من كلماته، هتف بإبتسامة ثابتة :
_قبل ما هتضرب ضربتك، هنكون ضربنالك ضربة تكسر ضهرك.

هتف بصوتٍ فحيح گالأفعى :
_مراتك!!.. ياسمين!!.. مش هي أسمها بردو ياسمين ؟؟..

لم تهتز شعرة واحدة منه، بل ظل واقفاً بثبات لـ يُتابع بخُبث:
_خُد بالك منها كويس، لأنك مش هتلحق تتهنى بالجوازة دي، الغلطة الوحيدة إللي عملتها في حياتك بإنك أتجوزت، أنا فضلت طول الوقت أدور على نُقطة ضعفك بس ملقتش، إنما دلوقتي بقى ليك نُقطة ضعف وقوية جدًّا، وتبقى مراتك.

إبتسم "عزّ الدين" بثقة عالية وهو يتمتم :
_ياسمين عُمرها ما كانت نُقطة ضعفي، بالعكس هي نُقطة قوتي، هي القوة، عُمرها ما كانت ولا هتبقى نُقطة ضعف، هي بتحب القوة.

صمت للحظة قبل أن يقول بإبتسامة جانبية :
_في شاعر مرة قال في القصيدة بتاعته.. لا ضعيف الخائر العزم عييًا، كُتب الذُل على المُستضعفيين.

عَلَى ذِمّـة ذِئَبٌ ج1 + بَراثِنُ الذَّئِابُ ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن