كن بسيطا

283 14 0
                                    

" النور....أريد النور و حتي إن  كان في نهاية النفق "،  ماذا تري في هذه العبارة؟ مجرد فلسفة بلهاء من شخص يتصنع العمق؟  أم مجرد مراهق حالم يسعي وراء هدف لا معني له؟ ...دعني أخمن،كلا الجوابين لم تستحسنهما ..  لذلك ما رأيك أن نغير وجهتنا قليلا ، الي أفق أوسع بمراحل عدة  ...دعنا من حواجز الزمان  و المكان السخيفة. ..هلم  الي توماس اديسون،" ماذا ؟!" هذا ما ستقوله بعد أن تسمع هذه الإجابة التي قد تراها سخيفة،  لكني لا اتفق معك سيدي، أكنت تتوقع أن أخبرك مثلا انها قصة كفاح رجل ضاقت به السبل الي أن اهتدي لتطلعه؟ ، لا إنني لن اتملق ضعفك الإنساني بل أجبت إجابة تميل الي البساطة لأقصي حد ، ربما تكون هي الأبعد عن الأذهان  لكنها ربما تلامس شباك الواقع ،أليس كذلك ؟...، ماذا أريد منك بهذه الثرثرة السخيفة؟ ، لا شيء إطلاقا سوي أن تسمح لي  بمزيد من الثرثرة، لا تقلق لن اتحذلق و لن أماطل إلا قليلا ،  ما رأيك بأن نعود لموضوعنا؟ ..، صدقا لا أحد يعرف ماذا قال اديسون حقا في ذاك الوقت ، لكنه حتما  حاول الوصول الي صناعة المصباح و ربما " في نهاية النفق" مجرد ثرثرة متحذلقة مني لتكون مجرد كناية عن الجهد للوصول الي الغاية و الأرجح أنها مجرد خدعة طريفة مني لأوصلك الي ذلك ، ذكرني هذا بتوفيق الحكيم  حينما توصل مع عصاه أن مهمة الأديب و الفنان هي خلق الفكر  فيمن يخلق الرأي العام للجمهور ، و بما أنني  احتمل انك ذو فكر خصب قررت  متابعة ثرثرتنا الحميمة ،  كثر من الناس  تسلك الطريق الاصعب و الفكر الأبعد لمجرد أنهم برمجوا علي ذلك  ، لا أحد يفكر في الطرق الأبسط التي يعتبرونها ليست خارج ذاك الصندوق الأحمق الذي  لا احد يعلم ما بداخله صدقا، يرون الأبسط أتفه و اقل قدرا و منزلة و لكن إن أردنا الحصول علي واحد صحيح لما لا نجمع الواحد و الصفر وحسب، لما نختار الجذور و كل ذلك ؟ ، أليس الواحد هنا و هناك متماثلا؟  ، إنني ادعو الي البساطة و الجمال ، الحياة معقدة فيما فيه الكفاية للاكتفاء الذاتي من الصعوبة و العسر ، تمتع بحياتك بالقدر الذي تريد، أجري صباحا علي الشاطيء و صح بأعلي صوت لك أنك سعيد  ، لا تكترث بنعتك بالاحمق المجنون، سرعان ما سينسون ذلك  ، وسرعان ما ستتغير الأرض التي وطأتها قدمك و سيفني كل من كان في هذا المكان من الأصل، لن يذكر أحدا أن هناك مجنون هنا  يصرخ او أحمق يتغني بصوت يماثل النهيق كثيرا،  أفعل ما تريد في الوقت الذي تريد دون أن تكترث لما سيريده الغير  منك ،  كيانك هو أنت وحسب. ..هذه هي حياتك ...اختر ما تريده و عش بالبساطة التي تملأك سعادة و بشرا...لا ضرر في بعض التعقيد احيانا حتي يظل عقلك عاملا ،   و أذكرك هذه ليس دعوة لترك دروس الرياضيات المقيتة التي تثير حنقي. ..دمتم سالمين بصوت سبيس تون

"    فوضي الحواس "Where stories live. Discover now