(١٤/٥)

183 12 0
                                    

أنتِ: سـ..سيهون.. هل أنت بخير؟
(نطقتِ بتوتر، ليجيبكِ بثمل وسخرية)
سيهون: ومن أنتِ لتسألي؟
(نظرتِ إليه بصدمة)
سيهون: ما هي العلاقة التي تربطنا معاً؟ لما يهمكِ الأمر لهذه الدرجة إن كنت بخير أم لا؟ نحن لا نعرف بعضنا حتى.. لا أعرف أي شيء عنكِ.. من أنتِ؟ من أين أنتِ؟ ما اسمكِ؟ فلما يجب عليّ أن أثق بكِ وأخبركِ عني.. وإن كنتُ بخير أم لا.. أنتِ بلا ذاكرة.. أي أنكِ سواء كنتِ تملكين ذكريات سيئة أم لا.. فأنتِ لا تذكرينها.. لا تملكين ذكريات.. أي أنكِ لا تعانين.. لن تفهمي شيئاً.. لذا هذا ليس من شأنكِ!!!
(كلماته كانت كوخز الإبر، جسدكِ تجمد في مكانه، قلبكِ على وشك التمزق، عيناكِ إحمرتا ودموعكِ تساقطت بصمت، أنزلتِ رأسكِ ونطقتِ بصعوبة)
أنتِ: أ..جـ..ـل.. أنت محق.. لا تربطنا أي علاقة.. فما شأني..؟ لا نعرف بعضنا.. فما شأني..؟ أنا لا أعاني؟
(رفعتِ رأسكِ ونظرتِ إليه بحدة، ثم صرختِ بإنفعال وغضب)
أنتِ: أنت مخطئ! أنت مخطئ! أنت لا تعرف معاناة من لا يملك ذاكرة! أنت لا تعرف معاناة من لا يعرف نفسه! كل يوم أنظر لنفسي في المرآة! أسأل نفسي! من أنا؟ هل أنا فتاة سيئة أم جيدة؟ هل أملك عائلة أم لا؟ هل أملك أصدقاء أم لا؟ هل هناك من يبحث عني أم لا؟ هل هناك من ينتظرني أم لا؟ هل أنا حية أم ميتة؟ لكن ماذا؟ ليس هناك أي إجابة! لماذا؟ لأنني لا أملك ذاكرة!
(أصبحتِ تبكين وتصرخين بحرقة قلب)
أنتِ: ليس أنت من تقرر من يعاني ومن لا يعاني!!!
(غطيتِ وجهكِ بكفيكِ وأسرعتِ إلى غرفتكِ، ألقيتِ بجسدكِ على الفراش وعانقتِ نفسكِ ببكاء)
أنتِ: "من لا يعاني في هذه الحياة؟ لما يعاملني هكذا؟ مالذي فعلته؟ وما ذنبي لفقدان ذاكرتي؟ لم يكن عليّ أن أكترث له! لم يكن عليّ الوقوع في.. آه لا لا! لم يكن عليّ البقاء هنا منذ البداية! ولكن أين أذهب؟ ماذا أفعل الآن؟ أنا ضائعة! يا إلهي!"
(تيبس في مكانه بعد أن سمع كلماتكِ، أحس بالغصة في قلبه، أدرك ما قاله لكِ من كلمات، وكأنه عاد إلى وعيه، ألقى بجسده على الأرض، غطى وجهه بكفيه وبدأ بالبكاء هو الآخر)
سيهون: "يا إلهي.. مالذي فعلته..؟ مالذي قلته..؟ لقد فقدت عقلي.. لقد جننت.. وما ذنبها..؟ ما ذنبها؟!"
| اليوم التالي |
(لم تخرجي من غرفتكِ طوال اليوم، في إحدى زوايا غرفتكِ، كنتِ جالسة في صمت شديد، تبكين تارة، وتغمضين عينيكِ تارة أخرى، تتمتمين بكلماتكِ "ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟")
(لم يتحرك من مكانه طوال اليوم، جالساً على تلك الأريكة، مشوش العقل والقلب، يفرك رأسه تارة، ويغطي وجهه بكفيه تارة أخرى، يتمتم بكلماته "ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟")
| بعد يومين |
(أصبحتِ تخرجين من غرفتكِ أحياناً، لكنكما لا تلتقيان، فهو خارج المنزل معظم الوقت، وعندما كان في سيارته إحدى المرات، التفت لدرجها وحدق به)
سيهون: "همم؟ أوه! لقد تذكرت!"
(فتحه وأخرج هاتفكِ منه)
| قبل ثلاثة أيام - فلاش باك |
سيهون: "همم؟ ألم تستيقظ؟ (بحيرة) يبدو أنها مازالت متأثرة بما حدث الليلة الماضية (بحزن) أولائك الأوغاد! (بغضب) لم يكن عليّ تركها بمفردها! كل هذا بسببي! أتمنى أن تكون بخير.. (بأسف)
(رنين هاتفه المفاجئ، قاطع أفكاره، فالتقطه وأجاب)
سيهون: يبوسيو؟
العامل: يبوسيو، سيدي، لقد اتصلنا لك بشأن الهاتف المعطل.
سيهون: أجل؟ كنتُ على وشك الإتصال.. لأسأل..
العامل: أجل سيدي، يمكنك القدوم لأخذه، لقد أصلحناه.
سيهون: حقاً؟ حسناً حسناً! أنا قادم فوراً!
(بدون تفكير، إرتدى معطفه وحذائه، وكان على وشك الخروج)
سيهون: "أوه لقد نسيت.. عليّ أن أخبرها بأني سأخرج! لكنها نائمة.. آه! حسناً سأكتب لها ملاحظة!"
(كتب لكِ الملاحظة وألصقها على باب الثلاجة وغادر مسرعاً)
••• يُتبع •••

On The Beach | على شاطئ البحرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن