الفصل التاسع...

17.2K 653 29
                                    

الفصل التاسع
روايه/العشق المحرم...
بقلم/أسما السيد
____________
(بعدك انت..لا أرض ولا وطن)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جووود بحنيه...
بعدما استفاقت بعد ساعه.
ومازال منظرها الحزين يخيم علي وجهها..
مسح علي وجهها بحب
وتنهد قائلا..
مالك ياقلب جوود..
فيكي ايه بس.. 
لم تستطع الكلام وارتجفت بين يديه
وانفجرت بالبكاء الحااد...  وهي
بين أحضانه وقلبه يتقطع عليها...
أتبكي... وهو معها... لا والله ماعاش من ابكاها...
رفع رأسها قائلا... بجديه...
ديالا... ياقلب جوود... قوليلي حد زعلك..
حد ضايقك.
هزت راسها بالنفي...
ولم تتكلم...
تنهد وقال طب اهدي بقي
وفهميني مالك...
وعاوزه ايه وانا انفذهولك...
بس مش عاوز أشوفك بتبكي...
عيونك الجميله متخلقتش للبكا...
كلماته المعسوله تدخلها بعالم وردي
جميل خلق لها فقط...
تتمني لو بقيت عمرها بأكمله بين ذراعيه...
لاحظ انها لم تعد تبكي...
فاستفام معتدلا.. علي الفراش.
واجلسها علي فخذيه...
فاقتربت منه..  وحاوطت بيديها الهزيلتين.
وسطه...
وقالت... بهدوء... خليني كدا...
ضحك بهدوء... وقال... بمشاعر ثائره...
بعثرتها هي بعفويتها...
ديالا ياأحلي ديالا في الكون كله...
انتي كده بتلعبي بالنار...
وانتي بس اللي هتنحرقي بيها...
هزت كتفيها بلامبالاه..
هي من الاساس لا تعي مغزي كلماته..
وقالت... مدام في حضنك..
مش بخاف من حاجه..
خليني كدا جمبك...
انت هتحميني...
كلماتها البريئه أشعلت حواسه...
اه... حارقه ظفرها ببطء..
ولكنه تمالك نفسه وسألها..
ديالا... ياقلبي... كنتي بتعيطي ليه...
رفعت رأسها وقالت...
عشان عاوزه اروح عند بابا الشيخ سلمان..
وماما سهير...
وعبست بحزن..
فعلم انهم أخبروها..
فسألها..قائلا...
انتي عرفتي اللي حصل..
اومات وقالت..ميار قالتلي...
ونظرت له ببراءه قائله...
هتوديني..
ضحك.. وقال...
هوديكي ياقلبي...
بس مفيش بيات هناك...
هجيلك بعد صلاه العشا....
مفهوم...
فرحت واحتضنته قائله...
مفهوم مفهوم...
أصلا مش هعرف انام بعيد عنك..
وبسرعه تركته قائله..
هقوم البس بقي...
وذهبت مسرعه...لغرفتها ترتدي ثيابها...
اما هو نظر لها بعشق قائلاً..
ربنا يصبرني عليكي ياديالا..
وعلي عشقك اللي بقي ماليني.
.ومش قادر أخبيه...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد شهر من جلسات الطبيب النفسي
والعلاج الطبيعي...
حالته أصبحت أحسن نوعا ما..
وبات يمشي طبيعي شيئا فشيئا..
أصر هو أن يستأجر له بيتا بجوار بيتها...
فهو ان كان قد مكث كل ذلك الوقت
ببيتها فهو كان مريضا
وفي دينهم ليس علي المريض حرج...
كان يستطيع أن يذهب لمدينته ويتركها
ولكنه اصر ان يبقي بجانبها اطول فتره ممكنه...
لقد راسل أيهم واخبره في عجاله عن موقعه وطلب منه ارسال المال له وأن يطمئن عائلته انه هو وأخته بخير..
وأنهم سيعودون قريبا لم يشأ ان يخبرهم ماذا حدث ويقلقهم الان..
فأرسل له
ايهم الفيزا الخاصه به..
ولكنه لم يستطع ان يشرح له شيئا...
ومن يومها استأجر ذلك البيت الذي يجاور بيتها وتطل شرفتها علي شرفته...
فيبقوا طوال الليل يتحدثون علي الواتس اب..
يكتب لها وترد عليه..
كما استعان بفريق بحث أصحابه اصدقاء له
في البحث عن أخته..
قلبه يتقطع عليها وعلي ما صابها وليس بيديه حيله..
اما هوو..
كل يوم يمر عليهم يعشقها
اكثر ويتعلق بها اكثر
الي الان سألته ألاف المرات من هو وماذا حدث له وهو يتهرب منها...
لا يريد ان ينتهي كل شئ سريعا..
هو اناني وهو يعلم...
ولكنه يصبر نفسه انها اياما قليله..
قليله جدا وسيتركها الي الابد...
