الفصل السابع عشر

22.2K 601 55
                                    

عند شريف
قام بتبديل ثيابه بالفعل بعد أن ارتاح قليلا
ليخرج من غرفته بهدوء و يحاول الا يقوم بأي صوت
حتي لا تراه والدته و تقوم بقول له شئ لأنه ليس في المزاج الان ليدخل معها في منقاشات
و لكن كالعادة لم يقف الحظ بجانبه
كوثر : رايح فين يا شريف
شريف : انا رايح ل
قاطعته كوثر قائلا
كوثر : رايح لنغم صح
شريف بصدمة مصتنعة : ايه ده عرفتي ازاي فظيعة انت يا ماما ساحرة
كوثر بضيق: انت بتهزر و رايح لها ليه دلوقتي
شريف : في رائيك ليه يا حبيبتي واحدة جوزها كان هيموت و كان مسافر فأكيد لما برجع المفروض يروحلها
كوثر بضيق: ما تستني بكره ليه تروحلها دلوقتي
شريف : عادي يا حبيبتي زي ما جيتلك دلوقتي بردو
كوثر بصدمة : انت بتقاريني بيها انا امك اللي شيلتك تسع شهور في بطني و فضلت مهتمية بيك لحد ما بقيت شحط كده و اتجوزت و دلوقتي جاي بتقاريني بيها
نظر اليها شريف بصدمة حقيقية و هو يفكر
ما بالها لما هي هكذا لما هي تكبر
الأمور هل تغار من نغم فعلا
ليأخذ نفس عميق و يقول
شريف : يا حبيبتي مش بقارنكوا ببعض و لا حاجة انتو الاتنين غالين عندي جدا ممكن تسيبيني امشي بقي و مش هتأخر متقلقيش
وافقت كوثر علي مضض ليرحل شريف بينما
تمتمت كوثر بضيق
كوثر بضيق : جايه شاغلة كل وقته و هي لسه مش في بيته اومال لما يبقوا سوا بقي هيعملوا ايه
______________
عند نغم
وصل شريف الي بيت فيروز التي سعدت للغاية برؤيته و اطمئنت عليه و أخبرته أنها ستصعد لتقوم بإخبار نغم بأنه ينتظرها
في غرفة نغم
فيروز : شريف مستنيكي تحت يا نغم
نغم : نازلة اهو يا ماما
اومئت كوثر برأسها لترحل لتنظر نغم الي المرأة و تأخذ نفس عميق و ترحل
نزلت الي الأسفل لتجد شريف يجلس علي كرسي ما و يده معلقة و هناك بعد الجروح البسيطة في يده و جرح يكاد لا يري في وجهه و لكن ذالك لم يؤثر ابدا علي مظهره علي الاقل بالنسبة لنغم لتقترب منه
و ما إن رأها حتي وقف
لتقوم باحتضانها بشدة بحركة عفوية
قائلا
نغم بخفوت : الحمد الله علي سلامتك
تفاجئ قليلا من حركتها تلك
و لكن سرعا ما استوعب الأمر
و قام بمبادلتها ذالك الحضن
و ابتسم لها قائلا
شريف : الله يسلمك يا حبيبتي
ابتسمت الأخري بخفة علي كلمة حبيبتي التي خرجت من بين شفتيه و لكن سرعا ما تذكرت التسجيلات التي أرسلت لها و الكلام الذي كان يقال لها لتتغير معالم وجهها تماما الي الإنزعاج
لاحظ شريف ذالك و علم بالطبع سبب ذالك
ليتنهد قائلا
شريف : اقعدي و انا هفهمك كل حاجة
جلست و هي تنتظر ما ستيقوله
ليحكي لها كل شئ عن شهد و عن المهمة
صدمت نغم كثيرا من حديثه و شعرت بالسعادة انه لم يخونها و في نفس الوقت حزنت للغاية لأجل شهد لما فعل ذالك بها لتقول
نغم بضيق : علي قد ما انا فرحانة انك طلعت فعلا ما عملتيش حاجة زي ما حورية كانت بتقولي علي قد ما انا مضايقة منك جدا انت ازاي تعمل حاجة زي دي ليه تستغل بنت غلبانة علشان توصل لغرض معين ليه استغلتها علشان توصل للورق ده هي ايه ذنبها كل غلطها انها حبيتك و وثقت فيك
انزل شريف رأسه بضيق قائلا بضيق
شريف بضيق : عارف اني مكانش المفروض اعمل حاجة زي دي بس اعمل ايه بقي الظروف حكمت مكانش بايدي اكيد مكنتش هعوز حاجة زي دي تحصل اتمني فعلا انها تسامحني رغم أن ده مستحيل و انا بردو هفضل حاسس بالذنب علشان خاطرها
نغم بضيق : لا بس مش كفاية احساس الذنب
شريف بمكر : تحيي اروح اتجوزها علشان اريح ضميري و ضميرك
نغم بسرعة : لا طبعا
شريف بمكر : الله مش انت اللي قولتي
نغم : لا انا مقولتيش حاجة اصلا
ابتسم شريف ليقول
شريف: لا بس انت وحشتيني و اوي تعرفي كده
نغم : لا معرفش
شريف : و اديكي عرفتي انا مستني اوي اليوم اللي نتجوز فيه
نغم بخجل : مش معني
شريف : علشان نبقي سوا و كمان علشان نبطل محن شوية يعني بجد احنا عدينا ليفل الوحش في المحن
ضربته نغم بضيق علي ذراعه الغير مصابه
قائلا بضيق
نغم بضيق : مش رومانسي و دبش
شريف بتمثيل : اه
نغم بقلق : مالك
شريف بألم مصتنع: ايدي
نغم بقلق : مالها
شريف بألم مصتنع : بتوجعني
نغم بقلق : بجد انا اسفة اوي مكنتش اقصد
نظر إليها الأخر و هو يحاول ألا يضحك و لكن لم يستطيع و انفجر ضاحكا لتنظر له نغم بغضب و ضيق قائلا
نغم بضيق: لئيم و ممثل و كداب انا همشي
وقفت لترحل ليمسك الأخر يدها بسرعة قائلا
شريف : لا لا انت رايحة فين كده استني بس انا بهزر معاكي مبتهزرش يا رمضان
نغم : مش حكاية هزار انت خوفتيني عليك
شريف : معلش يا ستي انا اسف خلاص بقي فرفشي كده و اقعدي
لتستمع نغم لكلامه و تجلس بالفعل و بدأوا الاثنين بالتكلم سويا و بعد قليل استأذن منها شريف ليرحل و وعدها بأنه سوف يتصل بها بالتأكيد ليرحل شريف و تصعد نغم الي غرفتها
__________
عند شريف
ما إن خرج حتي وجد محمد في وجهه الذي فرح للغاية عندما رأه و اطمئن عليه أيضا ليرحل شريف عائدا الي البيت و يدخل محمد الي البيت
___________
عند حورية
لم تستطيع التكلم مع رعد طوال اليوم بسبب تهربه منها حرفيا فهو قد ظل طوال اليوم نائم و عندما اسيقظ ذهب ليجلس مع والدته متجاهلا حورية و ذالك اغضبها للغاية و لكن ليس في يديها شئ لفعله سوا الصمت
_____________
مر اسبوع
و لم يحدث اي شئ جديد
رعد مازال يتجنب حورية و يحاول قدر الإمكان عدم الاختلاط بها
شريف أصبح يحاول أن يجعل رعد يقدم ميعاد الفرح و خاصه ان جروحه بدأت بالشفاء و وعده رعد انه سيفكر في الأمر
محمد : لا يزال بعيش علي ذكري دنيا و كلما كان يفكر في ميادة كان يعتبر تلك خيانة لدنيا و يحاول أن يمحوها من رأسه
