الفصل السادس من الجزء الثاني

ابدأ من البداية
                                    

تابع بقوة :
_وأنا مش ضعيف ولا حتَّى هيا.

أخفى غيظه ببراعة قائلاً ببرود:
_تمام يا إبن السيوفي.

هتف "عزّ الدين" بصوتٍ قاسي :
_وخُد بالك من نفسك، لأن الذئب إللي جوايا عنده أستعداد يطلع لو لزم الأمر، سلام يا.. يا رأفت.

لوح له بيده، وهو يبتسم إبتسامة واثقة ثم تحرك نحو باب القصر لـ يغادر من المكان بأكمله، أشتعل الغل والحقد أكثر عن ذي قبل بداخله، كور قبضة يده وهو يستدير نحو "طائف" لـ يحدجه بنظرات مُخيفة وهو ينطق بـ :
_شوفت؟؟.. مش قولتلك؟!.. أهوو راحت قالتله يا غبــــي!!.. راحت قالتلــــه!!..

أضطّر "طائف" أن يصمت فهو لايُزال غير مُصدق ما يسمعه أو ما شاهده مُنذ ثواني، هتف "رأفت" وهو يكز على فكيهِ بقوة وأرتعش على إثرها صدغيهِ :
_شوفت غبائك وصلنا لـ إيــــــــــه؟؟..

أنعقد حاجبـا "طائف" بإمتعاض وهو يُجيبــــه :
_طيب أعمل إيه يعني؟؟.. أنا قلبي مستحملش ده!!..

أقترب منه مُسرعًا لـ يضرب صدره بقوة ناحية موضع قلبه قائلاً بعصبية :
_لازم تموته، لازم قلبك يبقى ميت!!.. المفروض تبقى زيي!!..

حاول أن يضبط إنفعالاته حيثُ قــال بصوتٍ مُحتد :
_أعمل حسابك، أن ثقتي فيك إتعدمت، مبقاش ليها أيَّ وجود، عاوز ترجعها يبقى قلبك ميت!!.. ميكونش عندك ضمير!!.. لأن النّاس إللي عندها ضمير بتبقى نّاس مُتخلفة.

ألقى عليهِ كلماته القاسية ثم غادر مُسرعًا متوجهًا نحو حُجرة مكتبه، عقب دخوله كان يصفع الباب بعُنف، تنهد "طائف" من أعمق أعماق قلبه وهو ينظر لـ أمامه بإختناق، أغمض عينيهِ بحُزن وهو يتسائل بتبرم :
_ليه يا روان؟؟.. ليه عملتي كده؟؟..

**************

عقد النية بالذهاب إلى قصره أولاً، وبعدها يعود إلى شركته، لم يتوقف عقله للحظة عن التفكير، وضع نظارته الشمسية القاتمة على عينيهِ وهو يتنفس بضيق، هي بالفعل نُقطة ضعفه وفي ذات الوقت نُقطة قوته.

وصل إلى قصره بعد دقائق، علم من إحدى الخدامات أن معشوقتهُ في حديقة القصر، فـ قاد خُطواته نحو المكان المتواجدة بهِ، وجدها بالفعل مُنحنية بجسدها على زهرة حمراء اللون تستنشق عبيرها المُميز، دنا منها "عزّ الدين" بخُطوات حذرة حتَّى لا تشعر بوجوده، ثم أنحنى بجسده مُقتربًا منها وهو يهمس بشوقٍ :
_وحشتيني.

أستقامت بوقفتها وقد أصابها الفزع وهي تقول :
_عزّ!!.. حرام عليك خضتني و....

قطع حديثها مبادرته بـ محاوطته خصرها وجذبها إليهِ وهو يقول بهمسٍ مُغرٍ :
_سلامتك من الخضة.

عاد الهدوء إليها لتنظر له بإشتياق قبل أن ترتمي بداخل أحضانه بقوة، شدد العناق عسى أن يدخلها قلبه لـ ترى العشق الذي ينبض بداخله، مسح على شعرها بحنوٍ مُثير وهو يهمس بجانب أذنها بصوتٍ عميق:
_أنا كده شكلي مش همشي.

عَلَى ذِمّـة ذِئَبٌ ج1 + بَراثِنُ الذَّئِابُ ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن