" مقدمة "

598 28 2
                                    

عند تهاوي الأمطار علي الطرق،  و عند اجتياح الثلوج للمكان أتذكر تلك الأساطير القديمة  الزاعمة بأن  الثلوج تمحي الآثام  ... نحن جميعا مثل هذه الثلوج...نظهر فصلا ثم نختفي،  الحياة بأسرها كتاب كبير يحوينا  و عندما تبلي احدي صفحاتنا تتجدد بأخري من نسلنا،  ربما يظن الجميع هذا ..أن ذكري نسله يجعله موجودا علي هذه الأرض و إن لم يكن فيها ، هراء كبير  يستحق  الاحترام ، و من ذا الذي يتذكر  صراخك هنا أيها المجنون  بعد مائة عام او يزيد؟ لا تخجل من شيء ...لا أحد يركز عليك و انت حي فضلا عن أن يتذكر و أنت جثة هامدة ، مشكلتنا جميعا  أننا نظن أنفسنا الشخصيات الرئيسية في كتاب الحياة ، فقط لو رضينا بأننا مجرد شخصيات ثانوية  كنا وفرنا العديد من العناء و البكاء، ما المشكلة ان تنتهي الحكاية بنهاية غير عادلة لشخصية ثانوية ما؟ هذا ما يحدث غالبا،  فلا ترهق نفسك كثيرا  عندما تسد الطرق ، أنت ضائع بين صفحات كتاب كبير و لن يبحث عنك أحد ،  أثبت مكانك و حسب  و أنتظر  اخرقا مثلك يحبك ، الحب ليس بالثراء كما تعلم..انه فقط بالجمال و الجاه و الاهتمامات المشتركة و الحالات الاجتماعية المتساوية الخ ، آسفة لم أقصد بأن اشعرك  بمرارة الحياة او عذوبة الموت،  كلاهما الجحيم بعينه عزيزي...او ربما أنا من عشته فقط
......
" انتهت  المقدمة "

"    فوضي الحواس "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن