١

57 1 0
                                    

# هيت لك
لكل من يعرف ما هو معني ان تحب

# هيت لك
                           ١
نادته بصوتها الذي يذيب كل الموجودات ليبقى وحده بارزا كصورة ريليف خلفها ظلال الواقع.
- حساااااااااااااااااااااان
اجابها بلهفة حاول اخفاءها ولم يفلح وبسرعة جعلت الكلام يتلاعب على شفتيه فيصير اجزاءا تثير دوما ضحكها العميق لمعرفتها التامة بتأثيرها عليه.
- طيب طيب.. مش عندك خطيبك اتصلي بيه يجيبهالك الشريحة دي.
نظرت له من تحت رموشها التي لا تتميز بأي شئ الا انها رموشها هي وقالت في دلال تجيده منذ رآها طفلة من خمسة عشر قرنا يعدونهم في الدنيا بعشر سنوات.
- حسن.. طيب هو ما بيدلعنيش زيك كده.. بلاش اطلب منك يعني؟؟
واردفت الكلمات بنظره غامزه انهارت لها مجامعه واحس بالدوار.. فبلع ريقه تحت مظلة لهوها به وبسمتها العارفة واشار أن حاضر.
نزع عينيه من عليها بصعوبة كما هو الحال دائما واستدار مسرعا ليأتي لها بالشريحة من محل عم ابو شيماء المجاور لمنزلهم الذي يعيشون فيه معا.. هم اولاد عم اظطرتهم الظروف لمشاركة الدور حيث يعيش هو وامه وعمه وزوجته وابنتيهما وابنهما معا ..

تابعته ثريا بنظراتها المغلفة باللهو الذي تحول لحنان غامر حالما ادار وجهه وتنهدت في حنق يشي بما يعتمل في داخلها من حيرة لا تدري اصلها. تعرف تماما كم يحبها حسن ولكنها تلعب به منذ رأته وهي طفله وتستمتع بوجوده مثل ابيها بالظبط وتركن له وتأمنه مثل اخيها . الآن وقد تمت خطبتها لغيره لم تجد تغيرا يذكر في اعتمادها عليه ولا ثقتها به بشكل يفوق خطيبها بمراحل.
قطبت حاجبيها في غضب طفولي وادارت وجهها الى النافذة المجاورة لتحلل مشاعرها التي بدأت في الاظطراب منذ قررت الارتباط وتزايد الشعور مع كل لحظة تكون فيها مع على او مع حسن على السواء.

ثريا فتاة خمرية اللون شديدة الجاذبية بصورة تلتفت لها الناس حين تهل على مكان، اكثر ما يميزها هو ضحكتها العالية واسنانها المصفوفة لا في انتظام كطابور الجيش ولكن في دلال كطابور بنات ثانوي يشع منه الصبا والسعادة. شعرها اسود فاحم وله بريمة في منتصفه تجعله عصي على التصفيف الشامل وتجعلها دائما مثل حوريات البحر بلا تصنيف، لا هي كالناس ولا هي غيرهم.. هي في تصنيف وحدها . على الاقل لدى حسن.
عيون ثريا بنية اللون قهوجية الهوى تذكرك بلون القهوة ورائحتها معا.. وتجعلك تتمزج وان كنت عليلا.. يعلوهما حاجبان مزججان طبيعيا في غير تنظيم شامل كذلك مما يضيف لانطباع اللهو و النغاشة كثيرا . يحيط بشفاهها الداكنة نوعا والتي تبروز تماما شكل اسنانها غمازة واحدة على الجانب الايسر تعمل كنجمة ترشد التائهين في بحر جمالها الى شئ يتجهون له بابصارهم بدلا من الغرق التام في اي تفصيلة اخرى.
هي طويلة في غير افراط ، معتدلة القوام لا سفيفة لا وزن لها ولا ثقيلة يطغي وزنها على شكلها ، ممشوقة القد متناسبة الاطراف لا يعيبها الا نوع من عدم التناسق في الحركة يضيف للانطباع الكلي بالانطلاق والعبث . كل ما في ثريا غير ملفت في ذاته ساحر في اطارها الكلي.. اذنان صغيرتان تكادان تقول للآخرين يجب ان تشدوني لكي اسمعكم، وعندما اسمعكم سوف تسعدون . انف مترفع ذو ارنبة لاهية تجيد التلاعب بها مثل اللاعب الماهر وهو يغزل زميل بلا مقدمات فيثير الاهات في المدرجات.
ولكن ورغم كل هذه الجسمانيات التي تكفي وزيادة فلم يكن هذا ما يخلب الالباب حولها ابدا.. كان لها روحا تنبثق مباشرة من رحم السعادة والهناء.. تشيع البهجة والضحك والدهشة في آن واحد كأنها آلهة اسطورية للنفسية الانسانية. كانت مبهرة باختصار شديد.

هيت لكWhere stories live. Discover now