حورية مازالت تحاول ان تتكلم مع رعد و لم تيأس
نغم تتتكلم كل يوم مع شريف فحسب و لا يوحد اي شئ أخر جديد في حياتها
كوثر متضايقة قليلا من تعلق شريف بنغم
ميادة : ما زالت تتعذب بسبب حبها لمحمد الذي تظنه حبا من ظرف واحد
فيروز : تنتظر اليوم الذي ستري فيه اولادها جميعا متزوجين و أخذت تفكر جديا في تزويج محمد
رياض : ما زال في سفراته الكثيرا و ايضا قام بالتكلم مع رعد من أجل تقديم ميعاد الزواج
___________
بعد شهر
تم زفاف شريف و نغم اخيرا
ليذهبا الي بيت الزوجية
و الذي يكون نفس البيت الذي تسكن فيه اخت شريف و والدته و والده و لكن لهما طابق خاص بهما
ليدخلا الي غرفتهما
ليبدلوا ثيابهم و يصلوا
و بعد ذالك التفت
شريف الي نغم قائلا بابتسامة
شريف بابتسامة : مبروك يا حبيتي اخيرا بقينا سوا
ابتسمت نغم بخجل و لم ترد ليكمل الأخر
شريف : مش مصدق اننا خلاص اتجوزنا بجد و اننا بقينا سوا علي طول انا فرحان اوي و يارب مفيش حاجة تقدر تفرقنا ابدا عن بعض
نغم بخجل : و لا انا مصدقة بجد ربنا يخليك ليا
شريف : و يخليكي ليا يا حياتي بحبك
نغم بخجل : و انا كمان
ليحتضنها شريف قائلا
شريف : نفسي منبعدش عن بعض ابدا و نفضل سوا دايما انا عمري ما حبيت حد و لا هقدر احب زي ما حبيتك
لتبادله الحضن بشدة و هي تشكر ربها انها لم تتفرق عن حبيبها
____________
عند حورية
صعدت هي و رعد الي شقتهم
و هي تكاد تجن حقا من تصرفاته فقد مر أكثر من شهر علي كلامها السابق معه و الي الان لا يزال يتجاهلها
قررت انها سنتحدث معه اليوم حتي لو لم يقبل
أن يتكلم معها لن تتركه يتركها و يرحل سوف يسمعها هذا المره حتي لو لم يرد ذالك هي قد تذكرت هاتف كريم فقد كان فيه كل شئ لا تحتاج الي الكلام حتي ستعطيه ذالك الهاتف و هو سيعيد حسابات
ه فهي قد علمت ان ذالك الهاتف كان مسجل عليه جميع كلامهم لا تدري حتي لما فعل شئ كهذا و كيف من الأساس كانت تلك المكالمات مسجلة
كأنه كان يريد اظهار الحق بعد موته
و لكن لا يهمها الأن
ليدخلا الي الشقة
كاد رعد يدخل الي غرفته
و لكن قاطعته حورية قائلا بنبرة هادئة
حورية بهدوء : المرادي مش هقعد اقولك اسمعني و لا اي حاجة زي دي انت خد الموبايل ده و انت هتعرف كل حاجة ادخل علي سجل المكالمات و شوف كان بيتصل بيا من امتي و كمان المكالمات كلها متسجلة عليه و كل الرسايل بردو اللي كانت بتتبعت كل اللي طالبة منك بس انك تشوفها متأكدة انك طبعا مصدقتيش الكلام اللي كنت قولته بس ده بيثبتلك أن كلامي صح و صدقني لما تعرف الحقيقة هتندم علي كل وقت جرحتني او زعلتيني فيه بكلمة
لتقترب منه و تمسك يده و تفتحها و تضع فيها الهاتف
و تتركه و تدخل الي الغرفة
بينما ظل رعد واقف قليل يحدق في الفراغ
ليقوم بالدخول الي الغرفة
و قد قرر انه سيسمع تلك التسجيلات
منذ فترة و هو يتهرب منها
لا يريد أن يسمع منها لأنه
قلق من أن يكون كلامها صائب
لا يستطيع تخيل ذالك حتي
لقد قرر انه سيحاول أن يسمعها
و لكن بعد زواج شريف و نغم الذي
تم فعلا و لكنه كان ينوي التهرب
اليوم ايضا و لكن الي متي سيظل
يتهرب يجب عليه أن يسمع الحقيقة
و يعلم من هو الكاذب منذ متي
و كان يتهرب من شئ ما
ليقوم بتبديل ثيابه و يجلس و
جلس علي السرير ليقوم بفتح الهاتف
ليفتح اول شئ هو سجل المكالمات ليجد بالفعل ان اول يوم اتصل كريم بها كان اليوم الذي اخبرته بها
ليأخذ نفس مهوزو قليلا و هو يحاول
أن يجد اي عذر لأخيه ليقرر ان يكمل
ليفتح التسجيل الصوتي ليجد ما اخبرته به الأخري وجد فعلا اكثر من مكالمة مسجلة ليفتح واحدة ليجد مضمونها
كريم : عملتي اللي قولتلك عليه
حورية بنبرة باكية : ايوه
علم علي الفور ان ذالك هو اليوم الذي اخبرته فيه حورية علي موضوع الإنفصال و نظر الي التاريخ أيضا
ليسمع الي باقي المكالمة
حورية ببكاء : انت بتعمل كده انا نفسي افهم انا عملتلك ايه ازيتك في ايه
كريم بسخرية : معملتيش حاجة حظك الاسود هو السبب
ليتم بعدها إغلاق الخط و ينتهي التسجيل عند رعد
اخذ رعد يسمع تسجيل وراء تسجيل و هو ييقين اخيرا حقيقة ان كل كلمة نطقت بها حورية كانت صحيحة و لم تكذب في حرف واحد في كل ما قالته
ليقوم بفتح المحادثات و يري ايضا كره كريم له و تهديداته الصريحة لحورية معظم الوقت
رأي ذالك في التسجيلات و في المحادثات أيضا
كان يشعر بالصدمة الحقيقية
لما لما فعل كريم ذالك هل هو اخوه حقا
كيف يفعل أخ في أخيه ذالك
كل ذالك بدافع الغيره كان من الممكن
أن يتكلم معه بهدوء فحسب او مع والده حتي
و كانت ستنحل المشكلة و لكنه لم يفعل ذالك بل
حاول بكل الطرق تدميره لقد اخذ منه
حبيبته الوحيدة التي أحبها في حياته
كيف كيف يفعل به ذالك
لقد دمر حياته
لم يكن يستطيع تصديق كل ذالك رغم معرفته بأنه صحيح لا يستطيع تصديق ان أخيه هو من دمر حياته و جعله في حالة بائسة كالتي هو عليها الأن و ليته أكتفي حتي بأخذه لحورية لا بال ايضا فكر في قتله
لا يستطيع أن يستوعب الأمر الي الأن
بدأ بالتفكير في حورية
تلك الفتاة المسكينة التي منذ أن دخلت حياته و هي تعاني فحسب
ماذا فعلت في حياتها لتقابل كل ذالك
لم يكتفي عذابها بما كان يفعله ذالك المريض معها
فبالتأكيد كريم ليس عاقلا انه مجنون
و قام رعد ايضا بإيذائها كما اذاها كريم
لم يعرف حتي ماذا يفعل
هو غير مصدق لما حدث لا زال يحاول أن يصدق الأمر
لا يعلم ماذا يفعل وجد نفسه يتجه الي غرفة حورية بصمت
_________________

عندما يلعب القدر Where stories live. Discover now