الفصل الثاني

36K 893 61
                                    

ذهبت نغم الي المطبخ لتري الي ماذا وصلوا في الطعام لتقول ما إن دخلت
نعم : مسا مسا علي البني آدمين
لتجد الجميع منهمك في عمله و لم يرد عليهم أحد لتقول بملل في نفسها
نغم بملل : ايه يا ربي البشر المملة دي انا عايزه حد مهيبر زيي كده انا بحس الناس دي عبارة عن رجل ألي بس مش اكتر
ثم نظرت إليهم قليلا و كادت تتكلم و لكن قاطعها رنين هاتفها لتنظر الي الهاتف لترتبك قليلا لتغادر دون قول كلمة ذاهبة الي غرفتها ما إن دخلت حتي أخذت تلتفت حول نفسها بخوف و ما أن تأكدت ان لا يوجد أي أحد يسمعها حتي ردت علي الفور
نغم بصوت خافت : الو
.....: عاملة ايه يا قلبي
نغم بضيق و صوت خفيف : انت بتتصل ليه دلوقتي انا مش قولتلك اليومين دول لازم نبعد شوية علشان بدأوا يحسوا
رد الاخر بضيق : و بعدين بقي معاكي نفسي افهم انت خايفة كده ليه وعدتك اني هتجوزك خايفة كده ليه بقي و بعدين هو مش اخوكي اتجوز امبارح يعني الدنيا عندك فاضية اصلا
نغم بضيق واضح : اتجوز اه امبارح بس ماما شاكه فيا اصلا و بعدين لو انت هتتجوزني فعلا فليه التأخير ده كله
.....: قولتلك اول ما اظبط اموري هاجي اتقدملك اكيد انت مش واثقة فيا و لا ايه
نغم: لا طبعا واثقة فيك بس افهمني طريقة كلامنا دي غلط
.......: و ليه بقي ان شاء الله غلط
نغم : علشان ده حرام مينفعش اني اتكلم معاك و مفيش اي رابط ما بينا و كمان انت لسه حتي ما اتقدملتيش و بعدين
لم تكمل كلمتها حتي فوجئت بصوت يخبرها بصرامة
....بصرامة : انت بتكلمي مين
لتشهق بصدمة و يسقط الهاتف من يديها ليقترب الاخر و يمسك الهاتف الخاص بها ليفتحه و يجد
الخط قد أغلق
ليحاول الاتصال مره اخري ليجد الخط مغلق
لينظر الي شقيقته قائلا
.....بصرامة: كنت بتكلمي مين
نغم بهدوء محاولة إخفاء توتره : واحدة صاحبتي والله يا محمد في ايه
محمد بسخرية : و لما هي صاحبتك خوفتي كده ليه لما انا دخلت
نغم: مخوفتش و لا حاجة انا اتخضيت بس مش اكتر انت دخلت بسرعة و كأنك داخل تهجم عليا فخوفت بس مش أكتر
محمد : و ليه الخط أتقفل
نغم بضيق : علشان اتخضيت منك مثلا
محمد : و ليه قفلت تليفونها
نغم : علشان كانت قلقانة لتتصل بيها تاني
لوي محمد شفتيه بتهكم ليكمل
محمد : و تخاف ليه
توترت نغم قليلا من كثرة اسئلته و قررت أن تحاول إنهاء الحوار حتي لا يكشفها
نغم بعدم اهتمام : عادي يعني علشان مش بتحب تكلم رجالة و اكيد لما سمعت صوتك توقعت ردة فعلك دي
كاد يسألها سؤال آخر و لكنها قاطعته قائلة
نغم بضيق مصتنع: اه صح ماما كانت قالتلي اروح اشوف وصلوا فين في الاكل و انا مشوفتوش و ماما اكيد مستنياني سلام
ثم رحلت بسرعة دون سماع رده
لينظر محمد في اثرها بشك قليلا ليقول في نفسه
محمد : مش مطمنلك يا نغم حاسس انك وراكي سر خطير اوي و اكيد السر ده هيأذيكي بس اتمني ان يطلع ظني غلط و متكونيش مخبيه اي حاجة
ليتنهد بضيق و يرحل الي أشغاله تارك نغم التي ما إن خرج حتي زفرت أنفاسها بارتياح فما ان خرجت حتي قامت بالاختباء في غرفة ما لتحاول تهدئة نفسها
و بعد أن هدئت اخدت تفكر في ذالك الموقف و كيف خافت من محمد كثيرا رغم أنها لا تهابه مثلما تهاب رعد و كيف تخافهم هما الاثنين و لا تخاف من خالقها أخذت تفكر في ذالك الي ان حاولت إقناع نفسها انها خائفة فقط من رعد و محمد لانهم لم يتفهموها فقط و سيظلمونها فلذالك هي تخافهم لكنها لا تفعل اي شئ خاطئ هذا كل ما كانت تفكر فيه و هي تتجه الي المطبخ مجددا كانت تفكر و تقول في نفسها ليت حورية هنا الان كنت ساستطيع قول لها كل ما في داخلي
ثم زفرت بضيق لتكمل
لكنها أيضا لا تعلم ما في فهي لا تعلم شئ سوا بحبي له لكنها لا تعلم اني أحداثه حتي
قررت نفي كل تلك الافكار من راسها و قررت ترك الايام تقرر ما الذي سيحدث و لا تسبق الاحداث و لكنها مازالت خائفة من الذي حدث قبل قليل و تحاول ان تقنع نفسها ان محمد قد صدقها ولم يفكر كثيرا في ذالك الأمر و لم تكن تعلم أن محمد لم يصدق حرف مما قالته و لكنه كان مستعجل فلذالك تركها ترحل و لكنه بالتأكيد سيبدأ الآن في التركيز في جميع حركاتها
ستوب
محمد : شاب في الرابعة و العشرين من عمره أخ رعد و نغم يمتلك بشرة قمحاوية تميل الي الاسمرار و عيون باللون العسلي و عضلات خفيفة شاب مرح قليلا و لكن وقت اللزوم يصبح جاد للغاية يخاف علي اخته جدا و يخشي عليها من كل شئ تقريبا فهو يراها بريئة و تخدع بسهولة يدير شئون العائلة مع أخوه
نرجع
_________
عند سلمي
جلست في غرفتها تفكر في المكالمة التي دارت بينها و بين حورية و تفكر ما الذي سيحدث مع حورية الان فهي تعلم جيدا كم كانت حورية تحب رعد و كم كان رعد يحب حورية ايضا و لكن كان للقدر رأي آخر حيث جعلهم يتفرقون تحت ظروف غامضة بدأت تتذكر اليوم الذي حكت لها حورية فيه أنها ستتزوج بكريم و كم كانت منهارة وقتها
فلاش باك
حورية ببكاء : كل حاجة انهارت كل حاجة باظت يا سلمي خلاص مبقاش في حاجة صح
سلمي بضيق : اهدي بقي يا حورية انا مش فاهمة اي حاجة منك اهدي كده و فهميني بالراحة كده في ايه
حورية ببكاء: انا ه ه هتجوز كريم
سلمي بصدمة شديدة : نعم ازاي يعني
حورية ببكاء : انا مش عارفة حتي ده حصل ازاي كل حاجة بايظة انا مش هقدر استحمل انا حياتي كلها بايظة
سلمي بهدوء : اهدي يا حورية اهدي بقي علشان اعرف افهم منك في ايه و ازاي ده حصل
حاولت حورية الرد و لكنها اغمي عليها علي الفور لتنتفض الأخري بسرعة ذاهبة إليها محاولة افاقتها و لكنها لم تنجح لتتصل بالطبيب
أخذت تتذكر كم كان ذالك اليوم صعبا عليها لقد كادت تموت عندما تخيلت انها ستخسر حورية فهي تعتبرها أكثر من اختها كم كانت قلقة عليها وقتها كمية الدموع التي سقطت من عيناها في ذالك اليوم
باك
أخذت تفكر يا تري كيف هي حورية الأن هل رعد يعاملها جيدا ام لا هل يعاملها مثل معاملة كريم السابقة لحورية ام ماذا انها قلقة عليها للغاية حقا تتمني فحسب لو تأخذ حورية لديها و تمنع العالم كله من ان يصل إليها هي تعلم جيدا معاناة حورية منذ كانت صغيرة مع اهلها و مع كل شئ حولها لتتنهد قائلة في نفسها
