الفصل الثاني عشر من الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

أسند كلتا يديه على سطح المكتب وهو يقول بتهكم :
_أبقى شوف بقى مين إللي صح، أنا ولا إنت يا إبن رأفت!!..

**************

بعد ساعة، كان يجول بسيارته ولا يعلم إلى أين يتجه!!.. منذ أن رأى التسجيل ورأى الحقيقة في موت والدته وذلك المشهد المؤلم، لم ينطق من وقتها كلمة واحدة، بل كل ما فعله هو أنه غادر من المكتب مسرعاً لا يرى أمامه سوى الظلام، شعر بأن قلبه سيتوقف عن النبض من كثرة وشدة الضغوط النفسية والعصبية، وجد ذاته يترجل من السيارة حينما وصل إلى قصر والده، دخل القصر بخطوات متعجلة وهو يبحث بأبصاره عن والده ليجده جالساً بإريحية على الأريكة يحتسي مشروبًا بارداً، أقترب منه حتى وقف قبالته، رفع "رأفت" رأسه نحوه قائلاً بسخرية :
_طائف!!.. جاي ليه؟؟!!.. أتمنى كده تكون فهمت إنت مكانك فين؟!!..

نظر له بتبرم قائلاً :
_أنا جاي أبلغك حاجتين مهمين، أولهم أن أمي متقتلتش، هي ماتت فحادثة عربية وأنا شوفت بنفسي ده.

هب ناهضًا من مكانه ثائرًا قائلاً :
_إيه الكلام الفارغ ده!!.. وشوفت إيه؟؟!!..

قالها وهو يضع المشروب على الطاولة، أجابه "طائف" بضيق :
-عز الدين وراني تسجيل من تسجيلات الكاميرا المراقبة إللي عند مدخل شركته الرئيسية، و.. وآ.. أنا شوفت الحادثة بعيني.

صاح فيه بتهكم غاضب :
_آآآه وإنت أهبل صدقت الكلام ده!!.. وبعدين إنت تروحله ليه أصلاً؟؟!!..

نظر "طائف" له بجمود :
_مش ده المهم، الحاجة التانية هو إنك ياريت متقربش من روان!!..

كاد أن يتحدث ولكن تابع "طائف" بوجهٍ واجم :
-شوف بقى حضرتك، روان قالت فالتحقيق إن إللي عمل كده يبقى حرامي، محبتش تجيب أسمك فالموضوع لأنها مقدرة إللي عملته وعاوزة تبعد عن شرك، فـ متخفش ولا تقلق، وياريت ملكش دعوة بيها بقى ولا تقرب منها من أساسه!!..

أردف "رأفت" بقساوة :
_ملكش دعوة، أنا أعمل إللي أنا عايزه، في وقت إللي أنا أحدده.

جأر "طائف" بقوة :
_مش هتقدر تعملها حاجة طول ما أنا عايش وفيا نفس.

هدر بشر الذي أنطلق من عيناه المظلمة وبدون ذرة رحمةً قائلاً :
_ماتخلنيش أضطر فإللي ممكن أعمله فيك لو فكرت تخرج من تحت طوعي.

أشار بيده مندفعًا في غضبه وهو يقول :
_أنا مش خايف، وأظن إنت خلتني مبقاش خايف من أي حاجة حتى لو رايح أموت!!..

رمقه "رأفت" بغضب جامح گالأسود ليتابع الأخير بقوة لا يعلم من أين أتت :
_متقربش منها أبدًا لأنها الحاجة الوحيدة النضيفة إللي جوه حياتي.

قالها وهو يستدير راكضًا نحو الخارج، مسح على شعره بقوة وهو يستقل سيارته، أدار المحرك ثم ضغط على دواسة الوقود بقوة لتنطلق السيارة بسرعة كبيرة إلى المشفى.

عَلَى ذِمّـة ذِئَبٌ ج1 + بَراثِنُ الذَّئِابُ ج2Where stories live. Discover now