الرجل النملة

Start from the beginning
                                    

«ما الذي ذكرك بهذا الأمر الآن؟ أنسيت أن سيف هي من رفضت؟ لقد وعدناها أننا سنكتم سرها»

تلفت ڤولستج حوله ثم مال للأمام ليقترب من هوجون حتى لم يبقى بينهما سوى بضع إنشات قليلة، ثم همس بخفوت.
«أنت وعدتها، أنا لم أفعل...»

تابع متجاهلًا إجفال الأخير.
«...إن ‹أول› طفله، وسيف العزيزة قد ماتت. لماذا نترك الفتى يكبر وهو يظن أنه لا يملك أحدًا، بينما أبوه أمام عينيه طوال الوقت؟»

كانت عينا هوجون الدامعتين تحملان شوقًا عظيمًا، وألمًا عميقًا، وحزنًا لم يغفل عنه ڤولستج. لكنه فضل أن لا يعقب وأشاح بوجهه جانبًا

تمالك هوجون نفسه، وأردف بإصرار.
«أول يعيش مع ثور في سعادة كإبن حقيقي، ونحن لا نستطيع معرفة ردة فعل ثور إذا علم. لذا سنبقى صامتين.»

نظر ڤولستج له ولم يبدٌ أنه يعجبه ما يقوله، فتابع هوجون.
«ڤولستج، أنا لن أخلف بوعدي لها»

نظر ڤولستج بعمق في عينيه، نظراته كانت مبهمة وأشعرت الأخير بالتوتر فأبعد عينيه عنه ونظر نحو الساقي الذي كان يتقدم نحوهما بكأسين آخرين.

أما الآخر فبقي يحدق به صامتًا رغم أنه كان يملك الكثير ليقوله.

................................

Loki's p.o.v

أظنني قد وجدت شيئًا ينتشلني من التيه الذي كنت أعيشه في الأيام الماضي؛ أصبح أغلب وقتي يضيع في البحث عن ذاك الطفل.

واللعنة إنه كثير الهرب، ومن الصعب التعامل معه.

«لماذا تأتي خلفي كل مرة؟ أنا لا أريد البقاء معك!»
غمغم الطفل چون حانقًا. كان يجلس فوق صخرة أمام البحر الهائج، وساقاه تتدليان لأسفل.

جلست بجانبه، وشردت لوهلة في الأمواج المتلاطمة دون أن أجيبه. في الحقيقة كنت أصيغ الإجابة داخل عقلي. أردت إخباره أنني أتلذذ بمطاردته، لكن لا أظن أنه سيكون سعيدًا بهذا الخبر!.

نظرت له بطرف عيني، كان ينظر للبحر بغضب، غضب حقيقي استشعرته في الهواء من حولنا. لم أكن أظن أن طفلًا مثله يملكه.

لم أظن أن هذا الغضب قد يكون بسببي أنا، كان حقده مسلطًا على الأمواج أمامه.

أعدت نظري للبحر، وأشرت بيدي ليتجمد الجزء الذي أسفلنا، مشكلًا تموجات جليدية، تأتي الأمواج الحرة لترتطم بها بعنف.

راقبت غضبه يتحول لحيرة، قبل أن أسقط نفسي لأسفل نحو المياه المتجمدة.
«شعور جيد أن تسيطر على الأشياء الجامحة وتروضها»
رفعت نظري لأحدق به، غمزت له بخفة، ولم أستطع منع الابتسامة الجانبية أن ترتسم على شفتيّ، في الحقيقة مازال لوكي المغرور موجودًا.

ابن أوديـنWhere stories live. Discover now