القصه الاولى 1

2.3K 18 2
                                    

قصة من عبق الدعاء 1

القيوم في السماء ملبده ، حتى صار الليل معتم اكثر من قبل  بدأت تلك الامطار تتساقط قطره قطره ، كأن ذاك السحاب الداكن ينذرنا ويقول

_استعدوا  ايها الناس  ها انا ذا  احمل في حوزتي ما يكفي لاغراقكم بالامطار والمياه .

علي الاقل حذّرتنا تلك القيوم ولم تأتي تلك الامطار مفاجئه لنا .

لكن  أنا   ، من حذّرني ؟ من جاء ونبهني واضاء النور امامي !

تلك الليله أبغض الليالي واقبحها بالنسبه لي ،  تساقطت الامطار بغزاره و ايضا دموعي تنزل كالسيول المندفعه القويه ،
من جبل شديد الانحدار  علي وجنتاي وقلبي يعتصره الالم ،  حتى احسست بخنقه في صدري وعجزت لولهه عن التنفس .
       
جلست علي الارض المقبره ويدي تملئها التراب وراسي قارب التلامس مع صدري .

اخذت ابكي بصوت مخنوق متألم، لكن صوت الرعد غطى صوت بكائي .

بدأت افكر  ، لماذا ؟  لما يحصل لي هذا ؟  كيف  أنحل واصبح رخيصه ؟

  كيف لي أن أتّعرى واحوم حول السفله من القوم بكؤوس تملئها الخمر  ، وسط ضجيج لاعبي القمار  ، وضحكات الزانيات امامي تجلجل في اذني

لا ، ليس انا  ، لست من يفعل ذلك .

كيف اقابل ربي بعد موتي و بعد ان ـ  قضيت سنيني احافظ علي صلواتي   واجمع حسناتي جمعا لكي ارضي ربي .

بعد حديثي مع نفسي  تذكرت انه لا يوجد خيار لي سوى فعل ذلك ، بتهديد من ذلك الشخص والويل ان لم افعل ما يطلبه مني من المنكر ، إما ان اخسر من احب في حياتي ، واما ان يباع صور لجسدي العاري لملايين السفله من القوم .

ماذا افعل ؟ ساعدني يا ربي ، والطف بي يا رحيم

لم اتوقع  لي هذا قط  ولم يخطر ببالي ان يفعل بي هذا وبالاخص من هذا  الشخص بالتحديد

كيف وصلت الامور لما هي عليه الان ؟

من هنا بدأت القصه  ، قصتي !

حينها كنت ابلغ الثانيه عشر  ، في ذاك الوقت كنت سعيده ايما سعاده وانا برفقه امي وابي واخي الصغير الذي كان لا يزال رضيعا يحبو .

استأجر ابي سياره لرحله وعدني بها عندما اتفوق في دراسي ، سرنا علي الطريق المتعرج والفرحه والسرور يملائان قلبي  ، وفجأه دون تنبيه مسبق  وجدت ابي لا يستطيع ان  يتحكم في السياره .

دب الخوف والرعب قلوبنا،  بمحاوله يائسه منه وامي تهدئتي ، وايقاف السياره .
دون جدوى فالموت اراد ان يأخذهم مني .

استضمت تلك السياره بحائط ، قُذفت الي البعيد إثر الاصطدام ، وأبعدت عن السياره بضعه امتار .

أحبتي لا يزالون هناك ، ما يزالون داخل السياره ، بدأت  اصرخ وابكي وانظر الي السياره بعيون ترجو وتترقب من بعيد

وظللت اترقب خروج احد منها أو حتى سماع بكاء اخي الصغير الذي  لطالمه يزعجني في الليل بصوته ، لكن الان اترقب بشغف سماعه .

الصمت عمى المكان ما عدا صوتي الذي اصبح يتعالى .
لم اشعر بالالم حينها بالرغم من الكسور التي اصابت كل انش من جسدي .

لقد كان الم قلبي اشد واعمق من ألمي الذي يعلو بدني .

ظللت هكذا حتى جاء المنقذون ، لم استطع رؤيه شئ من جسمانهم ، لم يتركوني افعل .

حملوني برفق علي نقاله وبكل خطوه كانو يخطونها كنت اتألم ، لم يتحمل جسدي الصغير كل ذلك الالم فأغمى علي .

عندما استيقظت لم ارى شئ في جسدي سوى اللفافات التي تعلوه

لم يكن بوسعي الاستعانه او مناده اي شخص ،فانا هنا وحيده ليس لي في هذا العالم غير امي وابي واخي ، الذين ذهبوا وتركوني وحدي .

تذكرت ما حل بي وما حصل لهم فبدأت بالصراخ والبكاء بشده حتى جعلت كل من في المشفى يسمع نحيبي .
  
اجتمع الناس حول الغرفه في محاوله تهدئتي ومواساتي دون جدوى حتي اصابني التعب ونال مني فاستسلمت للنوم .

احسست بيد تلامس رأسي برفق وتربت عليه لمحاوله ايقاظي .
استيقظت مفزوعه وعيناي تبحثان عن من يفعل ذلك  ، كنت اظن ان امي من كانت توقظي  هذه طريقتها  ،  خاب ظني هذه المره ، وامتلئت عيناي مجددا بالدموع واجهشت بالبكاء .

قامت هذه الفتاه باحتضاني واخذت تربت برفق لكي لا تلامس جروح جسدي

أخذت تقول لي .

_ لا تقلقي يا اسيل فانا بقربك ، ارجوكِ توقفي عن البكاء .

نظرت الي عيناي وارتسمت علي شفتيها ابتسامه حانيه ممزوجه بالاسى علي وتابعت

_اترقبين ان تحزني ابويكِ واخيكِ الصغير ببكاءكِ هذا  ؟
   هم  الان في مكان اجمل من هنا ينظران اليكِ الان من بعيد ، أترضين مضايقتهما بما تفعلين

نظرت اليها وعيناي ممتلئتان بالتساؤلات والدموع اخذت مجراها الذي اعتادته

توقف عقلي حينها عن التفكير وشعرت حقا انهم يراقبونني وانهم هناك بخير .

بعد مده من هذا الصراع بيني وبين تقبل فراقهم ، دخل علي شاب الغرفه يبلغ حوالي السابعه عشر من عمره .

قصص متنوعه 2Where stories live. Discover now