Desperate

IV

......

التّشتت وإنعدام الأمانِ هو كل ما يتعايشهُ البروفيسور ، كل ما رغبَ بفعله من تعذيبٍ نفسيّ للصغير و التوعد له بالكثير يجدُ نفسه خائر القوى و ضعيف القلب عندَ ملاقاة أعينهم ،

الذكريات التي تجمعهُ بالطالب كانتْ أقوى من الحقد الذي يكنّه لعائلتهِ،

بالتفكير في أمر عائلة عمهِ يشعره بالإختناق و التبعثر ، هو يدرك ان كل ما يفعله للطالب ليس إلا بقيادة قلبه ، كل قبلة و كل لمسة تحدثُ بينهما هي تضربُ في قلبِ البروفيسور و يتيقظ على نبضهِ الذي يأبى التوقف ،

عيناه لا ترى شيئًا غير حسنه ، يرغبُ بالترغّد في كل إنشٍ و زاوية يحمله من حلو ملامح ،

البروفيسور مفتون به كليا و لا يرغب بالإعترافِ
كما يحدث الآن هاهو يسيرُ خلف طفلهِ بحقيبةِ عمله في أروقة الجامعة و عندَ اقترابهِ من مكتبهِ تعجلَ بخطاه اليه ليقلصَ تلك المسافة التي بينهما و بسرعة البرق وضع يده على خاصرته من الخلف تزامنا مع فتحِ باب مكتبهِ و يسحبه بقوة و حركة سريعة إلى الداخل ليغلقَ الباب بجسده و انين متألم هو كل ما ظهرَ من فوهة الشاحب

" لقدْ آلمتني "

ملامحَ وجهه مجعّدة أثر الألم الذي أصابه جزء من قلبِ البروفيسور يروق اليهِ

أجسامهم تتلاحمُ على نحو عظيم و تلك الأنفاس اللاهثة تطلق عبيرها المنعش من فرجةِ شفتيهِ ، رائحة حلوى النعناعِ

"أتوه بين انفاسك المنعشة"

البروفيسور المُتخدر فاه بنبرةٍ ثقيلة بينما يريحُ جبينه على خاصة الطالب الذي يغلق عيناه بسكونٍ مترغدا بهوداة المكانِ و بالجسدِ الذي يحاصره بين ذراعيهِ و البابِ ،

سيهون كان يرتجفُ و انفاسه المُضطربة مكشوفة لدى إبن عمه الأكبر و الضعف يتملكهُ كليا كي يدافع للإنفلاتِ و حتى لو فعل فجونغ إن يدرك جيدا بخضوعهِ و إستسلامهِ ،

ليس و كأنه يرغب ، هو بين أحضان من يحب فكيف له أن يرفضْ او يصارع للهروب منه

ترصّد إقتراب تلك الشفاه التي عانى ليالٍ لفقدانها ، و أمام مرآى عين جونغ  فشفتي سيهون كانت تهتزّ يستشعر بجسده الذي يتراجع و يدفع نفسه ضد الحائط و كأن عقله الباطنيّ يرفض هذا التلامس

جونغ قد أوقف نفسه حين تلامست أنسجة شفتيهم يرى دفاع الآخر له عندما اغلق عيناه بشدة ليحتد التلاحم الجسدي بينهما

" لا تُقب___"

و بُترت كلمته و رفضهِ الصريح من قِبَل الإتصال الشفويّ الذي قاطعه الأسمر ، كانتْ ضغطةً أُرغم على إطاعتهِ ، لم تكن جامحة بل كانتْ تمتزجُ بين الإثارة و الرقة