١

969 30 1
                                    

صوت رنين الهاتف يعلو في ارجاء الغرفه وعندما يتوقف لثوان يعود ليرن مجددا تضن انها تسمعه في حلمها
حتى شعرت بثقل يستقر على صدرها
فتحت عينيها بانزعاج وهي تنضر لهذا الثقل الذي جعل انفاسها تضيق ازاحت ذراع خطيبها الثقيله بصعوبه واخذت الهاتف وهي تنظر الى الشاشه بعيون ناعسه تنهدت بملل وهي تغادر السرير وترتدي معطفها  لتتجه خارجا نحو الشرفه
لفحت وجهها الرياح الشتويه الباردة
وضعت الهاتف على اذنها وهي تقول بانزعاج
_انها السابعه بحق السماء امي
سمعت ضحكات امها على الطرف الاخر وهي تقول
_وانا اشتقت اليك ايضا" عزيزتي
_انا اسفه امي لقد استيقظت للتو ومزاجي معكر بعض الشيئ
قالت معتذرة لتجيبها امها
_لاعليكِ صغيرتي، اذن متى ستأتين
عقدت ارورا حاجبيها باستفهام
_ماذا تعنين
فاجابت امها بانزعاج واضح
_لاتقولي لي انكِ نسيتي مااتفقنا عليه
اغمضت ارورا عينيها وهي تقول
_اوووه لقد تذكرت
تنهدت امها بارتياح وهي تجيب
_ستأتي سيارتنا لتقلك بعد ساعه من الان
_حسنا امي
اطفأت الهاتف وركضت للداخل وقامت باخراج حقييه صغيره وهي تضع بها الثياب بفوضويه استيقظ نيكولاس على صوت الضجيج الذي تحدثه ارورا فقال بصوت ناعس وهو يفتح عين واحدة والاخرى لم يفارقها النعاس بعد
_حبيبتي مالذي تفعلينه
قالت وهي لاتزال تضع اشيائها في الحقيبه
_اليوم ذكري زواج والداي ووعدت امي ان اذهب للمنزل لأعتني باخوتي في غيابها
فهما يريدان ان يقضيا الليله باكملها على انفراد
فرك نيكولاس عينه الاخرى فاقتربت منه ارورا وطبعت قبله سريعه على شفتيه واتجهت للحمام ليقول
_لما لايضعان مربية تعتني بهم
فقالت بصوت عالي بينما تأخذ دوش
_انهما لايثقان باحد كما ان امي تريدني ان اقضي المزيد من الوقت مع اخوتي
فانا لم التقي بهم منذ سنتين
نهض من مكانه ودخل الحمام اقترب من ارورا وعانقها من الخلف تحت الدوش وقال بقرب اذنها
_هل ستمضين ليله كامله بدوني؟
استدارت لتحاوط رقبته بذراعيها وهي تقول
_ليله واحدة فقط وبعدها ستكون كل الليالي لنا
طبع قبله عميقه على شفتيها
لتبتعد عنه سريعا وهي تقول
_يجب ان افطر سريعا فالسيارة ستأتي بعد ساعه
ليجيبها نيكولاس بذهول
_سيارة؟
السائق الخاص بعائلتنا فهم لايسمحون لاحد ان يخرج بدون ان يوصله السائق بنفسه كما انه في بعض الاحيان يرافقنا حارس شخصي
ضحك نيكولاس ضنا" منه انها تمزح
لكنها نظرت له بجديه ليقول باستغراب
_لما كل هذا
لفت ارورا المنشفه على جسدها وخرجت من الحمام ليتبعها نيكولاس وهو يلف المنشفه حول خصره
فقالت وهي تجلس امام المرآة وتجفف شعرها
_بسبب مكانه ابي الاجتماعيه وثروته فهو يتعرض للكثير من التهديدات كما ان لديه اعداء كثيرين لذا فالحراسه علينا مشددة من اجل حمايتنا
اقترب منها وانحنى بجسده ليعانقها من الخلف ويقبل رقبتها وهو يقول.
_لم اكن اظن اني اواعد ابنه شخصا مهما
كما ان فضولي قد زاد لأتعرف على عائلتك
وقفت امامه وهي تقول
_سيأتي هذا اليوم انا اعدك هيا تعال معي لنحضر الفطور امسكت بيده وهي تسحبه للمطبخ....... َ
اعطت حقيبتها للسائق وعانقت نيكولاس  وهي تهمس قرب اذنه
_اتصل بي حسنا؟
ابتسم وهو يقول
_سأفعل
ابتعدت عنه ودخلت للسيارة لتنطلق مبتعدة
وصلو بعد خمس ساعات حيث  توقفت السيارة عدة مرات بسبب زحمة السير
نزلت ارورا من السيارة وحدقت لمنزل عائلتها الفخم المحاط بالسياج والثلوج تغطي الارضيه فُتحت الباب الخارجية لتدخل وتجد امها وابيها واخوتها في استقبالها ف ابتسمت بسعاده ورمت نفسها في احضان امها وهي تعانقها بشوق
ربت ابيها على ضهرها ف ابتعدت عن امها وعانقته فقالت امها بعيون دامعه
_لقد اشتقنا اليكِ كثيرا
انحنت ارورا لتعانق شيقيقتها ذات الاربعه اعوام ثم عانقت شقيقيها التوأم المتبناه
نظرت للباب  ترتقب خروج شخص اخر
فقال والدها وقد عرف عن من تبحث
_تشاد في غرفته قال بانه سيخرج ليرحب بكِ لكن
قاطعته ارورا قائله
_لاعليك ابي
امسكتها امها من ذراعها وهي تدخلها وتقول.
_هيا بنا لندخل سنتجمد هنا
بينما كانت امها واقفه تعد الطعام
نظرت ارورا حولها وهي تقول
_لقد غيرتم الديكور
_هل اعجبك
ابتسمت ارورا قائله
_كثيرا"
في هذه الاثناء شعرت ارورا بشيئ يعانق قدمها فنظرت لتجد ستيسي متعلقه بقدمها وتقول بطفوليه
_ارورا هل تلعبين معنا
انحنت ارورا وهي تقول
_حسنا لكن ماهي اللعبه
_لعبه المطاردة عليك ان تركضين خلفنا واذا مسكتي احد منا سيركض هو خلفنا
ابتسمت ارورا وهي تقول
_هيا اركضي بسرعه قبل ان امسكك
صرخت ستيسي واخذت تجري لتركض خلفها ارورا وكذلك كانت تلحق بالتؤم جين وسامي الذين كانوا يبلغون من العمر تسع سنوات حيث كانوا يقفزون على الاريكه
ثم انتشرو بعيدا في المنزل الواسع
وقفت تلتقط انفاسها فنظرت الى الغرفه بجانبها حيث كان مكتوب عليها لافته
ممنوع الدخول انها غرفه تشاد
اخيها البالغ من العمر ١٧ عاما لم يتغير ابدا
طرقت الباب ولم يكن هناَك رد فاستجمعت شجاعتها لتدخل.. كان يضع السماعات  ويبدو مندمجا بالموسيقى التي يسمعها حيث يحرَك  رأسه ويدندن  حتى انها ظنت انه لم ينتبه لوجودها فنظرت اليه وقالت بحزن
_لقد اشتقت اليك، واعرف انك اشتقت الي ايضا لكنك تكابر بسبب انزعاجك مني
بقيت واقفه تنتظر ان يلاحظ وجودها
لكنها يأست سريعا وغادرت غرفته
وما ان غادرت حتى خلع تشاد السماعات
ونظر الى الباب بملامح يعتريها الحزن...

غرباء في المنزلWhere stories live. Discover now