من التراث.

90 4 0
                                    

ذات نهار مشرق ، دخل المسافر الاندلسي مدينة يافا بعد سفر حوالي 363كم من مدينة قبرص .. توجه مباشرةً إلى أصحاب المحال للسؤال عن شخص يستأمنه على راحلته ريثما يقضي بقية يومه في البحث عن أجود أنواع الاقمشه والمنسوجات لأجل تجارته المعتاده.. (السلام عليكم.. اني ابحث عمن استأمنه على راحلتي) يسأل المسافر الاندلسي احد أصحاب المحال ثم استطرد قائلا( واتساءل إذا كان بأمكانك ذلك مقابل مبلغ سيعجبك). - كان من دواعي سروري فعل ذلك أيها المسافر ال..
- (الاندلسي).. أجاب المسافر الاندلسي
-أيها المسافر الاندلسي .. لكنِ أفضل أن تدع راحلتك عند شخص كل من في يافا يثق به أكثر من نفسه. - ومن يكون؟! -عبدالرحمن البصري.
توجه المسافر الاندلسي لـ عبدالرحمن البصري بعد أن شكر صاحب المحل وفي طريقه قرر أن يتوقف لتناول بعض البرتقال اللذيذ والذي تشتهر به يافا.
ريثما كان يتناول البرتقال بنهم كان يستمع لحديث 3رجال يجلسون بجانبه ..
قال الاول : لم ارى في حياتي مثله وزوجتي لها نفس الرأي
اجاب الاخر والبرتقال في فمه : زوجتك ؟ يافا بأكملها لها نفس الرأي!
قال الثالث :اتعلمون قبل يومين فقط وقعت في مصيبه كانت ستُذهب بحياتي ولولاه لوقعت.
فأجابه الاول : اعتدنا على نبله .. لف الفضول رأس المسافر لأندلسي لمعرفة و هوية هذا الشخص فتقدم نحوهم متسائلا عنه بعد ان اخبرهم انه ليس من هنا ..
اجابوه بصوت واحد : عبدالرحمن البصري !
لم يزد ذلك من المسافر الاندلسي الا حيره ورغبه في مقابلته بأسرع وقت ، كيف لرجل واحد فقط ان يحصل على هذا الكم من المدح بل وان ٣رجال اتفقوا عليه بنفس الوقت !

توجه مسرعاً للقاء عبدالرحمن البصري وكانت رغبته في معرفة سبب مديح الناس له أكثر من إئتمانه على راحلته.

وصل لبيته الذي قام صاحب المحل بوصفه له .. كان بيت صغير ،قام بطرق الباب فتح له شاب في العقد الثالث من عمره يرتدي ملابس متواضعه كـبيته .. بمَ اخدمك ؟ سأل عبدالرحمن البصري -المسافر الاندلسي بتوتر : ااا .. لدي راحله ونصحوني بأبقاءها لديك .. ان أمكن ؟
ابتسم عبدالرحمن البصري واشار للمسافر الاندلسي بالدخول ،احضر معه ورقه وكتب فيها التعهد بأمانته لراحلة المسافر الاندلسي .
فُوجئ المسافر الاندلسي واجابه : اا.. لم يكن هنالك داعٍ لذلك سيكون اتفاقنا مقابل مبلغ تطلبه ..
ابتسم عبدالرحمن البصري مره ثانيه ثم قال راحلتك لن تنقص من مساحة بيتي الصغير او تؤذيني بشيء فلمَ المال ؟ اما بخصوص التعهد فهو حقك ان كان اي ضرر سيحل براحلتك بأمكانك مطالبة حقك بواسطة هذا التعهد ان نكرت انا مسؤولية أئتمانها .
لم ينطق المسافر الاندلسي اي كلمه لبرهه
ثم قال اشكرك.. لم يكن مبالغه ما سمعت عنك.. كنت أود معرفة سبب مديح الناس بك قبل مجيئي لك وقد استطعت معرفته الان.
ابتسم عبدالرحمن البصري وأشاح بصره بعيداً عن المسافر الاندلسي ثم قال لا لم تعرف.. ثم اكمل : في الحقيقه انا لست من يافا، انا من مدينة نابلس ولأصدقك القول لم أكن انسان سوي كما يعتقد أهل مدينة يافا بأنني ولدتُ والاستقامة فيَّ.. كنت عباره عن لص ماهر وكنت أُلقب ب لص نابلس (كادت عينا المسافر الاندلسي أن تخرجا من مكانهما) .. مللت العيش في الظلام ومللت كرهي لنفسي وكره الناس لي فقررت أن أكون أمين نابلس بدلاً من لص نابلس لكن الناس لم يستطيعوا نسيان ماضيَّ ولم يستطيعوا أن ينسوني اياه.. انتقلت للعيش في يافا وحرصت أن لا أمس إي شيء ليس ملكي وجاهدت نفسي كثيراً فبدأ الناس يعترفون بأمانتي ومحبتهم لصدقي.. فأصبحت كما تسمع عني يمكنك الآن معرفة أن لاشيء يأتي بسهوله وانك لتغرس سمعتك الحسنه جيدا في قلوب الناس تحتاج لجهد وجهاد نفس كبيرين ... اعلم أيها المسافر الاندلسي أن خطأ واحد قمت بأصلاحه فساهم بتغييري وتعليمي الكثير.. وان امامي الكثير من الاخطاء اليوميه التي سأتعلم منها.. لم يستطع المسافر الاندلسي أن ينطق بكلمه الا بعد عدة دقائق.. ثم أخذ نفس عميق وقال : صدق الذي قال ليس هنالك احد تقابله صدفة كل شخص تقابله لديه درس سيعلمك اياه.

تم بحمدالله.

من التراثHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin