1

745 29 16
                                    




..

الثاني من ديسمبر
1:15 AM

صوتُ رنين الهاتف أيقظه من نومه العميق، رنينً مزعج يتردد بأصداء غرفة نومة الصغيرة
تجاهلهُ مُتعمدًا مرةً
مرتان
ثلاثة
هو مُستمر بشكلٍ مُتَواتِر
مدَّ يدهُ بكسلٍ شديد وسحب الهاتف من المِنضدة المُجاورة للسرير
بصوتٍ رخيم أجاب ؛
" مرحبًا ؟ "

ردّ الطرف الآخر على الهاتف
" أهلـ-لًا، توقعت بأنك نائم ! "
رد
" أنا فعلًا كذلك، ماذا أردت ؟ "
"حقًا ! إذًا أنا أعتذر ! فق.. فقط أرتأيتُ أن أسمعَ صوتك، أنت تعلم .. لم أركَ مُنذ يومين تقريبًا وأشُعر بالفراغ."

أجابَ عليه ينظرُ للمُنبّه بين يديه
" أنا أيضًا، لكن هذا ليسَ الوقت المُناسب الآن وفي هذه الساعة تحديدًا، لِنؤجل حديثنا لِما بعد، ما رأيك بغدًا ؟ أهو مُناسب لك ؟"

" مرحبًا ! أتسمعني !"
أجابَ المُتصل بعد ثوانٍ من الصمت
" لا أعلم ! أشعرُ بأنني تائهً وبأنني ضائعً منذ فترة ! كَمن غرقَ في أمواج البحر وهو لا يُجيد السباحة ! "

فركَ عينه اليمنى بيده اليُمنى وأضاف؛
" أستمع لا المكان ولا الزمان مُناسبان للحديث، لنفعل هذا لاحقًا، حسنًا ؟ "
تمتم بشيءً قبل أن ينطق أخيرًا
" حسنًا، لكن فَلتعلم بأنني أحبك جدًا ! وأنني كُنت أركض في مضمارًا للسباق مُنذ فترة والآن.. أظنُ بأنني أرَى خط النهاية، والخيط الأبيض يُلّوح لي لأقطعه راكضًا ! لستُ آسفًا لأنني أظُن بأن هذه الطريقة الأنسب لإنهاء ذلك السباق، وداعًا ... على ما أعتقد."

وداعُ غريب لكن لا بأس، هو يشعرُ بالنُعاس فقط، سيراهُ غدًا ويتحدثان، يتحدثان كثيرًا إلى أن يروي عطشَ قلبه بحديثة، بصوته، بتقوس شفتيه عندما يضحك، بزاوية عينه التي تُشبه الهلال عندما يضحك، بطول أصابعه، بلاصق الجروح الذي يضعه على خنصره، كلُ ذلك لاحقًا ..

تبلّغَ لنا نحن الطبيب / د.أهن جاي ووك
أثناء تواجدنا في الوحدة الصحية بمدينة سول اليوم / / في تمام الساعةِ ( الثالِثة والنصف صباحًا )؛
في مركز شرطة ( سول إنسادونج ) بوجود حالة وفاة ( في المنزل الثالث في حيّ إنسادونج سول ).
وعليه وبالتوجه وتوقيع الكشف الطبَّي الأولي ؛
تبين أن الجثة لِذكر في العقد ( الثاني من العمر ).
ويوجد جرح قطعي بمعصم اليد اليمنى طوله حوالي ٢٠٠ سم ...
ويُرجح أن سبب الوفاة هو [ الإنتحار بقطع المعصم ].
ولايوجد شُبهه جنائية ظاهرة، والجُثه تحت تصرُف النيابة.

رأيتُك في المنامِ اليومَ حَيّا
ففاضت أدمُعي عِندَ اللِّقاءِ
فجِسمي فوق الأرضِ يَحيا
وتَحيا الرُّوحُ عندك في السَّماءِ!

..

When you was here.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن