الجزء الـرابع عشر

Start from the beginning
                                    

لـم تنتظر " شيماء " هرولت خارجة دون أن تـفكر, تـقود سيارتها بـسرعة جنونية لـتصل إلى الـعنوان الـمحدد

طـرقت الـباب ففـتح الـسيد " رحيم ", رجـل أنيق الـشيب لـم يزده إلا وسامة يرتدي نظارات وقبعة الـقراءة, ألـقت " شيماء " الـتحية فـبادلها ثـم قال

- ماذا تريدين يا بنيتي ؟

- أنا أدعى " شيماء " جئتك طالبة الـمساعدة

- أنا لـن أفيدك بأي شيء

- أرجـوك, بـعض الـشباب أخبروني أنك الـرجل الـمناسب لـمطلبي

- وما هو مطلبك ؟

- لا أستطيع قـوله خارجاً

- وأنا لا أستطيع المساعدة

أخرجت " شيماء " بطاقتها الـتعريفية مـتكلمة

- أنا الـمحققة " شيماء الـحمري " جئت هنا لأطلبك في خـدمة

- تـفضلي

دخلت " شيماء " وجلست على الـكنبة فسألها " رحيم "

- ما مشكلتك ؟

- لا أعـرف كيف أبدأ الـموضوع, أنا متـزوجة مـن جني

- جـ جـ جـني ؟

- أعرف أن الأمر يبدو جنونياً لـكن والله أنا زوجـي من الـجن

لـزم الـصمت ووقف يـدور بـمنزله ثـم تـحدث

- اتبعيني يا فتاة

فـتح باب غـرفة مغلقة, الـغرفة مليئة بالـكتب والـمعدات الـغريبة, قـالت " شيماء " في تعجب

- ما هذا ؟

- هذه غـرفة الـعمل

- ستساعدني إذاً ؟

- ما الـمطلوب مني تحديداً

- أعـتقد أن زوجي اختطفته الـشياطين

- وتريدين استعادته ؟

- بالـطبع

- الأمر يحتاج لـكثير مـن الـقراءة والـوقت, سأعقد معك صـفقة

- أي نـوع مـن الـصفقات

- بـمدينة " درنة " يـعتمد علي الـناس والـشرطة لحل مشـاكلهم والآن تقـابلهم مشـكلة كبيرة لـم يجدوا لـها حل والـشرطة اعتمدت علي لأحلها, الـخبر الـمؤسـف أنني عـجزت أمام هذه الـمعضلة

- أخـبرني بما حـدث

- لـعنة بني صهيون هبطـت على الـمدينة

- وضـح أكثر

- كلـما قـام أحد أهـل مدينة " درنة " بـشتم الـكيان الـصهيوني تـتم مهاجمته

- مـن يهاجمهم ؟

- لا أعـرف ولا أحد يعرف, حاول الـناس وحاولت الـشرطة نصـب الكمائن لأكثر من مرة لـلمتهجم ودون فائدة هو يختار مـوعد ظهوره بإحكام, أحـد الأشخاص الـذين هاجمهم الغامض قـال أنه كان ضـخم الـبنية وأخر قـال أنه رمى رصاص مسدسه على المتهجم لكن دون فائدة وكأنه لا يتأثر

- أقـتل المـتهجم أحداً ؟

- حتى هذه الـلحظة لا, هناك فـقط شـخص واحد بالـعناية الـمشددة, ظهـر لـه الـمتهجم بمنتصف الـطريق ليجعله يخرج عن مساره ويـصطدم سيارته بجدار منزل

- تـمام, اعـتمد علي بـهذه الـقضية, الـمهم أن تـعيد لي زوجي

- سـأجلس من الآن للـبحث عن طريقة لتخليص زوجك مـن الـشياطين, اذهبي لـكشف ملابسات الـقضية وفـور كشفها أبلغيني حـتى أظـهر أنا على الـساحة كبطل كشـف اللغز وأخـذ المكافأة

- أنت طـماع مثلي

ذهـبت " شيماء " وهـي تقـول

- لا أصـدق الـشرطة تتـعامل مـع ساحر

ضـحكت " شيماء " وأكملت

- وكأنني لا أفـعل, يـجب أن أجري تحرياتي بالـمدينة حـول قـضية " الـهجوم الـغامض ", الـشمس غربت سأعود للـشقة والصباح رباح

وهي تقود سيارتها لـمحت على يمينها مجموعة مـن الـناس ملتمين حـول منزل, أوقفت سيارتها وطـلبت مـن الـناس افساح الـطريق لـها بالتعريف بنفسها, مـنزل بـابه مخلوع وأمامه يجلس صـاحبه وإلى جانبه زوجته

بعد أن تأكدت أنهم بخير سألت " شيماء "

- ما الذي حـصل ؟

الـزوجة لـم تستطع الإجابة مـن الـصدمة فـتحدث الـزوج

- لـم تصدق زوجتي قصة " الـمتهجم الـصهيوني " فقـامت بـوضـع علم الـكيان كأرضية للأحذية أمام بـاب الـمنزل, ومـنذ ساعة قـام " الـمتهجم الـصهيوني " بـخلع الـباب لتقابله زوجتي وجهاً لـوجه

- كيف بدت ملامحه ؟

- الـرعب جعلها تنـسى ملامحه وصفته بالعملاق, الـمتهجم رفـع علم الـكيان قائلاً ( إن تكرر الأمر فخير لن يحصل ) واختفى في الـعدم

- أين كنت أنت ؟ ألـم تسمع الـضوضاء

- للأسـف نومي ثقـيل

عادت " شيماء " لشقتها وهـي تـفكر بالـقضية الجديدة.. !

زوجي من الجن - رواية جديدةWhere stories live. Discover now