سلمي في نفسها : ربنا معاكي يا حورية يارب يعوضك خير و يطلع رعد احسن من كريم و يفهم ان كل ده مكنش ذنبك
_________
عند حورية
كانت جالسة في غرفتها بملل بعد أن نام عمر و تفكر في الذي ستفعله الأن فهي لا تجد اي شئ لتفعله
بدأت الذكريات تأتي الي رأسها شئ في شئ لتحاول بسرعة محيها من رأسها قائلة بضيق
حورية : يارب عايزة انسي القرف ده كله نفسي ابدء حياة جديدة بعيد عن كل المشاكل دي نفسي ارجع بالزمن و كنت احكي للرعد كل حاجة ساعتها مكنش زمان حاجة من دي حصلت
حاولت أن تكف عن التفكير في كل تلك الأمور لتغمض عيناها بنفاذ صبر و هي تفكر ماذا تفعل الأن
لتقرر الخروج من الغرفة لتتمشي علي الاقل في تلك الشقة فهي تقريبا لم تخرج من غرفتها منذ أن جائت سوا بضعة مرات
لتخرج و هي تدعي في داخلها الا تقابل رعد
لتبدأ بالمشي في انحاء الشقة و هي تتفحص كل جزء منها و قد كانت تعلم الغرفة التي ينام فيها رعد لذالك قامت بالبعد تماما عن تلك الغرفة و أكملت جولتها حتي وصلت الي المطبخ لتدخل و تتجه الي الثلاجة لتفتحها ليعتلي وجهها علامات الفرح الطفولي قائلة
جورية بفرح : اكل اخيرا ده انا مكلتش من امبارح بس لو خرج و شافني هيبقي منظري وحش اوي خصوصا انو قعد يقولي كلي و انا عملت فيها سبع رجالة في بعض و لا مش هاكل و معرفش ايه
ثم عادت الي الوراء قليلا لتتظر ناحية غرفته لتطمئن نفسها
حورية في نفسها : يمكن نايم او مش هيطلع اكل بقي و امري لله خليها عليا
أخرجت الاكل من الثلاجة و سخنته و جلست لتأكل و كان ظهرها للباب فلم تأخذ بالها من الشخص الواقف خلفها يراقبها و هو يحاول كتم ضحكته علي منظرها ليقول فجأة
رعد : انت بتعملي ايه
شهقت حورية بخوف و تركت الطعام علي الفور و أخذت تحاول إيجاد حجة مقنعة حتي لا يصبح منظرها سئ امامه أكثر من ما هو سئ لتقول
حورية : اصلي خرجت من الاوضة علشان اشرب ف و انا معدية لمحت التلاجة فقولت يمكن فيها اكل فاسد و لا حاجة فقولت اتأكد بنفسي علشان لو فيها حاجة محدش يتأذي بس كده
رعد بدهشة مصتنعة : بجد
حورية : ايوه طبعا بجد انت مش مصدقني و لا ايه
رعد : لا طبعا مصدقك اومال بس هو ازاي في حد بيحاول انه يشوف الأكل اذا كان فاسد و لا لا و ياكله كله مثلا و ايه اصلا اللي يخلي حد شاكك ان الاكل فاسد ياكله ده كده دماغه ضايعة خالص
حورية : لا مش ضايعة و لا حاجة احنا بس نختلف عن الاخرون مش اكتر فعلشان كده تلاقي حركاتنا جديدة شوية و فريدة من نوعها بس مش اكتر و بعدين انا مكلتوش كله انا سيبت شوية علشان لما الواحد بيتزوق بيحتاج شوية علشان يحدد موقفه من الاكل بس كده مش اكتر
رعد : و يا تري طلع عامل ازاي
حورية بغباء : هو ايه ده
رعد : الاكل
حورية : اه اه حلو
رعد : بجد
حورية : اه طبعا بجد و انا هكدب عليك ليه
كاد يرد و لكن قاطعهم بكاء عمر من الغرفة لتتركه حورية واقف بمفرده و تذهب بسرعة لتتفقد عمر
اما عند رعد فابتسم بخفة علي تصرفاتها الطفولية ثم سريعا ما وعي لنفسه قائلا
رعد بضيق لنفسه: ايه اللي انا بعمله ده بلاش تنسي يا رعد حورية دلوقتي اشد اعدائك لازم تتجنبها مينفعش تتصرف معاها عادي جدا و لا كأن اي حاجة حصلت لا انت نسيت كل اللي هي عملته فوق لنفسك يا رعد دي هي الشخص اللي المفروض تنتقم منه علي كل حاجة حصلت قبل كده مش تهزر معاها
ليزفر بغضب و يرحل و يدخل الي غرفته مره اخري و يقوم بإغلاق الباب بقوة
___________
عند حورية
دخلت لتري ما بال عمر لتبدأ بمحاولة تهدئته ثواني و سمعت صوت الباب يغلق بقوة لتبتسم بانكسار فقد علمت السبب حتي دون أن تسأل
حورية بصوت خافت : ايه يا حورية افتكرتي انه هيفضل بهزر كده كتير معاكي اكيد وعي لنفسه و ندمان انه اتكلم معايا من البداية اصلا اكيد دلوقتي بيفكر ان كل تصرفاتي كنت قصداها علشان اقرب منه
لتزفر بضيق
محاولة تهدئة نفسها و محاولة إقناع نفسها انه لم يحدث اي شئ و ان رعد سيسمعها بالتأكيد في يوم و سيصدقها و سيعلم جيدا انها مظلومة
كانت تعلم انها تخدع نفسها فلا يوجد أي شئ من ما قالته حقيقي و لكنها ستحاول و ستظل تحاول الا ان تجعله يسمعها و يعلم أنها مظلومة
أخذت تفكر و تفكر في خطة لجعل رعد يسمعها دون أن يغضب او يتركها و يرحل
_____________
عند رعد
كان يلوم نفسه علي كلامه معها ثم عاد بذاكرته الي ذالك اليوم الذي كان يتمني لو لم يأتي
فلاش باك
رعد : في ايه بقي يا ستي طلبتي نتقابل دلوقتي و بسرعة اوي كده
كان واضح للغاية عليها التوتر ثم عادت الي طبيعتها
حورية بهدوء : مبقاش ينفع يا رعد
رعد باستغراب : مبقاش ينفع ايه
حورية : احنا لازم نسيب بعض
رعد بصدمة : ايه
نظرت إليه حورية لثواني و لم ترد
رعد: حورية ده مقلب من المقالب بتاعتك صح
حورية : لا طبعا مش مقلب هو انا ههزر في حاجة زي دي
رعد : يبقي انت اكيد مضايقة علشان اتأخرت في اني اتقدملك بس خلاص هاجي اتقدملك قريب
حورية : رعد افهم انا خلاص هتجوز انا اسفة بس مش هقدر اكمل معاك
كان ينظر لها رعد بصدمة حقيقية ثم قال بلهجة حاول جعلها باردة قدر الإمكان
رعد ببرود: و يبقي مين ده بقي
حورية: كريم اخوك انا اسفه يا رعد
قالت ذالك و من ثم رحلت بسرعة دون النطق بكلمة زائدة اما هو فظل ينظر في اثرها بصدمة يحاول استيعاب كل شئ حدث تركته حبيبته التي كان يعشقها و ليس ذالك فقد بل ستتزوج و من أخيه لم يستطيع استيعاب ما حدث لقد كان مصدوم كليا
عاد الي بيته و هو مازال لا يصدق الموقف اخذ يتذكر جميع ذكرياتهم سويا قولها انها تحبه كثيرا و كل ذالك هل يعقل انه كان كذب جميع ذالك كان مجرد كذب
عاد بذكرياته الي الواقع ليبتسم بسخرية
رعد بسخرية من نفسه : ايه يا رعد نسيت كل اللي حصل نسيت انها اتخليت عنك بعد كل حبكوا ده نسيت كل حاجة بالسرعة دي للدراجادي لسه بتقدر تسيطر عليك
حاول التبرير لنفسه قائلا
رعد بضيق : لا لا انا منسيتش و مسمحتهاش و عمري ما هسامحها ابدا
قاطع شروده صوت جرس الباب
ليخرج من غرفته ذاهبا الي الباب ليفتحه ليجد
....: مبروك يا رعد
يتبع
رأيكم في الفصل ؟
ايه اللي حصل ما بين حورية و رعد ؟
نغم كانت بتكلم مين ؟
توقعاتكم للجاي؟
اتمني تفاعل حلو 🥺🥺

عندما يلعب القدر Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin