انكسار باهت

ابدأ من البداية
                                    

«لقد أطلق هايمدال الإنذار، سيتوجه المحاربون نحو المدخل عند الجسر، ونحن سنُداهم من الخلف»
هتف لوكي بحزم، لتتحرك المركبات متجهة نحو المدخل السري، الذي لا يعرفه أحد سوى لوكي نفسه.

................

في القلعة كان الجو مشحون. حالة استنفار في كل أرجاء آسغاردا، وقد أعاد لهم صوت البوق ذكرى ما حدث من قبل، والتي لم تكن أحداثًا جيدة بالجملة.

هوجون يتحرك بخطى أقرب للهرولة بعد أن خرج من  مستودع الأسلحة، نحو قاعة بيڤروست، وهو يرى عدداً قليلاً من المحاربين يتحركون في نفس الإتجاه.

تنهد بانزعاج حين تذكر ما دار بينه وبين ثور قبل أيام.
«حين تسمع بوق الحرب، وأعلم أن ذلك قريب جدًا. سيكون عليك أن ترافق هايمدال. سآخذ نصيبك من القتلى هذه المرة»
........

أخذ لوكي ومحاربوه يتسللون عبر المدخل المخفي على أطراف القلعة،
كان المحاربون يصلون لخمسمئة محارب، والبقية لم يدخلوا. إذ أمرهم لوكي بالبقاء حول القلعة، ومحاولة تشتيت هايمدال.

كان من المستحيل تشتيت هايمدال في الحقيقة، وهذا ما كان يراه مالكيث أيضًا. لكن لوكي قال أن هايمدال لا يستطيع الوصول إليهم طالما هو برفقتهم، وما كان على الأخير سوى السكوت.

«إلى أين؟!»
تصنم لوكي في مكانه حين وقعت عيناه على ثور، هو بنفسه، بحلّته الحربية ورداؤه الأحمر، يقف بتعجرفه المعهود ملوحًا بمطرقته في الهواء.

لم يستطع لوكي لوهلة السيطرة على جسده، أو قلبه الذي عاد للنبض بجنون. لكن محاربي آسغاردا الذين أخذوا يخرجون من كل مكان حولهم أعادوه للواقع الذي هو فيه.

تلفت حوله ببطء قبل أن يرفع يده ملوحًا لثور بابتسامة بلا معنى.
«مرحبًا أخي»

ثور الذي ابتسم بسخرية، تحرك للأمام بضع خطوات.
«هل ظننت حقًا أنني سأقع في شراكك بهذه السهولة؟»

ألقى لوكي نظرة جانبية على مالكيث، ثم أعاد نظره لثور قائلًا ببساطة.
«حسنًا، هذا هو ماظننته بالضبط»

اتسعت ابتسامة ثور وراح يشير بيديه نحو جنوده.
«انظر حولك لوكي. خطتك ذكية لكنني أعرف جيدًا كيف تفكر، كما أنني لم أكن لأترك القلعة مكشوفة لك بعد أن تركتها. أنت محاصر في الحقيقة»

لوكي الذي لم تختفي ابتسامته عن شفتيه قال بينما يحك رقبته.
«أنت متأكد؟. فلو نظرنا للأمر بنظرة أكثر شمولية، سنجد أنك أنت المحاصر، آسغاردا المحاصرة بالأحرى»

قبض ثور على مطرقته.
«لا فائدة لنيفلهايم بلا قائد، أليس كذلك؟»

قبل أن يجيبه لوكي كانت مطرقته تشق الهواء متجهة نحوه، ومن هذا القرب كانت لتهشم رأسه لو لمسته.

ابن أوديـنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن