الفصل التاسع-بوارو يلقي حديثا

1.1K 53 0
                                    

بينما كانت الصحف تمعن في الإثارة عن المجرم المجهول وتحذر الناس منه وتكتب بالخط العريض  "انه قد يكون بجانبك الآن" كان بوارو من جانبه قد قرر ان يعقد اجتماعا مع اقرب الناس إلى الضحايا الثلاث ليتحدث اليهم وليحاول ان يعتصر منهم كل ما يمكن ان يكون مختزنا في عقولهم وكان الذين ارسل يدعوهم إلى الحضور هم:
ماري دراور ابنة أخت المسز آسكر وميجان بارنارد ودونالد فريزر وتورا جراي وفرانكلين كلارك وفي اليوم المحدد للإجتماع وصل المستر كلارك اولا وقبل الموعد بنصف ساعة بناء على رغبة بوارو وقد قال بعد ان تبادلنا معه التحية واستقر في مجلسه:
- انني يا مسيو بوارو غير مطمئن إلى كفاءة المفتش كروم اعتقد ان هذه الجرائم تحتاج إلى عبقرية بوليسية خاصة.. ولولا المشاغل الكثيرة التي ينبغي ان اقوم بها بعد وفاة اخي لخصصت وقتا اطول لكي اضع نفسي تحت امركم ولكي اتعاون معكم على منع وقوع الجريمة الرابعة.
- إذن فأنت ترى ان المجرم سيستمر في ارتكاب جرائمه..
- حسب الترتيب الأبجدي.. ألا ترى انت هذا؟
- بكل تاكيد..
- إذن يجب ان ننظم انفسنا لمقاومته.
- ألديك اقتراح بهذا الشأن؟
- ما دمنا نحن اقارب المجني عليهم سنجتمع الليلة هنا فلماذا لا نكون فيما بين انفسنا " فرقة خاصة" تعاون رجال المباحث في الإيقاع بالمجرم الرهيب؟
- فكرة جيدة.
- يسرني انك موافق عليها.. ولاشك اننا بتعاوننا معا قد نعثر على الرجل الغريب الذي كان يحوم حول مسرح كل جريمة قبل ارتكابها.
- وهل تقترح ان تنضم المس جراي إلى هذه الفرقة رغم انها غير قريبة لأحد المجني عليهم؟
فاضطرم وجه كلارك وقال:
- اعتقد انها ستعاوننا كثيرا لأنها عملت مع اخي سنتين وهي تعرف المناطق المجاورة لمسرح الجريمة الأخيرة معرفة تامة كما تعرف معظم المقيمين فيها بصفة دائمة اما انا فقد كنت غائبا عن البلاد فترة طويلة تبلغ نحو عام ونصف عام.
فقال بوارو بعطف:
- كنت في الشرق..في الصين؟ اليس كذلك؟
- نعم..كنت اشتري لأخي مجموعات التحف الخزفية الثمينة التي تعرض في الأسواق العالمية لاسيما في الصين نفسها.
- حسنا يا مستر كلارك لا شك انت كنت ذا فائدة كبيرة لأخيك الراحل.
وبعد نصف ساعة كنا جميعا نجلس حول المائدة الإجتماع وكانت الفتيات الثلاث يختلفن كل الإختلاف من ناحية المظهر والشكل فتورا جراي الصارخة الجمال الناصعة البياض.. ميجان بارنارد الخمرية ذات الشعر الأسود الأثيث ووجهها الجامد التعبير الشبيه بوجوه الهنود الحمر.. وماري دراور بثوبها الأسود البسيط ووجهها الذي ينم عن البراءة والذكاء اما الرجلان فكان فرانكلين كلارك بجسمه الكبير ووجهه الملوح ولباقته في الحديث يختلف كثيرا عن دونالد فريزر الهادىء الرزين الخجول وبدأ بوارو الحديث قائلا:
- ايها السادة والآنسات انتم تعرفون من اجتماعنا هنا فبرغم ان رجال الشرطة لا يالون جهدا في اداء واجبهم للقبض على ذلك المجرم المجهول إلا انني اعتقد ان اتحادنا نحن اصحاب الشان في هذه الجرائم قد يؤدي إلى كشف بعض الغموض الذي يكتنف هذه الجرائم.
وبعد برهة صمت استطرد يقول:
- اننا الآن امام ثلاث جرائم راح ضحيتها سيدة عجوز وفتاة في ميعة الشباب ورجل كهل وليس يربط بينهم جميعا إلا ان الجاني عليهم رجل واحد وهذا يعني ان هذا الشخص الواحد كان موجودا في اماكن الجرائم الثلاث وليس من شك ايضا في ان هذا الرجل ـ وقد يكون امرأة ـ على جانب كبير من الدهاء رغم اختبال عقله وذلك لأنه استطاع حتى الآن ان يفلت من ايدينا والا يترك وراءه اي اثر يقودنا اليه.
وصمت بوارو برهة اخرى قبل ان يستطرد قائلا:
- إلا ان هناك معالم يمكن ان تحدد الشخصية ذلك المجرم المجهول ويمكن ان توضح بعض الغموض الذي يكتنف الموقف فمثلا انه لم يذهب إلى بكسهيل في منتصف الليل ليجد امامه فتاة يبدأ اسمها بالحرف "ب" على الشاطىء جاهزة للقتل..
وهنا قال دونالد فريزر بصوت ينم عن الألم النفسي العميق:
- هل يستلزم الأمر ان ندخل في هذه التفصيلات؟
فقال بوارو مستديرا اليه:
- من الضروري جدا ان نناقش كل صغيرة وكبيرة في هذه الجرائم.. فالموقف لا يحتمل المجاملة او مراعاة العواطف الخاصة كنت اقول ان المصادفة وحدها لم تكن المسؤولة عن التقاء المجرم المجهول بالمس بيتي بارنارد لابد انه كان هناك نوع من التمهيد وحرية الإختيار اي لا بد انه قام بعملية استطلاعية لمسرح الجريمة..كان عليه اولا ان يتأكد من بعض الحقائق وكان عليه ان يحدد افضل وقت يرتكب فيه جريمة اندوفر وان يعرف خير مكان يرتكب فيه جريمة بكسهيل وان يلم بعادات السير سيرميكال كلارك ولهذا اعتقد انكم في مجموعكم تعرفون اشياء في قرارة انفسكم دون ان تدركوا انكم تعرفونها.
ولما ارتسمت امارات الدهشة وعدم الفهم على وجوهنا جميعا ابتسم بوارو وقال:
- ان العقل قد يختزن معلومات غامضة لا تظهر الا بالحديث والمناقشة واذا كان هذا موضوع المناقشة محددا فربما كان في ذهن كل منكم جزء معين بشأن هذا الموضوع والحديث وحده هو الذي يجمع هذه الأجزاء لكي تتضح جميعا في صورة واحدة.
وهنا تمتمت ميجان بارنارد قائلة:
- كلا!.
فلما نظر بوارو إليها متسائلا اردفت قائلة بصوت ينم عن اليأس:
- مجرد كلام نظري لا يعني شيئا.
- ان الكلام يا آنسة هو الثوب الذي يبرز الأفكار.
وقالت ماري دراور:
- اعتقد يا مس بارنارد ان المسيو بوارو على حق.. فليس كالحديث المتبادل بين عدد من الأشخاص في موضوع واحد محكا لإبراز آراء وصور ذهنية وذكريات كانت مختزنة في اعماق الذهن البشري.
فقال كلارك:
- وانا اوافق هذا الراي.
- ما رايك يا مستر فريزر؟
- انني ارتاب في جدوى هذه الطريقة.
- وانت يا مس جراي؟
- اعتقد ان استعراض وجهات النظر بالحديث المتبادل عن موضوع معين لابد ان ياتي بجديد في هذا الموضوع.
وهنا قال بوارو:
- إذن ارجو من كل منكم ان يعتصر ذاكرته كل ما يمكن ان يتذكره قبل وقوع الجريمة ولنبدأ بالمستر كلارك.
