جزيرة المستشكين

295 19 21
                                    

وهي من الجزر التي مر عليها الاسكندر، وتعرف بجزيرة التنين، وعظيمة بها اشجار وانهار وثمار، وبها مدينة عظيمة ، وكان بها التننين العظيم الذي قتله الاسكندر، و كان من حديثه انه ظهر بها تنين عظيم ، كاد يهلك الجزيرة و مابها من السكان و الحيوان، فأستغاث الناس منه الى الاسكندر وكان الاسكندر قد قارب تلك الارض، وشكوا اليه ان التنين قد اكل مواشيهم واتلف اموالهم وقطع الطريق على الناس وان له عليهم في كل يو ثورين عظيمين ينصبونهما فيأتي اليهما كالسحابة السوداء وعيناه تتوقدان كالبرق الخاطف، والنار والدخان يخرجان من فيه فيبتلع الثورين ويرجع الى مكانه.
فسار الاسكندر الى المدينة وامر الثورين فسلخا وحشاه جلودهما زفتاً وكبريتاً وزرنيخاً وكلساً وزئبقاً ، وجعل مع ذلك كلاليبمن حديد واقامهما في المكان المعهود، فجاء التنين في الغد عليهما على العادة فأبتلعهما، فأضرمت النار في جوفه وتعلقت الكلاليب بأحشائه، وسرى الزئبق في جسده ورجع مضطرباً الى مقره.
فأمتظروه من الغد فلم يأت و لم يخرج فذهبوا اليه فأذا هو ميت وقد فتح فاه كأوسع قنطره واعلاها، ففرحوا وشكروا سعي الاسكندر الييهم وحملوا اليه الهدايا العجيبه من بينها دابة عجيبه يقال لها المعراج مثل الارنب ، اصفر اللون وعلى رأسه قرن واحد اسود لم يرها شيء من السباع الضواري و الوحوش الكاسرة الا هرب منها ، الله اعلم .

قوت القلوب

صائدة المعلوماتWhere stories live. Discover now