الفصل السابع عشر

Start from the beginning
                                    

-بعد اذنك دخل عمر على سريره، انا هاخد شور.

اتجهت ريم للداخل حارصة على تخطيه دون ملامسته وعيناها ترفض ملاقاه عيناه المشتعلة بتفسيرات حارقة مهوسة حول تصرفها.
وقفت ريم أمام الخزانة مستكينة كالصنم غير قادرة على أخذ فعل أو التفكير بشكل جيد، كانت تشعر كمن وُضع داخل حلة المغسلة وكل أحبائها يتسارعون للتفرج عليها تدور وتدور على أمل تنظيف روحها بشكل يتناسب مع وجهة نظرهم هم لا هي .

أغمضت جفونها وهي تستشعر خطوات ريان المتقدمة نحوها فاحتلت كلمات أحمد ونظراته المتخاذلة مكنوناتها لتزداد حقدً وغضب على الذات بعد أن فرك فشلها في قسوة لامتناهية بوجهها.
لقد صدق أتهام أحمد لأنها صارت أنانية لا تفكر سوى بأحلامها الوردية، وتلك الأنانية غرسها ذلك الأنسان الأناني الاكبر القابع خلفها.
شعرت بأنفاس ريان الهادئة على غير العادة قبل ان تشعر بأنامله المتصلبة تمسك بطرف خصله هاربة من كحكتها الملتوية في عشوائية بمنتصف رأسها.
حركت ريم رأسها بعيدًا عنه تشعر بالاشمئزاز للقبول والمتعة التي افرزتها لمسة صغيرة منه نحوها بينما غيرها يتألم ويذوب بلا ذنب في مصائب كانت هي بمثابة حبل النجاة لها.
حرك ريان لسانه فوق شفاه السفلى يبلل جفافها بمرارة رفضها للمسته، لكنه لم يبالي واستمر على نفس المنوال يلامس ذراعها بطرف اصابعه متسائلًا بنبرة تخفي الكثير من الصقيع الداخلي الذي يغمر صدره:

-مالك، مش طايقه لمستي ليه؟

التفتت ريم تناظره بعيون خاوية وقالت بأنف مرفوع في شموخ واهي:

-وانا من أمتى بطيق لمستك؟

خرجت من صدره ضحكة ساخرة بينما يجلدها بتلك النظرة الصارخة " لقد فقدت القدرة على عد اللحظات التي تذوبين فيها بين ذراعي".

ابتلعت ريم لعابها في توتر لكنها تمسكت بشجاعتها الزائفة، قائلة بنبرة أرادتها قوية لكنها خرجت مهزوزة غير واثقة:

-أنا مش مبسوطة ومش راضية عن اللي بيحصل بينا.

-عادي ما أنا كمان مش راضي.

حدقته بنظرة جافة تحمل الكثير من اللوم وكأنها تستحضر كل ذكرياتهم السيئة معًا فلمعت عيناه في غضب قاتل لان ما يراه هو روح مسيرة فزوجته بلغت من الضعف بأن تترك لغيرها أن يتحكم بها بكل سذاجة فلم يستطع كبح غضبه أكثر ليردف باتهام من بين أسنانه:

-أنتي انسانه ضعيفة.

صُدمت ريم من كلماته التي ضربتها في مقتل لتبتعد خطوتين عنه تهرب من شعورها كالعصفور السجين بين أقفاص شخصيته القوية الواثقة ثم زمجرت في غضب منصب عليه:

فرطِ الحب Where stories live. Discover now