ما أن رأتني حتى وضعت الكوب على المنضضة لتنهض مكوبتا وجي و هي تتفحصه قائلة "صغيري هل انت بخير؟ ارجوك أخبرني!! -قبلة على الخد- أجلس هيا ما تزال حرارتك مرتفعة."

اجلستني على السرير برفق و انا أقشعر من البرد لتحضر كوب البابونج و تطلب مني ان أشربه.

قبلت بعد أن أصرت لأشربه بتقزز تحت اصرارها حتى فرغ الكوب.

أخذته مني و قبلت جبيني لتمددني بلطف و تغطيني جيدا ثم تخرج من الغرفة بهدوء.

شعرت براحة شديدة بعد أن رحلت فأغمضت عيناي بإسترخاء مسافرا إلى عالم أحلامي.

بعد مدة إستيقظت منزعجا من ألم مفاجئ في بطني فتحت عيناي بنعاس لألمح وجه والدي القريب و هو يتحسس وجهي بيديه الخشنة و يهمس مع والدتي بكلمات غير مفهومة.

سرعان ما انيت بألم عندما شممت رائحة والدي التي لم تخفف عني على غير العادة.

"صغيري؟؟هل انت بخير؟ كيف تشعر؟"سألت أمي و هي تخلخل أصابعها بين خصلات شعري برقة بعد ان إنتبهت إلى انني فتحت عيناي.

أنيت متألما من ألم بطني الذي يشتد لأنفي قائلا "-شهقة- أشعر و كأن جسدي -شهقة- يتمزق من الألم-ببكاء-"

رأيت والداي ينظران إلى بعضهما بقلق ليقترب والدي محتضنا إياي بخوف قائلا "يبدو ان نزوتك قد عادت و لكنها مبكرة بخمسة أيام اليس كذالك؟"

انيت بين يديه بسبب رائحته التي أصبحت أقوى لأومئ برأسي لتنزل دموعي بلا إنذار على وجنتاي لتقترب أمي ماسحتا إياها و هي تربت على كتفي برقة.

"يا له من حضن عائلي لطيف."قال مارك و هو يستند على الباب بلا مبلاة.

لم يعطه والداي أي إهتمام ليكمل بنبرته الباردة " هل عادت تلك اللعنة؟

يا له من حظ جميل هيا نقدمه إلى ضيفنا كحسن ضيافة و هكذا ...."

"أغلق فمك و إخرج من هنا قبل ان اقدمك انا إليه." قاطعه والدي مهددا إياه بزمجرة فأخذت أرتجف لاهثا بين يداه من فرمونات الغضب التي إشتممتها تفرز من جسده.

أبعدتني والدتي عن حضنه و ضمتني إلى صدرها و هي تمسح على ظهري برقة لأشعر بتلك الدموع تتفجر مجددا و بجسدي يحترق بشدة ليرتفع صوت بكائي أكثر.

فجأة شعرت بها تبعدني عن صدرها لتمددني على السرير برقة.

أمسكني والدي بقوة كي يوقفني عن التلوي من الألم و ها هي أمي تعود لترفع طرف كنزتي و تغرز حقنة المثبطات ببطني لأصرخ متألما من ذلك السائل الذي أخذ يحرقني من الداخل كأسيد كيميائي ينتشر في مجاري دمائي.

رفيقي الفريدWhere stories live. Discover now