الفصل التاسع "هُدنه "

Start from the beginning
                                    

-انت متقدرش تقومني من هنا ده مش بمزاجك ..انت بتدربني مش أكتر !!

زمجر بها قائلا بعد أن تعالت أنفاسه من فرط كتمان غضبه منها وقال هادراً بعنف :

-افتكري إني لو قولت إنك متنفعيش يبقى هتقعدي معايا أكتر !!

ابتسمت بسخرية تقول :

-لا انت مش هتقول كده .. انت مستني اليوم اللي تخلص فيه مني بفارغ الصبر...!!

نظر إليها بصمت تام .. لكنها غير محقة .. لم تعد لديه رغبة التخلص منها .... بل أصبح الأمر على النقيض تماما معها... فصمتها الدائم يشعره بالندم على أفعاله البربرية معها لم ير ابتسامتها منذ ذلك اليوم .. سوى الوقت الذي تجلسه مع طفليها .. ليسترق النظرات إليها كالسارق تماما ... لانت نظراته تجاهها لا شعوريا منه هبط برماديتيه يمسح تفاصيل جسدها بتأني تام لاحظت هي نظراته لتعود إلى الخلف جالسه فوق كرسيها تقول بتوتر طفيف :

-كلها شهر ونص وهترتاح تماما مني !!

تنهد ثم قال بعد أن جلس نصف جلسة أعلى مكتبها ولم يحيد بنظراته عنها يقول بهدوء :

-رنيم أيه رأيك في هُدنة بينا !!

عقدت حاجبيها تنظر بعدم فهم ليميل عليها مُمسكا كرسيها جاذبا إياه إليه لتصبح علي مقربة منه أنفاسه الحاره تلفح بشرتها الحلبيبة يقول بهدوء :

-يعني بعد نص ساعة بالظبط اليوم هينتهي .. نتعشي سوا النهارده !!

رفعت إحدى حاجبيها تقول ببرود :

-وده أمر !!

اقترب أكثر منها هامسا لها:

-لا ده عرض بس غير قابل للرفض !!

أشاحت بوجهها عنه تعيد رأسها للخلف تقول :

-ده مفهومك عن الهُدنة !!! علي العموم أنا هرفض فعلا .. أنا مابصدق أروح لولادي آخر اليوم يعني مش فاضية للكلام الفارغ ده !!

رفع إصبعه مُمسكا ذقنها يقول:

-يبقي جهزي الولاد معاكي !!

ثم استقام بوقفته يقول :

-لو خلصتي ورقك يلا عشان سيف مستنينا من بدري !!

أغلقت الملف أمامها ثم لملمت أشيائها تتجه معه إلى الخارج ...انتهى اجتماعهم الصغير بوقت قياسي ..لاحظ "سيف" به نظرات "أيهم" الدائمة لها .. ورغم رزانته بالأمور إلا أنه لم يكف عن مديح صنيعها بالأيام السالفة ..... شعرت "رنيم" بالراحة بعض الشيء لكنها فضلت الصمت فلم يبدُ على ملامحها أي تأثر بأقواله أو أفعاله ..استقلت السيارة بجانبه بهدوء تام كعادتها معه .. ليقول كاسرا حاجز الصمت :

-تحبي تختاري المكان !!

نظرت إليه لحظات ثم قالت بسخرية:

لهيب الهوىWhere stories live. Discover now