فقال المستر كلارك وهو يجمع بيديه ثنايا جيبه:
- ماذا فعلت في صباح اليوم الذي قتل فيه اخي؟ آه.. ذهبت للصيد في زورق شراعي وقد اصطدمت ثماني سمكات كبيرة من نوع " الماكريل" وكان الجو صحوا.. وعدت إلى البيت في موعد الغداء واذكر ان الحساء الإيرلندي كان بين اصناف الطعام ونمت ثم استيقظت وشربت الشاي وكتبت بعض الرسائل وفاتني وضعها في الصندوق في الموعد المناسب فركبت السيارة في بلدة بابيتون لأصدرها وعدت في موعد العشاء واني لا اشعر بالخجل حين اقول انني قرات للمرة الثانية كتاب مغامرات نسبيت الذي كنت مشغوفا به منذ عهد التلمذة ثم رن جرس التلفون.
فقال بوارو مقاطعا:
- لا داعي لأن تذكر ما حدث بعد هذا لأنه لا يهم.. وانما المهم هو ان اتذكر هل رايت احد وانت في طريقك إلى الصيد صباحا.
- كثيرا من الناس.
- هل يمكنك ات تتذكر شيئا عنهم او عن بعضهم؟
- لا شيء الآن.
- هل انت متاكد من هذا؟
- دعني اتذكر ..آه.. اذكر انني رايت سيدة بدينة لفتت نظري بثوب سباحتها الأصفر المخطط وكان معها.. ورايت شابين يلاعبان كلبا صغيرا على البلاج وفتاة ذهبية الشعر كانت تضحك عاليا وهي تسبح عجبا ان بعض الذكريات تطفو فجأة كأنها الصور المتحركة.
- حسنا جدا.. وبعد ذلك.. ألم ترشيئا امام البيت او في الحديقة او عندما خرجت لتصدير رسائلك؟
- رايت في الحديقة البستاني يروي الشجر وكدت اصطدم بصبي يركب دراجة اثناء ذهابي إلى بابيتون وسمعت امرأة تتشاجر بصوت مرتفع مع صديق لها هذا كل ما اتذكر..
والتفت بوارو إلى المس جراي وقال لها:
- وانت يا مس جراي؟
فقالت بصوتها الواضح الرزين:
- فرغت من مراسلات السير سيرميكال في الصباح وتحدثت مع مدبرة البيت في البرنامج اليومي وكتبت بعض الرسائل وانشغلت بعد الظهر ببعض اشغال الإبرة والواقع ان من العسير ان اذكر كل شيء فقد كان اليوم من الأيام الرتيبة العادية واخيرا اويت إلى فراشي في ساعة مبكرة..
- وانت يا مس بارنارد ألا يمكن ان تتذكري ماذا حدث في آخر مرة رايت فيها اختك؟
- رايتها قبل وفاتها بأسبوع وكنت قد عدت إلى البيت لأقضي نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد وكان الجو لطيفا فذهبنا إلى مصيف هاستجز حيث سبحنا في بحيرته المشهورة.
- وعن اي شيء كان حديثكما معظم الوقت؟
- عنفتها كثيرا على ميلها إلى اللهو والعبث بلا تحفظ.
- وماذا ايضا؟ عن اي شيء كان حديثها هي؟
- تحدثت عن ضيق ذات يدها وعن قبعة جديدة وفساتين للصيف وعن دونالد قليلا وقالت ايضا انها
لا تحب زميلتها في العمل ميللي هيجلي وضحكنا كثيرا على تصرفات مارون مديرة المقهى ثم لا أتذكر اكثر من هذا.
- معذرة يا مستر فريزر.. ألم تذكر لك مس بارنارد اي شيء عن رجل ما كانت تنوي ان تقابله؟
فقالت ميجان بصوت جاف:
- انها ما كانت لتجرؤ ان تقول لي شيئا من هذا القبيل.
واستدار بوارو إلى دونالد فريزر بشعره الأحمر وقال:
- مستر فريزر.. عندما ذهبت لإنتظار بيتي حتى تخرج من المقهى ألم تشاهد احدا لفت نظرك بصفة خاصة؟
- لا..كان المصيفون كثيرين.
- ألم يلفت نظرك شخص معين منهم؟.. حاول ان تعتصر ذهنك.
فقال الشاب بعناد:
- لم أر غير اشخاص عاديين لم يكن بينهم واحد يلفت النظر.
- وانت يا ماري دراور اعتقد ان خالتك كانت تراسلك.
- أجل سيدي.
- متى آخر رسالة ارسلتها اليك؟
فكرت ماري برهة قبل ان تجيب قائلة:
- قبل وفاتها بيومين.
- وماذا قالت فيها؟
- قالت ان الشيطان العجوز ـ تعني زوجها ـ حاول ان يبتز منها المال زيادة عن المبلغ المتفق عليه ولكنها افزعته وجعلته يهرب عن وجهها وانها كانت تتوقع حضوري إليها يوم الأربعاء يوم عطلتي الأسبوعية لنذهب إلى السينما وكان ذلك يوم عيد ميلادي ايضا يا سيدي.
وطفرت الدموع في عيني ماري ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها ثم قالت:
- معذرة يا سيدي.. لقد غلبني الحزن على امري وان بعض الذكريات..
فقال كلارك:
- اني ادرك شعورك يا مس دراور فان بعض الذكريات البسيطة قد يكون لها اكبر الأثر على النفس.. فمثلا انا لا انسى ما حييت منظر سيدة صدمتها سيارة كبيرة فقتلتها وكانت جثتها ملقاة وبجانبها حذاء جديد تناثر من صندوقه لقد خيل الي ان الحذاء يرقد في حزن واسى بجوار السيدة التي ماتت قبل ان ترتديه.
وهنا هتفت ميجان قائلة بشيء من الحماس:
- هذه هي الحقيقة.. نعم هذا ما يحدث حقا لقد حدث نفس الشيء لأختي بيتي ذلك ان امي كانت قد اشترت جوربين لتقدمهم إليها هدية اشترتها في نفس يوم مصرعها وقد رايت امي بعد ذلك وهي تمسك الجوربين وتبكي بحرارة وتقول "اشتريت هذين لبيتي"؟ "اشتريت هذين لبيتي ولكنها لم تراهما"!
وتململ دونالد فريزر في مقعده وبادرت تورا جراي إلى تغيير مجرى الحديث قائلة:
- ألا تفكر في وضع خطة معينة للمستقبل؟
فقال فرانكلين كلارك وقد استعاد حالته الطبيعية:
- طبعا.. طبعا.. فعندما تصل الرسالة الرابعة يجب ان نوحد جهودنا و إلى ان يحدث هذا ارجو ان يحاول كل منا ان يستعيد في ذهنه كل الذكريات عن حياته قبل وقوع كل جريمة مباشرة وما راي المسيو بوارو اخيرا؟
- ان لدي بعض المقترحات.
فأسرع فرانكلين كلارك وتناول من جيبه مفكرة وقلما وقال:
- عظيم جدا.. اذكرها لنا بالترتيب.
- اعتقد ان الجرسونة ميللي هيجلي ربما تعرف شيئا قد يفيدنا في هذا الموضوع.
فقال كلارك وهو يكتب:
- 1ـ ميللي هيجلي..
واقترح طريقتين لإستدراجها إلى الحديث اما ان تثيرها الآنسة ميجان حتى تدفعها إلى الإفضاء بكل ما تعرفه عن بيتي وعندئذ قد نعرف الرجل المجهول الذي قيل انها تنزهت معه مرتين واما ان يقترب المستر فريزر إليها ويتظاهر بمغازلتها ويستدرجها للحديث عن بيتي في هذا الشأن وهنا قال دونالد فريزر:
- هل هذا ضروري؟
- لا ليس ضروريا ولكنه مجرد محاولة.
وعندئذ اسرع فرانكلين كلارك يقول:
- هل أجرب انا هذه الطريقة مع ميللي هيجلي يا مسيو بوارو؟ فان لي وسائلي الخاصة في الحديث الجذاب مع الفتيات..
وقالت تورا جراي بحدة:
- وهل لديك وقت فراغ كاف للقيام بمثل هذه المحاولات؟
فتلاشت الإبتسامة من وجه فرانكلين وهو يقول متراجعا:
- آه.. صدقت يا تورا.. ان اعمالي كثيرة في هذه الأيام..
وقال بوارو:
- أعتقد انه لا يوجد شيء كثير يحتاج إلى اهتمام خاص في البيت يا مستر كلارك وربما كان في مقدور المس جراي ان تحل محلك في القيام..
فقاطعته تورا جراي بقولها:
- ولكني تركت عملي في قصر السير سيرميكال كلارك.
- آه انني لم اعرف هذا.
وقال فرانكلين كلارك:
- من الطبيعي ان تفضل المس جراي البحث عن عمل مناسب في لندن بعد وفاة اخي.
فتنقل بوارو بنظراته الحادة بين الإثنين ثم قال فجأة:
- كيف حال الليدي كلارك؟
واضطرم وجه تورا جراي بينما قال فرانكلين كلارك:
- في اسوأ حال.. وبهذه المناسبة هل يمكنك يا مسيو بوارو ان تذهب لمقابلتها لقد اعربت عن رغبتها في رؤيتك.
- بكل تاكيد يا مستر فرانكلين كلارك.. هل يمكن ان اقوم بزيارتها بعد غد؟
- حسنا.. لسوف اخبر الممرضة بذلك حتى تجعلها في حالة تستطيع معها ان تقابلك.
واستدار بوارو إلى ماري دراور وقال:
- وانت يا مس دراور اعتقد ان في مقدورك ان تقدمي لنا خدمة جليلة اذا ذهبت وتحدثت مع بعض الأطفال من جيران خالتك في اندوفر.
فقالت ماري بدهشة:
- الأطفال؟
- نعم ان الأطفال عادة ينفرون من الغرباء ولكنهم لن ينفروا من الحديث معك ومن المحتمل جدا ان يكون احدهم قد راى شخصا غريبا عن البلدة وهو يذخل دكان خالتك او وهو يحوم حوله.
وقال كلارك:
- وماذا عني وعن المس جراي هذه اذا لم اذهب إلى بكسهيل.
ولما تردد بوارو برهة قال كلارك مستطردا:
- مارايك لو انني نشرت اعلانا في الصحف موجها إلى المجرم المجهول اقول له فيه ان هيركيول بوارو يعرف عنه الكثير وان في مقدوري انقاذه اذا ما دفع مائة جنيه وليكن نص الأعلان هكذا " رسالة عاجلة إلى "ا.ب.س" ان "ه.ب" وراءك، مائة جنيه لسكوتي اتصل ب"ل.م.ن" انها فكرة بدائية ولكنها قد تفيد".
- هذا ممكن جدا.
- ان هذا الإعلان قد يغريه باطلاق النار علي.
فقالت تورا جراي بحدة:
- انها فكرة خطرة وحمقاء.
- ما رايك يا مسيو بوارو؟
فابتسم بوارو وقال:
- اعتقد انه لا ضرر منها ومعذرة يا مستر كلارك فانه يلوح لي انك ما زلت طفلا في اعماق نفسك.
فاضطرم وجه فرانكلين كلارك وقال وهو يكتب في مفكرته:
- حسنا..ان البرنامج الآن هو:
أ ـ المس بارنارد مع المس هيلي.
ب ـ المستر فريزر مع المس هيجلي.
س ـ المس دراور مع أطفال اندوفر.
د ـ الإعلان.
ورغم ان هذا البرنامج كان في رايي لن يؤدي إلى شيء مهم الا انني رايت انه لن يؤدي إلى ضرر في الوقت نفسه.

وبعد لحظات قليلة انفض الإجتماع.

روايات اجاثا كريستي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن