الفصل الرابع عشر

Start from the beginning
                                    

زاد ضغطه فوق ذراعها دون أن يشعر وقد الهبه حديثها فانتقلت عيناه من أسفلها لأعلاها ليعلن في استحقار وندم:

-مهما حبيتك او عملتلك هفضل بردو متوحش وهمجي في نظرك.

دفعته وسام المتألمة بفعل أصابعه دون جدوى فصاحت في وجهه في اعتراض وقوة تخالف دموعها الملطخة لوجنتيها:

-حب؟
فين الحب ده يا بيجاد؟
انهي حب يخليك معيشني في جحيم اني ممكن افقدك في اي لحظة.

كان يطالعها بخيبة أمل وكأنها خانت ثقته فيها بكلماتها تلك، فاندفعت تمسك تلابيب ملابسه في غضب بعد أن هالها عسر موقفها فبدأت أعصابها تنفلت مزمجره:

-ايوة خبيته منك وهكررها ألف مرة طالما انت أناني وحيوان.

دفعها "بيجاد" بعيدًا عن جسده في قوة أكثر مما ينوي عادت بسببها وسام المصدومة خطوتين للوراء، كان عابسًا يتصبب عرقًا من فرط الغضب لكلماتها المستفزة.
فكان كمن أصابه سحر أسود يتحكم به فلا يري من يشاحنه بل ما يراه ويسمعه هي الخديعة والخيانة وهي بكل غباء تشعل أسوأ شياطينه.
علا صوته المستنكر وهو يجذبها من ملابسها نحوه وكأنه لم يدفعها بعيدًا عنه منذ ثوان:

-أناني وحيوان؟!
مخبية راجل في بيتي وقاعده معاه لوحدكم من الصبح ويا عالم كنتوا بتهببوا ايه وانا الاناني وحيوان ده أنا هموتك بأيدي!.

-أخرس خالص متكملش، إياك تفكر فيها او تتهمني بحاجه زي دي يا بيجاد، لانها بجد هتبقى باللي بينا...

-باللي بينا؟
واحنا في ايه بينا غير ضحك على الدقون،
من يوم ما عرفتك وانا بخدع نفسي وبخفي طبيعتي عشان أقدر اتعامل معاكي كأنك ورقة خايف عليها تتكرمش في ايدي،
عمري ما حسستك بالوجع من اهانتك ليا أو بالغضب اللي بيدمرني كل ثانية من جوايا.

هزها "بيجاد" في عنف كأنه يدفع بكلماته الصلبة داخل عقلها، وهو ذاته غير قادر على وصف النيران التي تضغط فوق صدره وتحول روحه إلى رماد.
تجاهل "بيجاد" المغيب تأوهاتها المتألمة في اعتراض مستكملًا في بغض:

-ولما حبيتك، كافئتي حبي بأية؟
انك تستغلي حبي ليكي عشان تخدعيني وتستغفليني !!

صرخ في نهاية جملته بنبرة قاتلة حامله كل ما يشعر به من ألم وتحطم:

-استغفلتيني عشان بحبك وأنا زي الحمار جريت على حضنك من غير تفكير زي العيل الصغير.

-أفهمني عشان خاطري، والله عملت كده عشان بحبك.

همست مبررة لهجة مذبذبه مليئة بمشاعرها المضطربة المتناثرة لليمين والشمال ما بين التوسل والغضب عليه.
فخرجت منه ضحكه ساخرة وهو يتركها تتخبط في استنكار من كلماته، عائدًا ببطء للخلف هامسًا  للفراغ في مُقت:

فرطِ الحب Where stories live. Discover now