ام سلمة المخزومية زوجة ابو العباس السفاح

676 44 8
                                    

راقت لي عن كيد وغيرة النساء ☺
قصة خالد بن صفوان وزوجة السفاح
تزوَّج الخليفة العباسي أبو العباس السفاح أم سَلمة المخزومية القرشية واشترطَتْ عليه ألا يتزوَّج عليها ولا يتسرَّى بجارية ،  فدخل خالد بن صفوان على الخليفة أبي العباس السفاح فوجده خاليًا ، فقال:  يا أمير المؤمنين، إني  أر من هو في مثل منزلتك أقل استمتاعًا بالنساء، وقد ملكت على نفسك امرأة واحدة، واقتصرت عليها، فإن مَرِضَت مرضت، وإن غابت غبت، وإن غضبت حُرِمت.
وإنما التلذذ باستطراف الجواري، ومعرفة اختلاف أحوالهن، والاستمتاع بهن، فلو رأيت الطويلة البيضاء، والسمراء اللفاء. والصفراء الجزاء، والغنجة الكحلاء، ولو رأيت الغضة من ذوات الألسن العذبة، والقدود المهفهفة، مما يهب السعادة والمتعة ، فلما رأى خالد حلاوة هذا الحديث في نفس الخليفة تمادى فجعل يجيد في وصف حسن الجواري ...
فلما انتهى خالد من حديثه، قال له السفاح: ويحك يا خالد! فوالله ما سمعت كلامٌ أحسن مما سمعته الآن، فأعده على مسامعي، فأعاد خالد حديثه باسلوب  أجمل· ثم انصرف وبقي الخليفة مفكراً فيما سمع ...
فدخلت عليه زوجه أم سلمة فرأته دائم الفكر كثير السهو قليل النشاط ، فحاولت أن تعرف منه ماذا به ، وهو يتهرب، ولم تزل به حتى حدَّثها بخبر خالد بن صفوان.
فخرجَت من عنده غاضبة، وأرسلَتْ إلى خالد غلمانها ومعهم العُصِيّ، وأمَرَتْهم  أن ينهالوا عليه ضرباً على ألا يقتلوه·.
أما خالد فقد خرج من عند الخليفة وقد أيقن أن الخليفة أُعجب بهذا الحديث وأنه لا بد سوف يبعث له الهدايا ، وما لبث ان طُرق بابه ، وقال الطارق نحن من خدم قصر أمير المؤمنين، فأسرع خالد لهم فاتحاً مستقبلاً فرحيا  فإذا هم يستقبلونه بالضرب حتى أثخنوه!
و مكث خالد أيامًا في داره ورقد في فراشه يُطبب من آثار ذلك الضرب ، ثم ما لبث ان  ارسل له الخليفة يستدعيه  ، فهجم عليه حرس الخليفة ، و قالوا: أجب أمير المؤمنين! فأيقن بالهلكة، وركب معهم وهو بلا دم، فلما دخل عليه وسلم فرد عليه، سكنت نفسه بعض السكون، وأومأ إليه بالجلوس فجلس، ونظر خالد فإذا خلف ظهر السفاح باب عليه ستور قد أرخيت، وأحس بحركة خلفه، فعلم أنها زوجته، ثم قال الخليفة : يا خالد، لم أرك منذ أيام  وأنا أبعث لك، قال خالد: كنت مريضاٌ يا أمير المؤمنين! قال: ويحك! إنك وصفت لي في آخر مقابلة من أمر النساء ما أعجبني  فأعد القول عليّ·
قال خالد: نعم يا أمير المؤمنين، قلت لك إن العرب اشتقوا كلمة الضَّرّة من الضّرّ، وان ما من أحد تزوج من النساء أكثر من واحدة إلا كان في جهد وعناء· فقال الخليفة: ويحك! لم يكن هذا هو الحديث·قال: بلى، وأخبرك أن الثلاث من النساء كأثافي القدر تغلي عليهن، وأخبرتك أن الأربع من النساء شر مجموع لمن كن عنده، يهرمنه وينغصن عليه عيشه، ويشيبنه قبل حينه.
قال السفاح: ويلك! قال وقلت لك: عندك ريحانة قريش وهي ريحانة الرياحين، فلا ينبغي أن تطمح عينك الى حرائر النساء ولا غيرهن من الإماء!
فاستبد الغضب بالسفاح، فإذا صوت أم سلمة من وراء الستر تضحك وهي تقول: صدقت والله وبررت يا عماه، بهذا حَدثت أمير المؤمنين ولكنه بدّل وغير ونسي ونطق عن لسانك!
وعندئذ فهم السفاح الموقف فقال له وهو يضحك أخزاك الله وفعل بك وفعل··!
وانصرف خالد الى بيته فإذا خدم أم سلمة يدركونه ومعهم عشرة آلاف درهم و الهدايا النفيسة ...

نساء في التاريخWhere stories live. Discover now