الفصل السابع (قبل الختام)

28 3 0
                                    

قبل الختام (الفصل السابع)

هل ترى ذلك ؟
ماذا ..
انه الانتقام يلوح في الافاق ، احذر ان تبتلعك سحابته دون انتباه ، حينما تكُن معمياً برغباتك تنسى اهدافك وتنحرف نحو بئر حالك السواد لا قرار له ،
احذر السقوط .

كانت تأخذ أرضية المنزل ذهاباً و إياباً، لقد رتبت لقتل تلك العجوز التي تبقت وفرت من المجزرة قديماً ، ولكن القدر حالفها وهاهي تهرب منها الآن أيضا :
حسناً يا سيلين، لم يكُن عشقي لغيلاس أكبر من حبي للحياة ، فلن أترك اليوم أحدا منكم حيا يرزق .
لتحاول الاقتراب من باب المنزل لكن قوة متدفقه من الباب دفعتها نحو المنضدة خلفها واسقطتها ومع سقوطها انقطعت القلادة فأظهرت حقيقة وجهها الدميم لتتحدق من عينيها شرار الحقد نحو الجميع ، حتي انها استعادة احقادها القديمة نحو سلاسلة ملوك الامازيغ هم فقط سبب المها
قبل المغيب بفترة قصيرة
تخفى غيلاس في ملابس سوداء وسار نحو منزل السيدة سيلين وهو يمسك المشعل في يده منددا بحُرقة وغليل لاينضب :
هذا حق أبي وأمي وجدتي وكل من أهلي و كل من تأذى على يد مشعوذة الشياطين مثلك و حق قلبي و عشقي و حبي الطاهر لكِ يا تامولت أو مهما كان اسمك
هاهو يصل إلى غريمته ، واقفاً خارج أسوار الحديقة المحيطة به و عقد عزمه لإبرام النار في كل أطرافها واضعا الكثير من الاخشاب داخل الحديقة و هبَّ فاتحاً باب الحديقة بهدوء شديد ليرمي داخله باقي الصندوق المليء المتبقي ، لتركض إلى أسفل لتصدم من وجودهِ : غيلاس
نظر لها بشر ليغلق الباب في وجهها و يخاطبها من خارج أسوار الحديقة بصوت عالٍ جلب كل المارة :
أنا اللعنة التي صنعتها قساوة قلبك و سواده ، أنا الحبيب المزعوم و الوريث الحاكم وولي العهد الذي سوف يرقص اليوم فوق رمادكِ ، كما أقسمت لكِ بأنني سأرقص سعادةً بزواجي منك يا تامولت
سأنتقم لأمي التي نحرْتِ شبابها خوفا و حرمتها الأمان ، و إلى أبي الذي لم يعش ليراني خليفته ، سأنتقم لجدتي التي حرقتي قلب جدي عليها و حرمتِي أمي من حضن أمها ، سأحرقك اليوم بيداي، سأحرقك اليوم بلعنتك ياتامولت او ما كان اسمك ، بلعنة حبك لي ، بلعنة قدرك البائس الذي وضعكِ في طريقي كي تنيريه لي و ترميه في ظلمة لكِ
ردَّت تُنشده باسمه و اسم الحب الذي كان بينهما و بأنها ستكفر عما سلف برجاء :
لا تتركني فلقد أحببتك بصدق لم اكن اعلم اقسم لك لو علمت من البداية لفعلت المتسحيل لخلاصنا لا تصدق كلماتهم فانا حبيبتك الا تتذكر ايامنا وعشقنا المشتعل ، لتكمل بخبث وهي تعلم ضعف قلبه نحوها لتتخذ طريقاً ناعماً مثل نعومة صوتها الحاد :
لكنني حاولت كسر تلك اللعنة حينما علمت أنه أنت الوريث
وددت لو ننعم بالسلام بعيداً عنهم جميعاً
صدمها برَدِّه وهي التي كانت تتوقع بأنه سيرضخ لحبها و ينسى ثأر أجداده امام رجائها له :
اللعنة لا تنفك سوى بحرقك حية ، و أنتِ أعلم العالمين بها ، إنه يوم الحصاد التاريخي فلتنم بهدوء كل أرواح أجدادي فالثأر قد قام و عدالة الانتقام قد عادت سأطهر أرضنا من أمثالكم يا شروس و أنتِ بداية العودة، ليلقي المشعل في البارود ويلتفت راحلاً
لتصرخ بصوت بشع وجلد جسدها يتساقط محاولةً الخروج لكن دون جدوى اعتلى صراخها : لن تهنئ اعدك لقد رددتها قديماً لوالديك ولم يهنأ بايام سعيدة طويلة كما ود كلاهما ، سوف ترى في حياتك الوان عذاباً ايها الملك لتعلو ضحكة بشعها مع احتراق انفاسها الاخيرة و المكان تزداد نيرانه حدة وشدة لتسكن الأصوات و ينطلق الرماد في سحب كبيرة فوق الجميع معلنا تحقيق الانتقام
لينظر بقتامة لكل من حوله بعدما علم القاطنين انه الملك الغائب ليهرعوا خوفاً بعيداً نحو الحاكم ..

لعنة الملكة الأمازيغية ( مكتملة) Where stories live. Discover now