ولكن لم ولن يأخذ مكانها احد بقلبه...
ستبقي هي وفقط بقلبه والي الابد..
فهذا القلب كتب علي جدارنه
سالبينا وفقط..
وابتلي  هو بعشقها..
هي وفقط...
(العشق المحرم؛أسما السيد)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
يقف بشرفته متأففا فهي لم تخرج للان...
بعث لها رساله انه هنا بالشرفه ينتظرها..
كانت تقف امام المرأه بالحمام تتألم وتبكي...
يبدو ان موعد ولادتها قد حان...
تريد الصراخ ولكنها تكتمها....
فلا احد معها الان...
دموعها تسيل بغزاره
وشعرها التصق بوجهها من  تعرقها...
سمعت صوت هاتفها يرن.
..فخرجت تستند..
علي الحائط..
تامل ان تكون ناديه
فلقد خرجت بزياره لاقارب لها ولم تعد...
وصلت اخيرا لهاتفها ووجدته هو...
يحيي..
تذكرت امره...
من المؤكد انه ينتظرها كعادتهم..
لم تشأ ان تفزعه عليها..
ولكن لا مفر يجب ان يلحقها احد...
شعرت بسائل يتدفق بين فخذيها فصرخت بقهر..
قائله بصراخ...
يحيي..
كان قد يأس من ان  ترد علي رسالته
ودب القلق قلبه...
سيارتها بالخارج
وهو راي ناديه تخرج منذ ساعه..
فرن عليها كثيرا.. علها نائمه
فتنتبه...
ولكن لا رد ايضا....
عاود الرن ولكن صرختها الآتيه من الداخل...
جعلته ينتفض ويسقط الهاتف...
وجد نفسه يقفز من شرفته لشرفتها
برشاقه..
فسخ باب الشرفه
ودخل يبحث عنها...
وجدها اخيرا في غرفتها وتنحني للاسفل بضعف والدماء تحاوطها من كل جانب...
فزع من المنظر وتذكر منظر اخته ديالا
وهي تسقط من الطائره..
وتداخل الامر عليه....
ووضع يده علي رأسه
يصارع شيئا ما...
ولكنه فاق علي همسها باسمه
ان ينقذها وينقذ جنينها...
سالبينا بضعف..يحيي..
الحقني..همووت...
أرجوك..
ابني يايحيي..
واغمضت عينيها مستسلمه لدوارها...
فجأه وجد صوته يخرج اخيرا صارخا
باسمها ولاول مره...
منذ شهوور
سااالبينا.....!
وجد مئزرهاهلي الفراش سحبه بسرعه..
وغطاها به...
وحملها بصعوبه من وجع قدميه ويديه..
واتجه بها لسيارتها.
.ووضعها بالخلف ودموعه تسير بغزاره مرددا...
سالبينا...حبيبتي...
متسبينيش انتي كمان...
مش هقدر والعذرا..
ماهقدر...
اااه..
اتجه لمقعد القياده...
وساق بسرعه..
الا ان وصل للمشفي التي تعمل بها...
حملها وصرخ بهم ان ينقذوها...
عرفه الجميع لتردده الدائم علي المشفي...
وصدمو من منظر طبيبتهم
ولكنهم بسرعه ادخلوها لغرفه الولاده...
وأخضعوها لولاده قيصريه في الحال..
كان يقف بالخارج يثور ويجول...
قلبه يتألم بشده وعينيه تصارع دموعها ان تخرج للعلن...
لمح ناديه آتيه من بعيد بعدما
هاتفها واخبرها بماحدث..وآمرها ان تأتي بثياب لسالبينا والطفل..
اقتربت ناديه منه وتسأله ماحدث..
بلهفه..فهي تركتها بخير..
فوجئت به يرد عليها..
قائلا لها.. ماحدث..
صدمت وقالت بفرحه...
يحيي يابني انت اتكلمت...
الف حمد وشكر ليك يارب..
دي سالبينا هتفرح أوي...
اظاهر ان فرحتنا انهاردا فرحتين... 
ومع فرحتها بعوده صوته.. سمعوا صوت الصغير الباكي وكانه يشاركهم فرحتهم تلك..
هللت قائله...
الف حمد وشكر ليك يارب..
شعر بروحه ردت له اخيرا مع سماع الطبيبه
تطمئنه عليها وعلي طفلها...
ثواني وخرجت الممرضه وبيديها طفلها...
واقتربت تعطيه له ظنا منها انه والده..
وكم تمني ان يكون ابنه هو...منها...
من عشقها وتغلغل عشقها بداخله
أخذه منها بهدوء ورعشه من منظره البرئ..
اه كم يشبه معشوقته...
بكي وضحك... ورفع يده وتحسس بشرته الناعمه بهدوء...
احس برعشه سرت بقلبه ففتح الطفل عينيه
ونظر له..
فضحك وقال...حتي لون عيونك تشبهها..
تحسس بيديه يده الرقيقه
فقبض الطفل علي اصبعه...
وكأنه يؤكد ذلك الرابط الذي يجمعهم...
اقتربت منه ناديه تخبره...
يالا يايحيي يابني اذنله في ودانه...
هنا تلبك ولم يعرف كيف يرد...
هو يعلم تلك العاده فلقد..
شاهد خالد وهو يؤذن بأذن صغيرتيه..
وكذلك فعل أيهم بابنه ساجد..
ولكنهم وضعهم يختلف عنه...
كيف سيخبرها الان انه لا يستطيع...
تنهد وقال. في نفسه..
..ياارب...ساعدني..
ولكن عادت ناديه تحسه علي فعلها...
فتردد ولكنه
أقنع نفسه...
أن لابأس سيفعلها من أجل الصغير
وفعلها...
بدأ بترديد الاذان بأذنه..
والطفل منتبها له..
.انتهي.
سيسأل فيما بعد هل ما فعله جائز ام لا...
ولكنه لاينكر تلك الراحه
التي شعر بها وهو يردده...
تلك الراحه التي يشعر بها تشبه راحته
وهو يسمع القرأن الكريم..
عاد من شروده
مذكرا نفسه بانه قد حان وقت الفراق..
سيطمأن عليهم...
سيودعها ويرحل الي الابد...
محتفظا في داخل قلبه
بذكرياتهم الجميله معا...
سيرحل بعدما يطمئن عليها...
ويذهب من حيث أتي...
سيترك لها رساله علي هاتفها
تقرأها حينما تعود للمنزل...
لن يستطيع ان يبقي أكثر من ذلك...
يجب عليه ان يبحث عن أخته...
فقلبه يتقطع عليها...
يجب عليه ان يتأكد ان كانت
ودعت الدنيا اما مازالت علي قيد الحياه...
وضع الطفل..
بسريره بجانبها وجلست ناديه بجانبها...
بدأت تفيق رويدا رويدا
ونظرت له وسألته عن طفلها...
بتوهان..
فردت ناديه تطمأنها.. انه.. بخير..
اما هو بقي ينظر لها ولملامحها يحفرها بداخل قلبه...
الي الابد...
خرجت...ناديه تأتي بشئ..
واقترب هو منها وجلس القرفصاء بجانبها وامسك يديها قائلا...
سالبينا...
سالبينه قلبي وروحي...
فنظرت له بتوهان...
قائله 
يحيي انت اتكلمت..!
أومأ برأسه.. مستحملتش أشوفك بتتوجعي فلقيت نفسي بصرخ..
أنقذتي حياتي ورجعتيلي صوتي..
عارفه..نظرت له بتساؤل..
فأكمل ودموعه أغرقت وجهه..
كان نفسي أصرخ وأقول اني بعشقك
..وبعشق كل حاجه فيكي...
بس للاسف مينفعش
...بكي وبكي وسقطت..
دموعه علي يديها...
فأحست بها ورفعت يديها تمسح دموعه
قائله...
يحيي متبكيش...
كانت أتت ناديه
ووقفت تستمع لحديثه بذهوول...
مينا...
مش يحيي...سألتيني كتير
تعرف ايه عن نفسك...
وأسكت.. ومردش...
انهاردا بقولك ياعمري..
انا مش يحيي انا مينا...
مينا مايكل..
مسيحي ابا عن جد...
شهقت ناديه ووضعت يدها علي فمها
تكتمها كي يكمل..
وبالفعل اكمل باكيا...
انا عارف اني عشقي ليكي حراام بس انا عشقتك..
دوبت في هووواكي..
انتي دونا عن بقيه البشر..
يمكن عشان وقفتي جنبي..
.وعملتي معايا اللي انا متأكد ان حتي
امي وابويا مكنوش يقدرو  يعملوه...
مش عارف...
بس اللي اعرفه ان لا ديني ولا دينك
يسمحلنا نكون مع بعض...
وعشان كدا هبعد عنك..
وانا مطمن ان يحييي الصغير
هيملي حياتك من بعدي...
سامحيني ياسالبينا...
اني كنت أناني ومقولتش...
بس وحيات يحيي الصغير سامحيني..
سامحيني وادعيلي ربنا يقدرني وأعرف أعيش حياتي من بعدك
سالبينا..بوجع بعد افاقت قليلا..
أمسكت يديه..بضعف..
فدفن نفسه بيدها..باكيا كالاطفال..
فقالت..
متمشيش..
خليك جنبي..
يحيي ومازال علي وضعه..
ياريت ينفع وانا أفضل العمر كله جنبك وبين أيديكي..
قربي منك ذنب كبير..
ذنب ليا ومعصيه ليكي..
فاجأته بسؤالها..
ليه مقولتليش..ليه خبيت عني؟
يحيي..كنت خايف..
أيوا خايف..خفت من الفراق والوجع..
وانا قلبي مكنش هيتحمل..
كنت عاوز املي عيني منك كتير عشان يصبروني.
في ليالي الشوق والوحده..
كل ما أقول ان خلاص الوقت انتهي..
ولازم أرحل..
ألقيني بقول لنفسي استني شويه..
لحد ماقررت اطمن عليكي..
وأشوف يحيي الصغير..
وبعدين أبعد..وللابد..
سالبينا..هشوفك تاني؟
مينا..بنحيب أقترب غارسا نفسه بأحضانها..
فأحاطته بيديها الضعيفه..
تبكي ويبكي..
انها لحظه الحقيقه المؤلمه..
والفراق الحتمي..

يحيي بقهر..وحزن العالم بصوته..

خلي بالك من نفسك...
ياقلب مينا...
ومن يحيي الصغير..

ونهض مقبلا جبينها...
قائلا...
الرب يحميكي...ويحمي ابنك....
فنزلت دموعها بغزاره...
داعيه الله لها وله بصلاح الحال..
وأن يلهمها الله الصبر والسلوان علي ما انتابها..
لطالما كانت المعادله معها غير مكتمله..
ولكنها استغفرت الله..
ونظرت لوليدها بنظره أمل..جديده..
هناك دائما بقلب الظلام شعاع نور آتيا من بعيد..
صحيح بعيد ولكنه موجود..
فيحيي أملها الوحيد..
ابنها ووليدها..
ضحكت وبكت..
قائله من بين مشاعرها المتداخله..
يااارب
اما هو حينما خرج..
وجد ناديه تنظر له بحزن...
فبكي بقهر ففتحت له ذراعيها
بحب فهي لطالما اعتبرته كابنها..
بكي بقهر وحزن بأحضانها...
فربتت عليه..
قائله...
ليه يابني...تعذب نفسك.. كدا...
ليه سكت...يابني...
ردد باكيا..
حبيتها والله حبيتها...
بس مينفعش 
أرجوكي خليها تسامحني...
هبقي اتصل بيكي دايما اطمن عليها...
أرجوكي متسيبهاش..
سالبينا امانتك...
وأي حاجه تحتاجوها..اتصلي بيا علطول....
أرجوكي...
اومأت وقالت...بحسم...
لا...انت هتبعد عنها دلوقت وتخرج من حياتها....
ودا لمصلحتك ولمصلحتها...
وانتهي الموضوع...
بلاش يابني...
العشق دا مكتوب عليه الخراب وبس...
هياخد في سكته كتير...
ابعد يابني...ربنا يوفقك بحياتك...
وانساها..
وقد كان...
رحل تاركا قلبه بين يديها... والي الابد..
 

   بعدما استدار ناظرا لها للمره الاخيره..فوجدها   تحتضن وليدها بحب..
فتبسم قائلا..
الرب يحميكي ويقدرني علي نسيانك..
ياوجعي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا عشقا..بات يؤلمني..ويؤرقني..
ياقلبا علي الفراق...يحملني..
ضائع انا..لا أرض..ولا وطن..
راحلا..أجبر قلبي علي الهجر..
سأبكيك ياعمري يوميا مع برزخ الفجر..
أبكي حنانا..وصدرا دافئا..
غمرني يومني..وريحني..
أتدري..ان البعد محرقه..
يحرق روحي..
وحروق الروح ياعمري..
لا تلتأم
#مينا
#أسما السيد
#zezenya

العشق المحرمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن