1

8.3K 277 10
                                    

.

.

.


كارا ..

كارا ..

هيه كارا !!

نداء من العمق .. رفرف له جفنيها ..
أفاقت وفتحت مقلتيها بوعيٍ منعدمٍ تقريباً ..
تنظر للسقف الأبيض من فوقها ..
ومن ثمّ للمكان من حولها ..

مشفى !


أرادت التحدّث ..
وأول شيء خرج من شفتيها الجافّتين بشدّة ..
" أبي ! "

جفلت عندما شعرت بأحدهم يضغط على كفّها ..
وبخوف لم يظهر جليّاً على ملامح وجهها نظرت للجانب الأيمن ..
وهذا الشّخص الأشيب ..
هذا الشخص لم يسبق لها رؤيته من قبل !

كانت قد أمضت يومان بعد تلك الحادثة في غيبوبة ..
وللتو استفاقت لتجد هذا الرّجل يجلس جوار سريرها !
ابتسم الأخير بهدوء مجيباً عقدة حاجبيها المتسائلة ..

" جاك وليام سيلفا دور .. "

سحب يده ليعتدل بجلسته ويستأنف :
" وجدتّكِ على الطريق تنزفين ...
يبدو أنّكِ تعرضتِ لحادثٍ سير .. "
اتسعت عينيها لألم الذكرى ..
وبلا تردّدت جلست ونزعت الأنابيب الطبيّة من كفّها ..
وما إن استقامت حتّى تراخت ساقيها كالهلام ..
وداهمها السّواد لتشعر بأحدهم يسندها ويعيدها إلى السّرير..

" تمهّلي ... "
رفعت عينيها تنظر لوجهه الهادئ وهمست :
" عائلتي .. "
عضّت شفتيها بألم وأردفت بمرارة :
" أرجوك ... "

مسح الرّجل على رأسها بحنان وبذات الهمس :
" لا تقلقي .. سنبحث عنهم سويّاً ..
وسنجدهم .. حسناَ ؟ "
اومأت تجاهد تلك الحرارة التي تلسع عينيها ..

.

.

لم تكن حالة كارا حرجة ..
رضوض بسيطة وخدوش مختلفة أنحاء جسدها ووجهها ..
وبعد يومين من الفحوصات في المشفى ..
أخبرها الرّجل الذي ظلّ يزورها كلّ يوم خلال مدة بقائها في المشفى ..
أنّهما سيبدآن البحث عن عائلتها بمجرد أن تستقرّ حالتها ..
وطلب منها القدوم لمنزله .. والبقاء هناك ..
كارا وافقت على اقتراحه مشغولة بأمر البحث عن عائلتها !






في السّيارة ..
كانت كارا تجلس بهدوء وصمت بجانبه ..
تفكّر في كل شيء يحدث منذ أن تعرَّفت هذا الرّجل المسنّ ..
الرجال ذوي البدلات السوداء ..
والذين لا يبرحون جانبها طوال الوقت ..
يفتحون الأبواب ويسيرون جوارها ولا يتركونها تفعل أيّ شيء !

Love stringsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن