الفصل الثاني

8K 120 2
                                    

ساد المكان صمت مطبق وطويل للغاية . وظل "جود مسكال" يراقب الفتاة كما لو كان يستعين بعينيه كشاهد على حقيقة ما يسمعه.
ماذا ينتظر حتى يجيب ؟ الم يلاحظ ان الفتاة تنتظر أجابته بفارغ الصبر ؟
هل من الأفضل ان تعيد على سمعه السؤال ثانية ؟ بدت يدا الفتاة مبللتين بالعرق وشفتاها جافتين تماما .لقد كانت "كليو " تتمني ان تكون المقابلة سريعة . والإجابة فورية لكن من الواضح ان "جود " يتلذذ بتعذيبها . ظل "جود " يراقب جسد الفتاة النحيل بالــ " جيبه " الزرقاء والــ " بلوفر" الكشمير ذي اللون الأصفر . وشعرها الأشقر المعقود خلف رقبتها بينما كانت عينا الفتاة الرماديتان تنتظران الإجابة بهدوء واضح . ولكن قلبها يكاد يتوقف عن الخفقان في انتظار الحكم الأخير .ربما لم يرق له مظهرها ؟ولكن الفتاة فكرت في انه لا دخل للعواطف في هذه المشكلة فهي تطلب منه سوى المساعدة وليس الحب . وأخيرا قال "جود"
- لماذا ؟
تمتمت " كليو " قائلة :
- معذرة ؟
- أريد ان اعرف – على الأقل – سبب هذا العرض – فنحن نعمل معا منذ عام تقريبا . لم ألاحظ خلاله انك تكنين لي أيه عاطفة . كما أنني لم ألاحظ انك تتعجلين الزواج بهذه الصورة .
تنفست " كليو " الصعدا فـــ " جود " لم يرفض العرض بعد ولكنه لم يوافق في نفس الوقت أيضا .. فهو يريد معرفة المزيد . ولكن كيف تجيبه دون ان تخدعه . أنها لا تتذكر أي شيء من الحديث الذي كانت قد أعدته في رأسها بالأمس .
ولكن لماذا لم تفكر في أي شخص أخر غير هذا المدير الشاب ؟
أي سبب جعله الشخص الوحيد الملائم للزواج منها .ومن المؤكد أنها ستبحث عن شخص لو رفض "جود" هذا العرض .
ولكنها تتمنى أقناعه . شعرت فجأة بالهدوء يعتريها .فلابد لها من توضيح الأمر له .فتلك مهنتها الأساسية على أيه حال قالت الفتاة بصوت مطمئن .
- السبب في تعجلي الزواج بسيط جدا . فوفقا لوصية أبي لن استطيع التصرف في ثروتي ألا بعد بلوغ سن الخامسة والعشرين – ولكن الوضع سيتغير تماما إذا ما تزوجت من شخص يقبله الأوصياء علي والمشكلة أنني بحاجة شديدة الى مبلغ كبير من المال خلال شهر واحد .
نظر " جود" الى الفتاة مبتسما وسألها :
- ولكن الم تفكري في التحدث مع الأوصياء عليك في هذا الأمر ؟ لأنني اعتقد ان فكرة زواجك من اجل هذا السبب تبدو غير منطقية . كما يمكنك اقتراض المبلغ ... كم تحتاجين من المال ؟ وماذا تنوين عمله بهذا المبلغ ؟
هزت الفتاة رأسها وقالت بحزم :
-كلا ارفض اقتراض هذا المبلغ .
نعم أنها محقة في ذلك . فأي شخص يفكر في إعطائها هذا المبلغ سيطرح بالتأكيد نفس الأسئلة عليها .
قال " جود " :
- هل هناك مشاكل يا "كليو "؟
كانت رقة صوته تجعلها تخبره بالحقيقة ولكن من المستحيل ان تزيح الستار عن هذه الفضيحة التي سيسببها لها روبرت فقد يكذبها " جود " وتفقد احترامه لها هذا مالا ترضاه ابدأ ...
فجأة بدا لها الموقف صعبا للغاية فبجانب تحملها لتهديدات روبرت عليها ألان ان تقاسي من فضول " جود "
والحق ان "جود" يغتنم الفرصة . ويتفحصها بعينيه القاسيتين ... ولكن لا داعي للاسترسال في هذا الموقف ؟ استدارت "كليو " فجأة وجرت نحو الباب وهي في غاية الضيق .
- إذن أنت تفضلين الزواج ... ولم لا ؟ ولكن ما الذي استفيده أنا من هذا الزواج ؟
يا لها من وقاحة . ان " جود" يستغل الموقف أبشع استغلال . استدارت الفتاة نحوه . وقالت في ضيق :
- على الأقل ستتزوج فتاة لا تطمع في مالك : فانا املك الثروة الكافية التي تبعد عني مثل هذه الشكوك ... وثروتي تحتوي على عدد كبير من الأسهم في بنك "سلاد" ويمكنني وضعها كلها تحت تصرفك . وإذا لم تكتف بهذا ...
قاطعها "جود" قائلا :
- ان هذه الصفقة عادلة .
من المؤكد ان أسهم بنك "سلاد "قادرة على شراء موافقته . تنهدت "كليو" بمرارة ومن الواضح أنها تضحية ثمينة من قبل هذا المدير العازب ..
سألها " جود" بسخرية :
- ولكن هل يمكنك منحي مهلة فانا أريد التفكير في العرض جيدا .
هزت "كليو " رأسها موافقة فهي لم تعد تقوى على النطق بأية كلمة . ولكن أين ذهب هدوءها وقدرتها على السيطرة على نفسها ؟
شعرت الفتاة أنها على وشك الصراخ بأعلى صوت لتعبر عما بها من الم بينما كان محدثها يتصفح مفكرته بسرعة قبل ان يقول لها .
- لن أكون موجود خلال عطلة نهاية الأسبوع القادمة ... ويوم الاثنين لدي موعد مع عملاء في بروكسل ... لنقل يوم الاثنين مساء ؟ سيأتي السائق الخاص بي إليك في هذا الموعد لاصطحابك لتناول العشاء معي .
أوقفت " كليو " سيارتها إمام منزل "جون سلاد "وألقت نظرة نحو هذه الواجهة المهيبة . فعلى الرغم من الخلافات الدائمة بين عمها وزوجته إلا ان الفتاة تعتبر منزلهما كأنه منزلها . وتشعر دائما بسعادة مشوبة بالحزن عندما تأتي الى هذا المكان . أمسكت بحقيبة يدها الجلدية وأغلقت باب السيارة .
لم تكن "كليو" تداوم على زيارتهما . ولكنها بحاجة ألان الى بقائها وسط جو عائلي قبل اتخاذ قرارها الأخير فقد تكون مقبلة ألان على ارتكاب الخطأ الذي سيحطم حياتها تماما ؟ ومن الأفضل لها ان تفكر جيدا قبل خوض هذه المغامرة المجنونة .
صعدت الفتاة السلم بسرعة ودخلت بهو المنزل بعد ان قالت للخادم الذي فتح للها الباب :
- صباح الخير يا سيمونز هل عمتي موجودة؟
اجاب الرجل العجوز :
- نعم يا انسة ان السيدة "سلاد " في حجرة استقبال الضيوف ويمكنك اعطائي حاجاتك . لاضعها في حجرتك .
ابتسمت الفتاة وناولته حقيبتها قائلة :
- اشكرك يا سيمونز "
عبرت الفتاة البهو وتوجهت نحو حجرة استقبال الضيوف ... ان هذا المنزل يبعث في نفسها السعادة والحزن في ان واحد واليوم تشعر "كليو " انها ممزقة بين الاحساسين .
لقد اتت الفتاة للاقامة في المنزل وهي في سن الرابعة عشرة عقب غرق والديها في اليخت الخاص بهما في عرض البحر اثر عاصفة رهيبة .
وحاولت الفتاة البحث عبثا عن الراحة في هذا المنزل ولكن زوجة عمها لم تعرف أو بالأحرى لم ترد منح "كليو" الحنان الذي كانت في حاجة شديدة إليه لتنسى ماساتها لذلك كبرت الفتاة وهي تحاول دائما خنق مشاعرها ... ولكن ذلك لم يمنعها من تلقي تربية ممتازة ومن مواصلة دراستها في أفضل "مدارس لندن " وكانت تعامل دائما كأنها ابنة حقيقية لسكان هذا البيت ...
وان لم تكن تجد الاهتمام الكافي من أي شخص .
وحاول عمها كثيرا تخليصها من عزلتها. والحق ان "كليو" تكن له محبة كبيرة . ولكن منصبه في "بنك سلاد" لم يكن يترك له الوقت الكافي للاهتمام بالفتاة الصغيرة اليتيمة وعندما بدأت الفتاة دراسة الاقتصاد فضلت الابتعاد عن عائلتها بالتبني لتكرس حياتها لعملها .
دخلت " كليو" الى حجرة استقبال الضيوف حيث تجلس "جريس سلاد " تتناول الشاي وهي تقرأ فلا زالت السيدة تتمتع بجمال ملحوظ على الرغم من بلوغها سن الخمسين .ولم تؤثر السن قط على جمالها وان كان شعرها الأشقر بدا يستقبل بعض الشعيرات البيضاء بين خصلاته .
ابتسمت السيدة في هدوء وقالت :
- "كليو " يا لها من مفاجأة . لم نكن نتوقع مجيئك .
كانت "كليو " تعلم انه من الأفضل أخبارهما بمجيئها مقدما فزوجة عمها لا تحب المفاجآت ... ابتسمت الفتاة وقالت :
- معذرة يا عمتي جريس كنت أريد أعلامكما بحضوري ... ولكنني كنت غارقة في العمل وأردت قضاء إجازة نهاية الأسبوع معكما .
- بالتاكيد ... هل تريدين قليلا من الشاي ؟
تماسكت جريس " رغم ضيقها وقابلت "كليو" بهدوء – ولكن لماذا لا تحاول "كليو " معاملة زوجة عمها بنفس الاسلوب الذي تريده منها ؟
والحق ان الفتاة كانت معجبة جدا بطريقة جريس سلاد" في الحياة.
ولكنها لم تتمكن من محاكاتها قط ... فكيف لها ان تتحمل العيش
بهذا البرود فالسيدة تعيش بأسلوب منظم جدا ولا تترك المفاجآت – مهما كانت سعيدة أم حزينة – تتملك منها ولم يستطع أي شخص ان يخل بنظام حياتها خلال هذه الأعوام الطويلة ... ولو كانت "كليو " تستطيع العيش مثلها لما كانت تعرضت لهذه الفضيحة الرهيبة .
أجابت الفتاة بهدوء :
- كلا أشكرك لا أريد ... كيف حال عمي " جون" ؟
- انه قلق جدا لقد قلت له مرارا ان لوك يملك زمام أموره بيده .. ولكنه لا يستمع إلي .
وبعد دقائق من هذا الحديث السطحي انسحبت "كليو " لتلحق بعمها في حجرة مكتبه فوجدته جالسا يتفحص ألبوما قديما وعندما لاحظ الرجل وجود ابنة أخيه في الحجرة تهلل وجهه وقال بفرح :
- "كليو" ...لم يخبرني احد بحضورك .
- لم يكن احد يعلم بحضوري يا عمي حتى أنا نفسي ...لقد شعرت فجأة أنني أريد قضاء العطلة معكما .
نظر إليها عمها مرتابا ثم ابتسم قائلا :
- أحسنت العمل يا "كليو" فانا سعيد جدا لرؤيتك .
سألته الفتاة بقلق :
- ولكن كيف حالك ؟
والحق ان الرجل كان يبدو مرهقا للغاية وكانت يداه ترتعشان بعض الشيء وعيناه محاطتين بلون داكن . وعندئذ سألته قائلة :
- هل سمعت أخبارا جديدة عن لوك ؟
لم يكن لوك و " كليو " يحترمان بعضهما قط بل ان لوك كان يعتبر مجرد حضورها الى المنزل تطفلا منها ولم يرض – أبدا – من هذه الفتاة احتلال جزء ولو صغيرا من قلب والده .
أما "كليو" فلم تكن تفكر في مصادقة لوك قط وهكذا تدهور الوضع كثيرا بينهما لدرجة جعلت الفتاة تفضل العمل بعيدا عن محيط الأسرة حتى لا تحتك به .
وهنا أجابها "جون سلاد " :
- انه مشغول بعمله تماما ... انظري الى صورة والدك معي .
وكان الرجل العجوز يشير الى صورة قديمة تجمع بينهما وهما في الملابس الرياضية ثم ابتسم قائلا :
- كلما تقدمت في العمر فضلت الانغماس في الماضي ... ان عمر هذه الصورة يرجع الى خمسين عامل عندما كنا نلعب مبارات كروكيت معا لقد كان والدك في الثامنة عشرة من عمره وأنا في السادسة عشرة .
تأملت الفتاة الصورة وتعرفت عليهما في ملابسهما البيضاء . وكم كانت ملامح "جورج سلاد " تنم عن جدية وعناء واضحين . مما يؤكد انه حقا السبب في بيع شركة "مسكال – سلاد كمباني " وفي خلق " بنك سلاد " رماها عمها بنظرة واهنة ثم قال بصوت ضعيف:
- لا تستهيني بذلك فقد كان والدك يعشق هذه اللعبة وأنا نفس الشيء وكنا نكون فريقا رائعا .
وضعت "كليو " يدها على ذراع عمها بحنان وقالت :
- أنت تفتقده أيضا .
كم تكون مشاركة أي شخص نفس الإحساس شعورا رائعا ... وان كان الوقت قد نجح في تضميد جراحها ألا أنها تتذكر كل شيء عند اقل حركة وضع عمها يده على يد ابنه أخيه وبقى الاثنان في صمت أمام هذه الصورة والذكريات التي تسببت فيها .
نعم . ان الفتاة محقة في قرارها . فلا يمكن ان تتسبب في أي الم أو حزن لعمها ستوافق فنتون مهما كانت طلباته غالية .
وفي صباح يوم الاثنين توجهت الى مقر مسكال – سلاد كمباني " وهي مطمئنه بعض الشيء لغياب مدير الشركة فكيف لها ان تتقابل معه وهي تعلم أنها ستحصل على رده في نفس اليوم .
وعلى الرغم من ذلك ظل الشك يراودها طوال اليوم ... مما جعلها تفكر كثيرا في نتائج هذا العرض .
والحق ان "جود مسكال" يشكل لها الزوج المثالي ... ذكي فطن يفكر في الاستفادة من كل شيء حتى ارتباطهما معا فـــ "كليو" بالنسبة له نموذج الزوجة الجميلة والغنية وهكذا قد يكون ارتباطهما ارتباط مصلحة الم يتزوج الناس قديما بهدف المصالح فقط ؟
ولكن هل يصلح مثل هذا ارتباط في القرن العشرين ؟
اغمضت "كليو " عينيها فلم تكن تريد التفكير في أي شيء ... بالاضافة الى انها بهذه الطريقة لن تستطيع ان تطلب منه الاخلاص لها بما انه لا يحبها ...
فجاة وجدت الفتاة نفسها فريسة الشك فقررت مغادرة المكتب فورا حيث انها لايمكنها العمل بهذه الصورة بالاضافة الى ان حديث " دوريس " يسبب لها ضيقا شديدا .
وقالت لها كاذبة :
- لدي موعد مع مدير العلاقات العامة ولم اعود الى المكتب بعد ذلك فالى اللقاء يا " دوريس "
- الى اللقاء يا انسة "سلاد " الا ترين معي ان اليوم الذي يغيب فيه السيد "مسكال" عن المكتب يمر سريعا ؟
اكتفت " كليو " بابتسام وان كانت تريد ان تنفجر ضاحكة امام هذه الكلمات التي تنطق بها " دوريس " ... فاليوم يبدو لها بطيئا للغاية
غادرت "كليو" المكتب وقررت العودة الى منزلها سيرا على الاقدام لتستمتع بجو الربيع الرائع ولتقتل الوقت الذي يفصل بينها وبين اللقاء المحتوم . عبرت الفتاة الشارع ومشت طويلا لقد مضى
وقت طويل عليها دون ان تتنزه في شوارع العاصمة .
كانت "كليو "تحب بلدها كثيرا وتعشق مشاهدة الكباري الكثيرة وبرج لندن العالي قضت حوالي ساعتين وهي تتجول في المدينة كانها غريبة عنها ثم توجهت بعد ذلك نحو منزلها في اعياء .
وعندما دخلت بهو منزلها القت بنفسها على الاريكة المصنوعة من الجلد الابيض منهكة واخدت تتامل كل شيء يحيط بها وكل ما ورثته عن والدها في هذا المنزل ...
وفعلا هدات الفتاة كثيرا وان كان تفكيرها لا يزال مشغولا لذلك قررت الاستحمام فورا لتستعيد نضارتها من جديد .
وبعد دقائق معدودة كانت "كليو" تغرق جسدها في المياه الدافئة ذات الرائحة العطرة . مما جعلها تشعر بالراحة . فالقت براسها الى الوراء قليلا كما كانت عمتها "جريس " تقول لها .
وفي تمام الساعة الثامنة والنصف حضر اليها السائق "تورتود" فنزلت اليه الفتاة واستقلت السيارة الــ " رولزرويس" بخطي ثابتة لقد حان وقت المواجهة الاخيرة بعد طول انتظار .
عبرت السيارة الفخمة شوارع المدينة لتقودها الى " جود" في منزله الكائن بشارع "بلجرافيا سكوير"
ومن جديد . اخذت الفتاة تتامل الشوارع والمباني المقامة على الطراز الفيكتوري " لتجد راحتها في هذا التامل .
ومن يراها لا يشك لحظة في انها تجاهد في السيطرة على نفسها فقد استغلت "كليو" الفرصة بعد الاستحمام واهتمت بمظهرها كثيرا وتجملت باسلوب رقيق جدا وضعت على خديها لونا ورديا طبيعيا يروقها كثيرا كما تركت شعرها يتهدل على كتفيها بحرية وارتدت معطفا يميل الى اللون الذهبي مما ابرز جمال ثوبها الحريري الاسود .
ولانها كانت تعرف ذوق "جود" بالتحديد فقد اختارت ثوبا يروقه كثيرا ويبرز جمال صدرها وكتفيها ان " كليو " تقوم بما في وسعها من اجل الزواج من " جود مسكال " حتى لو احتاج الامر الى مغازلته ...
وقفت السيارة امام المنزل الفخم ونزل السائق منها ليفتح الباب للفتاة التي نزلت من السيارة في هدوء شديد قبل الخوض في المعركة المصيرية التي تنتظرها .
رمت " كليو" المنزل بنظرة سريعة قبل ان تصعد السلم بخطي ثابتة وما ان وصلت الى الباب حتى فتحت لها "ميج "مديرة المنزل وزوجة السائق تورتود " واستقبلتها بحفاوة شديدة ... فهل هذا الاستقبال يعد مقدمة طيبة

زواج في المزاد- روايات عبير الجديدة     للكاتبة ديانا هاميلتونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن