|•الأدب الإغريقي•|

Start from the beginning
                                    

فالأرواح ظامئة، والقلوب متعبة

والإنسانية واجفة والآذان مكدودة من دوي العصر، فهي أبدًا تحن إلى سكون الماضي».

-اقتباس من الإلياذة.

ويأتي بعد هوميروس «هيسيودوس»، الذي كتب ملحمة «الأعمال والأيام» التي ترجع القرن الثامن والتاسع قبل الميلاد، وكانت نقلة من شهر الملاحم لشعر الحكم والمواعظ، ويقال أنه كتبها لأخوه «برسيس» الذي كان يسيء التدبير، وبحتاج توجيهًا في الفلاحة. 

ويعد هيسيودوس أول الشعراء الطبيعيين الذين يكتبون عن الطبيعة، ويعرفونها بعين الفلاح، وكذلك هو أول من حكى عن جرة «باندورا» وعن «عصور الإنسان الخمس».

بعد هوميروس وهيسيدوس عاش بعض الشعراء المغمورين الذين بالكاد نعرف أسماءهم وعناوين بعض قصائدهم وملامحهم الركيكة، التي اندثرت. 

أعزائي، اسمحوا لى أنا داتو أن أختبر قدرتكم على البحث ومعلوماتكم النيرة وأخبروني: ما الذي تعرفونه أيضًا عن تلكَ الفترة في الأدب اليوناني وعن هوميروس وهيسيدوس؟

افتحوا عقولكم معي جيدًا، وأعيروني انتباهكم!

سنشعل بعد لحظات الحطب فقد أوشكت الشمس أن تتوه في كبد السماء وتكسوها عتمة الليل.

هنا، من موضعنا هذا أمام جبل الأوليمب قد وصلنا لجزء مهم في حكايتنا؛ فقد تغيرت أحوال اليونان بعد انتهاء عصر الملكيات البطولية أي عصر كتابات الملاحم  وتغير الأدب لينتقل نقلة جديدة. 

بقيام الأرستقراطية التي تميزت بالترف وقلة القتال، ابتعد الشعراء عن التغني بالأبطال والآلهة والقتال كما السابق، بل أصبح الشعر مركزًا ناحية العواطف والمشاعر الشخصية، والتعبير المباشر، وكذلك الحياة اليومية. 

فنجد في هذه الفترة ظهور ما يعرف «بالشعر الغنائي»، فمنذ القرن السابع تخصص الشعراء في هذا الفن ونوعوا في موضوعاته، ويقال كذلك أن سبب تطور الشعر الغنائي وانتقاله هذه النقلة إلى شاعرين هما «أولومبوس، وترباندروس» اللذين تدور حولهما الأساطير، ولا نعرف عنهما شيئًا أكيدًا. 

انقسم الشعر الغنائي إلى نوعين: النوع الأول يعبر فيه الشاعر عن انفعالاته وأفكاره وعواطفه (أغاني فردية)، والنوع الثاني يعبر فيه عن أفكار الناس ويصور عاطفتهم وأحاسيسهم (جماعية).

وتفرع كل نوع من النوعين إلى عدة فروع، فمن أهم فروع النوع الأول: الأليجوس«وهي القصائد التي تنشد بمصاحبة المزمار» والإيامبوس «شعر الهجاء والتهكم».

ومن أهم فروع النوع الثاني: 

•الديثورامبوس« أناشيد ينشدها الجوقة تمجيداً للآلهة ديونوسوس والتي نشأت على يد ستسيخورس، ويقول أرسطو أن المأساة والتراجيديا أخذت أصولها من هذه الأناشيد، ومن أشهر شعرائه أرخيلوخوس».

صِحَاف وزمر Where stories live. Discover now