السيدة القصيرة

79 1 0
                                    

في تلك الكلية المرموقة او كما يعتقد موظفوها، وفي اروقتها النظيفة تطل الأستاذة عاتكة وهي توزع البسمات على الطلبة وعلى كل من يقابلها من الأساتذة والموظفين يمنى ويسرى.
والاستاذة عاتكة لمن لا يعرف هي سيدة عانس حسب مقاييس ذلك المجتمع، وقد تجاوز عمرها الأربعين، حادة الطباع قليلا، قصيرة، تميل إلى البدانة، وجهها طفولي الا ان أسنانها الناتئة إلى الأمام تفسد ابتسامتها.
لقد كانت دائما ما تدعي الفضيلة، والمحافظة على الصلوات في وقتها، وترتدي الجلباب الأسود، فهي تؤمن بأن لبس التنورة او السروال هو رجس من عمل الشيطان!
وحتى في وقت صلاة الظهر فإنها تتعمد وضع المصلية على كتفها كدلالة على تدينها وورعها، وحتى عندما تتحدث فإنها لا تتوانى ان تضيف إلى حديثها شيئا من الآيات والأحاديث النبوية، لتوحي إلى من يحادثها آو يستمع إليها بأنها من حراس الفضيلة.
لقد امضت عاتكة
في مهنتها كاستاذة اكثر من عشرين سنة، فهي تعتبر نفسها إحدى اعمدة الكلية.

غرفة العوانسDonde viven las historias. Descúbrelo ahora