الفصل الثاني

23.5K 700 32
                                    

الفصل الثاني...
روايه /العشق المحرم..
بقلم /أسما السيد...
🌺🌺🌺🌺🌺
(سلام عليكي ان بقيت وان رحلت)
ــــــــــــــــــــــــــــ
تجلس وحيده كعادتها
منذ ان انتقلت لهذه المدينه الساحليه البعيده والقريبه من الصحراء نوعا ما..
مدينه متطرفه ولكنها
رحبت بهذه المدينه  واحبتها..
لبعدها عن البشر...
حيث الوحده والهدوء

هذا كل ماتريده بعد أن فقدت زوجها بحادث سير نجت هي منه بأعجوبه...
كان وحيدا.. لا تعلم عنه الكثير تعرفت عليه وأحبته.. بشده
كان يدرس معها الطب..
تعرفت عليه حينما كان يسبقها بعامين فقط...
تخرج قبلها وكون نفسه وتزوج بها
هي أيضا لم يكن لها سوا
جدتها لوالدتها التي ماتت
بعد زواجها بشهر هي أيضا
كانت مغتربه تدرس بالقاهره..
فهي من الاسكندريه وزوجها كان من الشرقيه..
ولكنها تعلم القاهره شبرا شبرا فهي قبل وفاه والديها كانت تعيش معهم بها..
ولكن زوجها كان طموح...
وللسانه الطيب وحلو كلامه كان طبيبا محبوبا...
تزوجو.. وبعد زواجها بشهر توفت جدتها وتركت لها ورثا كبيرا  ..
غير الذي تملكه من والديها
في هذه السنه
كانت تخرجت واصبحت تعمل معه كطبيبه جراحه...
وبعد سنه من زواجها  كانو بطريقهم للمنزل ومن شده ارهاق زوجها
تعرضوا لحادث ومات زوجها ونجت هي
فوجئت بحملها بعد موت زوجها... ذلك الحمل التي تمنته طيله عام من زواجهم...
وبحثت عنه كثيرا...
بكت وبكت ولكن كان قدر الله قد نفذ وانتهي الامر...
فزهدت كل شئ وزهدت المدينه وناسها...
لملمت جراحها.. وطلبت نقلها لابعد بقاع الارض
تعد الايام لتري وحيدها الغالي...
اشترت منزلا دافئا بحديقه واسعه... واستعانت بسيده بسيطه.. تؤنس وحدتها في هذا البيت...
تدعي... ناديه...
أفاقت من شرودها علي صوت..
تلك السيده البشوش التي تخطت الخمسين من عمرها.. تذكرها كثيرا بجدتها الحبيبه
ناديه.... سالبينا يابنتي.. الجو برد اوي خشي ياحبيبتي من البرد...
نظرت لها سالبينا بحب وتقدير لتلك السيده فهي تشبه جدتها...
تحبها لوجه الله..
اومأت سالبينا بشرود وتحسست بطنها
فهي بشهرها الرابع..
ولم تظهر بطنها بعد...
ضحكت ناديه بحب قائله...
متستعجليش بكره تكبر
ومتقدريش تاخدي نفسك..
ضحكت سالبينا بسعاده
فهي تنتظر قدوم طفلها بفارغ الصبر..
وقالت... امتا يجي اليوم واشوفه واحمله بين ايديا...
دا هيبقي أجمل واسعد يوم بحياتي...
ونظرت بشرود للبحر أمامها...
فلمحت شيئا.. يطفوا بالقرب من الشاطئ..
فسكتت ونظرت بانتباه...
فمنزلها بقرب الشاطئ ولكنهم بفصل الشتاء ولا ملاحه في هذا الوقت من العام...
اذن ما هذا...؟
اقتربت منها ناديه..قائله...
بتبصي علي ايه يابنتي... في حاجه...
أشارت لها..قائله..أيوا بصي ايه دا...؟
نظرت السيده واستغربت أيضا...ولكن سالبينا تركتها مسرعه
واخذت منظارها
وعادت تنظر لهذا الشئ
فانتفضت حينما وجدته بشريا ومن الواضح انه بوضع مأساوي..
تركت المنظار مسرعه واندفعت ترتدي حجابها...
وتجري ورائها ناديه للخارج..
اقتربت مسرعه منه فوجدته شابا بحاله مذريه..
جلست بجانبه علي ركبتيها
تتحسس نبضه.. فوجدته مازال علي قيد الحياه ولكنه بحاله صعبه...
اتصلت بالمشفي التي تعمل بها..
ولعلمهم هويتها اسرعو لتلبيه ندائها...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه كانت تقف بغرفه العمليات تجري له عمليه عاجبه لوقف النزيف الناتج عن انفجار طحاله...
انتهت أخيرا بعدما قامو بتجبيس قدميه الاثنين ويديه..ايضا..
بخلاف
الكدمات والخياطه بجميع انحاء چسده..
وحده وجهه الرجولي من نجي من ذلك الحادث اللعين...
ياتري ماذا حدث له...؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أسبوع كان يفتح عينيه شيئا فشيئا...
ناظرا... فوقه.....
فرقبته مسنوده بجبيره أيضا..
دار دماغه أخيرا
مفكرا..
أين أنا وكيف أتيت...
سرعان ماتذكر كل شئ وما حدث له ولاخته...
كان يود الكلام
ولكن شيئا ما يقف بحنجرته يمنعه من الكلام...
انتفض وكانه مسه كهرباء...
كان جسده ينتفض بقوه...
دخل بحاله انهيار..يريد أن يصرخ ويقول...
أختي...ديالا... ولكن لايستطيع...؟
فجأه سمعت انذارات الاجهزه
حينما كانت تمر علي المرضي..
فركضت باتجاه غرفته..
وجدته ينازع لقول شئ ويبدو سيدخل بحاله انهيار..
لم تتردد هذا الشخص يحتاج للاحتواء...
اقتربت منه مسرعه وأمسكت يديه بقوه ونظرت بداخل عينيه..
وحدثته قائله...
اهدأ...اهدأ..انت كويس...هتكون بخير
أقسم لك...بالله
اهدأ...حمدالله علي سلامتك....
اهدي...
وكأن صوتها كان لها مفعول السحر..
رفعت يديها لجبينه تمسح عرقه..بحنيه..
...
وقالت...أنا سالبينا...دكتوره سالبينا..
لقيتك..
علي الشط جنب بيتي بحاله صعبه..
اضطريت أجيبك هنا...
الحمدلله انت بخير... بس شويه كسور
وترجع زي الاول...
دلوقت تقدر تتكلم وتقولي..انت مين.
وايه اللي عمل فيك كدا..
صمتت تستمع لرده وماذا تحتويه بيديها..
حاول التحدث ولكن لم يستطع...
اقتربت منه ولاحظت ما يحدث...
ففهمت أنه لا يستطيع النطق..
أمسكت أدواتها وفحصته بهدوء...
لم تجد أي سببا عضويا لمنع كلامه...
ضغطت علي الزر بجانبها...
ودخلت الممرضه مسرعه..
فأخبرتها...
ناديلي الدكتور أحمد بسرعه...
اسرعت تنادي علي دكتور أحمد...
ثواني واتي أحمد قائلا..
خير يادكتوره
..أخيرا المريض فاق...
شرحت له بهدوء حالته...
وبعد فحصه..وبعض المناقشات بينهم
..
أرجع ذلك لتعرضه لصدمه شديده
ولكن مع الوقت سيعود نطقه... لما كان...
بعد ساعتين...
كانت تجلس الممرضه تطعمه طعامه ولكنه...يرفض بشده...
لايريد شيئا..أحس ان عالمه انهار وهو ضعيف بائس..
لم يستطع حمايه أخته الوحيده..
كل ما يفكر به أين هي..
وماذا حدث  دموع عينيه أغرقت لحيته..
لم يعد قادرا أكثر..
يريد شخصا حنونا يتكأ عليه..ويرمي عليه حموله..
تعب هو وبشده..
لطالما كان مرحا ودودا لو كان يستطيع التحدث لطلب منهم ان يحضروا اصدقائه ليخففوا عنه..
ولكن يبدو ان بؤسه لم ينتهي..
دخلت سالبينا له...
فأخبرتها الممرضه برفضه تناول الطعام..
سالبينا..بهدوء...طيب هاتي انتي وسبينا لوحدنا...
أخذت الطعام منها
ووضعته جانبا...
وعدلته بجلسته...
نظر لها بهدوء فابتسمت له..
قائله...برقه..
هتكسف ايدي...
نظر لعينيها التي تشع منها نظره غريبه حنونه وودوده..
شئ ما بها يجعله ينفذ كلامها بصمت..
يديها التي مسحت دموعه..
كانت لها مفعول السحر تبعتها بكلامها..
تبثه الامان الذي يريده..
هتبقي كويس..متخفش..
انا جنبك مش هسيبك..
نظره عينيه المتسائله..
وكأنه يسألها..لما؟
جعلتها تجيبه بهدوء...
عشان انت اختبار من ربنا بعتو ليا قدام بيتي..
كأنه بيقولي ياتنجحي..ياتخسري..
وانا في اختبارات ربنا..محبش يبقي حد أحسن مني..
وبضحكه بسيطه..
اكملت...ها..مش هتساعدني بقي انجح وادخل الجنه
ابتسم بزاويه فمه وفتح فمه لها بهدوء..

العشق المحرمWhere stories live. Discover now